بقلم : طارق الشناوي
ليست فقط ما دأبنا على وصفها بـ(الصفراء)، المفروض أنها بيضاء بل ناصعة البياض، أتحدث عن أكثر من مطبوعة على اختلاف توجهها، نشرت هذا الخبر عن عمرو دياب، وما وصفوها بفتاة الإعلانات، التى شاركته «كليب» لتسويق العطر الجديد الذى يحمل اسمه.
أشاروا إلى علاقة حب ساخنة، التربة مهيأة تمامًا لمثل هذه الشائعات، بعد أن قرأنا قى العديد من المواقع خبر انفصاله عن دينا الشربينى، ليست تلك هى الحكاية الأولى ولن تكون الأخيرة، التى تشير إلى قصة حب من الممكن أن تُفضى إلى زواج، عمرو تحيطه الجميلات من كل حدب وصوب، بقدر ما تتناثر حوله أيضا الشائعات، يفاخر بأنه تفصله عن الستين عامًا بضعة أشهر، إلا أن ملامحه وبنيانه الجسدى والنفسى تؤكد أنه لم يصل بعد إلى نصف هذا الرقم.
هل هذا يعنى أن يظل داخل مرمى نيران حكايات (شهريار)؟ الغريب أن الصحافة لا تتوقف أبدا عند حدود الشائعة، وكثيرا ما تلجأ لهذا (الكليشيه) وهو عنوان (عشر معلومات) يسبق الحديث عن أى شخصية أصبحت فى البؤرة، ولا أدرى لماذا عشرة تحديدا، من الممكن مثلا اكتشاف أن لدينا 11 معلومة مهمة، أو فقط 9 معلومات، ولكنه الكسل، وهكذا ينطبق عليهم قاعدة (حافظ مش فاهم)، كسالى حتى فى كسلهم.
بين المعلومات التى ذكروها بكل فخر عن فتاة الإعلانات المصرية، أنها متزوجة بعد قصة حب من شاب لبنانى، ولديهما طفلان، ولا يكتفون بهذا القدر بل أضافوا أنها سعيدة فى حياتها، كيف إذن يستقيم هذا الخبر مع قصة الحب؟ ألم يستوقفهم أبدا أن هناك أمام عمرو دياب حاجزًا مستحيلًا اختراقه وهو الزوج والطفلان، وأن العلاقة لا تتجاوز أبدا حدود المهنية، فهى تؤدى دورها فى كليب دعائى من إخراج طارق العريان.
الأمر كله مجرد بيزنس فى بيزنس، فلماذا إقحامهما فى قصة حب مختلقة؟ يعتقد البعض أن حياة الفنان وخاصة المطربين طوال التاريخ لا تخلو من إضافة قصة حب، ولدينا الكنج محمد منير، يؤكد استحالة أن يواصل حياته بدون حب، فهو قبل أن يكتب الصفحة الأخيرة من قصة، يبدأ فى نفس الوقت الصفحة الأولى من قصة أخرى، عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش كانت حياتهما لا تخلو من تلك الحكايات، ولكن من المستحيل أن يصدم أى منهم قيمة اجتماعية مثل الارتباط بامرأة متزوجة.
المأزق الجديد للصحافة هو تلك الحالة من الاستهتار، حتى فى كتابة الأخبار التى نصفها بالخفيفة، فما الذى من الممكن أن يحدث إن صح التعبير، فى الأخبار الثقيلة.
هل تتذكرون فيلم (لعبة الست)؟ والدور الذى لعبه بشارة واكيم، ثرى لبنانى يقرر الزواج من تحية كاريوكا (لعبة)، إلا أن السيناريو قدم تفصيلة حالت دون الوصول إلى تلك النهاية، الثرى لم يكن يعلم أنها متزوجة وتصور فقط أنها مخطوبة لنجيب الريحانى (حسن أبو طبق) الذى مزق بكل عزة نفس وكبرياء شيك (خلو رجل) ليترك زوجته، ولهذا أوقف الثرى كل شىء بمجرد إدراكه الحقيقة.
لماذا صار البعض سعيدًا بأداء أدوار (أبو لعبة) عبد الفتاح القصرى (إبراهيم نفخوا)، وأمها مارى منيب (سنية جنح)، وابن خالتها عزيز عثمان (محمود بلاليكا)؟! هل من الممكن أن نأخذ الدرس من (حسن أبو طبق)؟!!.