توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يوري جاجارين.. أحلام الشاب الطائر!

  مصر اليوم -

يوري جاجارين أحلام الشاب الطائر

بقلم : طارق الشناوي

الزحام على مهرجان القاهرة فاق كل التوقعات، وهى ظاهرة قطعًا إيجابية وتصب لصالح الإدارة، تدعونا جميعا لكى نتوقف أمام هذا القدر من الجاذبية الذى حققته الأفلام والفعاليات التى شاهدناها فى السنوات الثلاث الأخيرة، والتى طبقا للأرقام الموثقة، أربعة أضعاف ما كان يحدث فى السنوات العشر الأخيرة.

مؤكد فى كل الدنيا يجب أن نترقب الأزمة، وأهم عوامل النجاح لأى مشروع يأتى من توقع حدوث الأزمة، يجب أن يملك صاحب المشروع القدرة على الإلمام بفن إدارة الأزمة، إذا فاته توقعها، مثلًا الإقبال على عدد من الأفلام كان يجب من البداية التحسب له بإقامة عروض خاصة للصحفيين والنقاد فى حفل الساعة العاشرة صباحا، تسبق عرض الفيلم مساء، وربما لم نر ذلك سوى فى فيلم (عنها)، وكان ينبغى أن يطبق فى أفلام عديدة أخرى مثل (غزة مونامور) أو (حظر تجول) أو (أوندين).. وغيرها.

تنبه المهرجان مثلًا قبل ندوة الكاتب الكبير وحيد حامد إلى أن المكان المعد مسبقًا لإقامة الندوة سيضيق بمن فيه، كما أن الزحام على الأبواب سيفسد التكريم.. جاء قرار رئيس المهرجان بنقله إلى المسرح المفتوح، الذى أقيم عليه حفل الافتتاح، لينزع فتيل قنبلة الكارثة قبل حدوثها، وكان قرارًا صائبًا لأن المسرح على اتساعه ضاق بعشاق ومريدى وحيد، والطوابير للذين لم يتمكن المسرح من استيعابهم أكثر من قدرة كل مسارح دار الأوبرا، وهكذا جاء تكريم وحيد حامد بهذا الحشد الجماهيرى الضخم، ومرت الأزمة بسلام، لأن هناك من تحسّب لها، حتى من لم يستطع الدخول، تفهم الموقف بأنه خارج عن إرادة الإدارة.

الإجراءات الاحترازية تطبق بدقة، ومن المؤكد أنها خصمت الكثير من المتعة.. وبات الزحام بدلًا من اعتباره ظاهرة إيجابية صرنا نتحسب له ونعمل له ألف حساب. من البديهى أن يحدث قدر من التوتر بين الجميع ونحن نتعامل مع عامل مؤثر سلبى جدا «الإقبال الجماهيرى»، إلا أنه بعد الجائحة صار هو العدو اللدود، لأنه التربة الصالحة لهذا الوباء، ومن الواضح أن كثرة عدد المصابين بعد مهرجان (الجونة)، رغم شراكة وزارة الصحة بأكثر من 100 من رجال الصحة الشرفاء، دفعت الدولة للتشدد أكثر وأكثر، حتى إن هناك من يتابع أثناء المشاهدة المسافة اللازمة بين المتفرجين ويتأكد من وضع الكمامة، وله الحق فى إيقاف العروض لو وجد مخالفة.

وسيبقى أيضا الحديث الذى كثيرا ما يتردد عن دعوات الافتتاح والختام، وبالطبع هناك أسماء مهم جدا تواجدها من كبار السينمائيين والفنانين، وهو ما نلاحظه مع أول دورة للمهرجان عام 76، أى قبل 44 عاما.. الشكوى من التجاهل، ولا أظنه متعمدا، ولكن الاحتجاج لن يتوقف لأن مصر بتاريخها العميق وبنجومها فى التمثيل والإخراج والتصوير والمونتاج والكتاب وغيرها تدفعنا إلى الفخر، متع الله الجميع بالصحة والعافية.

هذا العام أيضا فقدنا العديد من الكبار مثل محمود يسن وماجدة ونادية لطفى وشويكار ورجاء الجداوى ومحمود رضا والمخرج سمير سيف وحسن حسنى وجورج سيدهم وغيرهم ممن منحونا الكثير، ولا تزال الشاشات تنطق بإبداعهم وهم أحياء يرزقون فى وجداننا، وأعتقد أن إدارة المهرجان حريصة على أن تكرمهم فى حفل الختام، ووضعت ذلك مسبقا فى الحسبان.

ملحوظة: لا أعلن معلومات مؤكدة ولكن أتحدث عن توقعى. هذا العام ستجد لجنة التحكيم أنها فى مأزق بسبب كفاءة لجان الاختيار والبرمجة داخل المهرجان، مجموعة من الموهبين يقودهم حفظى، ويشاركهم فى الاختيار، وتطبق قواعد الديمقراطية بكل تفاصيلها، وتنجح فى برمجة كل هذا العدد الضخم من الأفلام المهمة، بينها الفيلم الرائع الذى شاهدته مساء أمس الأول (جاجارين).

الفيلم فرنسى الجنسية بينما جاجارين روسى، ولا أستبعد أو بالأحرى أعتقد جازمًا أنه لن يخرج خاوى الوفاض مساء الغد عند إعلان الجوائز.

يورى جاجارين رائد الفضاء اخترق حاجز الشيوعية (الاتحاد السوفيتى) سابقا، فهو لا يقيده مكان ولا توجه سياسى، ومنذ عام 61 عندما صعد بسفينته للفضاء حتى رحيله 68، وهو محل تقدير من العالم كله، والغريب أن من صعد للفضاء الخارجى بصاروخ يلقى حتفه وفى نفس الشهر مارس أيضا بعد 7 سنوات فى حادث طائرة هيلكوبتر.

الطيار الروسى الذى صار أيقونة، وزار العديد من دول العالم ومنها مصر، كما أن الكثير من مواليد عام 61 أطلقوا عليهم اسم يورى جاجارين، وهو اسمه كاملا، وهكذا يخترق الحب والتقدير كل (التابوهات).

الفيلم يقدم فى البداية مشهدا توثيقيا لرائد الفضاء الروسى وهو يضع حجر الأساس لهذا المنتجع الفرنسى الذى حمل اسم (جاجارين) كنوع من الاعتراف بإنجاز هذا الرجل، وكما جاء فى تعليق الفيلم أن الحزب الشيوعى عندما تولى الحكم فى فرنسا قرر دعوة جاجارين لوضع حجر الأساس للمبنى الضخم وأيضا للحديقة المجاورة له.

قطعًا فى تلك السنوات التى أعقبت الحرب العالمية الثانية وخاصة فى الستينيات، كانت الدول تتشدد فى الاعتراف بأى إنجاز، إلا إذا كان التوجه السياسى يحميه، لاشك أن بعض الشخصيات قفزت فوق هذا الحاجز، منها جاجارين.

ما الذى حدث لهذا المنتجع السكانى بعد مضى كل هذه السنوات نحو 60 عاما، ما الذى حدث للسكان وهم متعددو الهويات العرقية والسياسية واللونية ويتحدثون بأكثر من لغة بالإضافة للفرنسية؟!.. الفيلم إخراج مشترك فانى لياتارد وجيرمى تروله. الوثيقة فقط لزرع الحنين والزمن وليس لها أى علاقة بالفيلم سياسيا، التمسك بالمكان والفساد المستشرى وتعدد الدوافع واختلاف البشر، يحلم «يورى» بطل الفيلم بالتماهى مع رائد الفضاء، يزرع فى المبنى صوبا للخضراوات تتماثل مع يمكن أن يجرى فى الفضاء.

التماهى والحلم الذى يعيشه يورى هو معادل موضوعى لكل أحلامنا المجهضة التى عشناها ولانزال مهما اختلف الزمان والمكان، مات جاجارين فى حادث طائرة بينما مات يورى جاجارين وهو يرى أحلامه تتحطم بسبب اغتيال أحلامه.. ولم تنته بعد أحلام «جاجارين»!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوري جاجارين أحلام الشاب الطائر يوري جاجارين أحلام الشاب الطائر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon