توقيت القاهرة المحلي 11:42:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

(على قد الشوق).. دعوة صريحة للتحرش!

  مصر اليوم -

على قد الشوق دعوة صريحة للتحرش

بقلم : طارق الشناوي

فى أحد التسجيلات التى أجريتها مع الموسيقار الكبير كمال الطويل، روى لى أن أغنية عبدالحليم حافظ (على قد الشوق) توثق حكاية حب مستحيلة عاشها على أحد شواطئ الإسكندرية، عندما رأى فتاة حسناء، من المنطقى أنها كانت ترتدى (مايوه)، غازلها قائلا (على قد الشوق اللى فى عيونى/ يا جميل سلم)، ولا أدرى هل الجميل سلم أم (عملت نفسها من بنها)؟، فى طريق عودتهم لـ(الكابينة)، قال له عبدالحليم إنها تصلح كمطلع أغنية وبدأ الطويل (الدندنة)، وتواصلا مع الشاعر محمد على أحمد، فأكمل (أنا ياما عيونى/ عليك سألونى/ وياما بتألم) وبسبب النجاح الطاغى للأغنية تم إنتاج أول أفلام عبدالحليم (لحن الوفاء)، الاتجاه فى البداية أن يحمل الفيلم اسم (على قد الشوق)!!.

أريدك فقط أن تتذكر أن هذه الأغنية انطلقت عام 1954، وأسفرت عن أكثر من نجاح، أولا صار عبدالحليم مطربا جماهيريا سبق فى نجاحه كل معاصريه، وقال الشاعر والكاتب الكبير كامل الشناوى: (على قد الشوق هى الطبق الطائر، الذى صعد بعبدالحليم إلى السماء السابعة)، ثانيا بدأت السينما تلهث للتعاقد معه على أفلام غنائية، رغم أنه قبلها بعام واحد عندما رشحه المخرج عاطف سالم لغناء (تتر) فيلم (فجر)، اعترضت المنتجة مارى كوينى، وهى واحدة من أشهر رائدات السينما المصرية، وقالت للمخرج: (وجهه ليس فوتوجينيك، يغنى فقط بصوته).

لم ينس لها عبدالحليم، طوال حياته، هذا الموقف أبدا، ورفض أن يلعب بطولة أى فيلم من إنتاجها، حتى بعد أن قدمت له شيكا على بياض، ثالثا النجاح أيضا دفع عبدالوهاب للموافقة على التنازل عن الدعوى القضائية التى أقامها ضد عبدالحليم، لأنه لعب بطولة أفلام من إنتاج آخرين، قبل أن ينفذ تعاقده معه، كما أنها ساهمت فى شراكة فنية وإنتاجية بين عبدالوهاب وعبدالحليم تبلورت فى (صوت الفن) التى أنتجت عشرات من الأفلام والأغنيات، وليست بالضرورة كلها لعبدالوهاب وعبدالحليم.

تخيل أنك فى هذا الزمن تقمصت دور كمال الطويل ورأيت فتاة جميلة تعبر الشارع، وقلت فقط: (على قد الشوق)، ولم تكمل، حتى (يا جميل سلم)، أى أنك عبرت فقط عن مشاعرك، ولم تنتظر رد السلام، ح تلبس على الفور قضية تحرش، وستصبح فضيحتك بجلاجل، وستكتشف أن الجميع يقذفونك بكل ما فى حوزتهم من قسوة وعنف ومثالية مزيفة.

توصيف التحرش فضفاض، ويختلف فى الزمان والمكان، بل داخل المكان والزمان الواحد، ربما تكتشف أن ما هو مقبول فى دائرة مرفوض فى أخرى، المداعبة بكلمة قد يتقبلها البعض فى موقف وربما فى آخر وبنفس المفردات وعلى حسب مزاج المتابعين تجد أن (الكلابشات) فى إيديك، وفين يوجعك و(كله ضرب ضرب مفيش شتيمة).

تنويه لابد منه، هذا المقال مؤكد يرفض التحرش بكافة أنواعه وصوره وأنماطه، المقصود قبل أن يلبسنى أحدهم قضية، هو أن ليس كل ما يبدو ظاهريا تحرشا هو بالضرورة تحرش و(على قد الشوق اللى فى عيونى/ يا جميل سلم).

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على قد الشوق دعوة صريحة للتحرش على قد الشوق دعوة صريحة للتحرش



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon