توقيت القاهرة المحلي 07:57:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جائزة غير جائزة!

  مصر اليوم -

جائزة غير جائزة

بقلم : طارق الشناوي

ألم تلاحظوا أن الكل صار يحظى بالمركز الأول، ليصبح السؤال المنطقى: من هو إذن الثانى؟.

عادة عندما يخبو الوهج ويتضاءل الحضور، يسعى الفنان لكى يملأ الدنيا بأخبار عن تبوئه العرش، الأمر ليس صعبا على الإطلاق، الحضور عادة لأى حفل يكفى لتدشين النجم بلقب الأفضل، من خلال (فبركة) استفتاء، تُعلن نتيجته فى غضون ساعات قلائل.

دائما ما تتكرر تلك الواقعة، إحدى القنوات التليفزيونية أجرت استفتاءً عن الأفضل، يبدأ التفاوض مع الفائزين على المجىء للاستوديو، يطلب بعضهم مقابلا ماديا مبالغا فيه، بينما آخرون يعتذرون لارتباطهم بقناة أخرى، وحتى يحفظ القائمون على القناة ماء وجوههم يتم تغيير النتيجة، وتمنح الجائزة لكل من وافق على الحضور، وعلى وجه السرعة يتم اختراع جمهور يسجلون معه، وكأنه صاحب الكلمة العليا بل والوحيدة فى الاختيار.

لو راجعت ما نشر فى الجرائد والملاحق الصحفية الفنية عن الجوائز التى تمنح للأفضل، لاكتشفت أن كلا منها انتهى إلى استفتاء، يتناقض تماماً مع الآخر، من يحصل على (صفر) فى جريدة، ترفعه الأخرى إلى سابع سماء، ومن وصل إلى المركز الأول فى موقع، نراه وقد ألقى به فى استفتاء آخر إلى سلة المهملات.

تابعوا ما يحدث فى كثير من الجمعيات نشأت فقط من أجل هذا الهدف، وتكتشف حتى إن بعض من كنا نتصور أنهم بعيدون تماما عن اللهاث وراء هذه الجوائز المضروبة هم أول اللاهثين، عدد من الجمعيات والتجمعات والنقابات والجرائد والمجلات تستضيف نجوما كل منهم يحمل شهادة تُثبت أنه الأول، ولأننا كما قال دسوقى أفندى (وكيل المحامة) عادل إمام فى مسرحية (أنا وهو وهى) تلك العبارة الموحية (بلد شهادات صحيح)، ولهذا فهم يحملون معهم الشهادة!!.

فى الماضى لم نكن نعرف تلك الصراعات، بكل هذا الصخب، حيث يزداد حاليا معدل التناحر على رقم واحد (نمبر وان)، لا أقصد فقط محمد رمضان الذى غنى لنفسه (نمبر وان)، ولكن العديد من النجوم فعلوها بدون حتى غناء. الجمهور ليس كما يعتقد هؤلاء، يصدق كل من يحمل فى يده جائزة، الناس لديها أيضاً (ترمومتر) لا يعرف المجاملة ولا الحسابات خارج النص.

ولا ينجو مع الأسف من هذا النهم حتى الناجحين، مثل المطرب تامر حسنى، فهو لديه قطعا على الساحة العربية جمهوره العريض، إلا أنه لم يكتف بهذا القدر، اخترع جائزة وهمية، نسبها للموسوعة العالمية (جينيس) للأرقام القياسية، حيث قال إنه الأكثر إلهاما وتأثيرا فى العالم، بينما منطوق الجائزة الرقمية يؤكد، بما لا يحتمل التأويل، أنه حقق أكبر رقم على اللوحة الإعلانية التى حملت اسمه، بعد ساعات قليلة من إعلان تامر، جاء التكذيب على الصفحة الإلكترونية للموسوعة، فلا يوجد لديها أو لدى أى جهة فى الدُنيا مقياس للمشاعر ودرجات الإلهام، فاضطر تامر للاعتذار. وإذا كانت (جينيس) تملك القدرة على المراجعة وفضح أى تلاعب، فإن الكرة الآن فى ملعبك عزيزى القارئ، قلوب الناس لا يمكن خداعها. يوما ما قال لى كاتبنا الكبير الراحل وحيد حامد إنه ألقى بنحو 50% من الجوائز التى منحت له فى سلة المهملات، رغم أنه لم يسع ولا مرة واحدة لأى جائزة، إلا أنه شعر بأن أغلبها مطعون فى مصداقيتها، كم فنان لديه الآن جرأة وحيد، الذى يبدو دائما وحيدا!!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جائزة غير جائزة جائزة غير جائزة



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon