توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أصالة ممنوعة شرعًا!

  مصر اليوم -

أصالة ممنوعة شرعًا

بقلم : طارق الشناوي

حتى نستطيع الوصول لعمق الحكاية، علينا أن ننحى جانبًا اسم المطربة وكلمات الأغنية، لتتسع الدائرة من الخاص إلى العام، رغم أن ما أثار تلك القضية هو أغنية أصالة (رفقًا) ضمن أحدث مجموعة غنائية لها (لا تستسلم) وتقول كلماتها (رفقًا بمن عنهن قيل استوصوا خيرا بالنساء فقد خلقن بضعفهن).

عشرات من الأغانى والمواقف الدرامية ستجد فيها محاكاة لحدث تاريخى، وبعضها فى الكتب المقدسة مثل قصة سيدنا يوسف التى قُدمت عشرات من المرات محليًا وعالميًا، آخرها الكاتب والمخرج محمد سامى فى مسلسل (البرنس)، وهو ما سبق مثلًا أن قدمه يوسف شاهين فى فيلمه (المهاجر).

عشرات من الأفلام كانت تنتهى بآية قرآنية أو حديث نبوى شريف، رغم أنها تعالج قضايا اجتماعية، الوجه الإيجابى يعنى أن الكتب المقدسة لا تزال قادرة على إنارة الطريق أمامنا، فما الذى يثير إذن غضب الأزهر؟!.

لو أعدت التفكير فى عدد من الأعمال الفنية، ستكتشف أن بعضها يقترب من تلك المنطقة التى تمتزج فيها رؤية الدين بالدنيا، المقدس بالمدنس، إلا أننا لو قرأناها بتلك الصرامة سنغتال الفن.

(المال والبنون) مثلا مسلسل شهير، ومن العنوان يستلهم الآية القرآنية (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)، ورغم ذلك، فإن الكاتب محمد جلال عبدالقوى لم يدع سوى أنه يقدم مسلسلا اجتماعيا، مرجعية عبدالقوى فى كثير من أعماله دينية، وهو يشبه فى تلك الزاوية كاتب السيناريو الراحل محمود أبوزيد صاحب ثلاثية (العار) و(الكيف) و(جرى الوحوش)، لا يمكن سوى أن تستدعى العمق الدينى فى كل أعماله.

تَدَخُّل المؤسسة الدينية فى الأعمال الفنية محفوف بالمخاطر، ورأينا (أولا حارتنا) وكيف أن تحطيم الخط الفاصل بين رؤية الأديب وتفسير رجل الدين مع الزمن أدى إلى محاولة اغتيال نجيب محفوظ.

مثلا قصيدة (أشهد أن لا امرأة إلا أنت) لنزار قبانى تثير على الفور مأزقًا لو طبقن عليها نفس تلك المعايير، لديكم قصيدة كامل الشناوى (لست قلبى) وهذا المقطع (قدر أحمق الخطى) الذى اضطرت الإذاعة فى منتصف الستينيات لحذفه بمجرد إذاعة القصيدة - ملحوظة أعيد فى التسعينيات - بعد أن اعتبرها الشيخ محمد الغزالى تتعارض مع صحيح الإيمان، وفى أحيان أخرى يحيل رجال الدين بدون تدقيق ما هو عاطفى إلى دينى مثلما اختلط الأمر على الشيخ د. على جمعة المفتى الأسبق عندما استمع إلى عبدالحليم وهو يعيد تقديم فى أحد البرامج (قولولو الحقيقة) بكلمات دينية تتغنى بالرسول عليه الصلاة والسلام (روحولوا المدينة) واعتقد الشيخ أن هذا هو الأصل، ولم يدرك أن الكلمات الدينية دخيلة على الأغنية، مثلما يحدث فى عشرات الأغانى الأخرى.. بل إنهم تعودوا أن يرقصوا فى الموالد على عدد من الأغانى الدينية مثل (يا طاهرة يا أخت الحسن والحسين) والتى قدمت داخل فيلم (عبده موتة) وأثارت غضب الأزهر، وعُرض الفيلم فى واقعة استثنائية داخل المشيخة، وتم حذف الأغنية.. رفقًا يا شيوخنا الأجلاء رفقًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصالة ممنوعة شرعًا أصالة ممنوعة شرعًا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon