توقيت القاهرة المحلي 21:58:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خطأ الموت أم خطيئة الحياة!

  مصر اليوم -

خطأ الموت أم خطيئة الحياة

بقلم : طارق الشناوي

خطأ فادح وفاضح عندما تم استبدال جثتى ضحيتين بفيروس كورونا فى مستشفى صدر دمياط، وحمل كل منهما اسم الآخر، وعندما اكتشف الموظف الكارثة أبلغ الأسرتين وبدأت الثورة العارمة. الجثتان تحت الأرض والروح صعدت للسماء، وكل منهما سيحاسب أمام مليك مقتدر، طبقا لاسمه وفعله، ولا مجال للخطأ فى حساب الآخرة، بينما فى الدنيا تكتشف أننا نتحرك وفقا لمنظومة لا تنتهى من الأخطاء.

أتعاطف قطعا مع أسرتى الراحلين وحقهما فى الثورة وليس فقط إعلان الغضب وانتظارهما لعقاب رادع يناله الموظف المهمل، إلا أن خطأ الدفن وكأنه لا شىء أمام خطايا الحياة، هناك وقائع متعددة مثل كاتب سيناريو عاش ومات وحيدا لا يعرفه كثيرون (صبرى عزت)، بالمناسبة يحظى بمكانة خاصة عند كاتبنا الكبير وحيد حامد، رغم أن حظه فى الشهرة قليل، فهو مثلا كاتب سيناريو (اللص والكلاب) و(شىء من الخوف)، عند رحيله اعتقد الجيران وكل الزملاء أنه مسلم، وبعد بضعة أسابيع عرف أهله فى الصعيد، وتم استخراج جثته من مقابر الصدقة للمسلمين، ليدفن طبقا للشريعة المسيحية.

فى فيلم (لغة الآى آى) قصة د.يوسف إدريس، وإخراج سعيد مرزوق، بطولة محمد عوض الذى أدى دور الموظف الغلبان الذى لم يعره أحد طوال حياته اهتماما، وبسبب تشابه الأسماء مع وزير فى الدولة، تقام له جنازة رسمية يحضرها رئيس الجمهورية، وهكذا يرد له اعتباره وهو فى النعش.

عدد من أعمالنا الدرامية توقف أمام استبدال الأطفال فى مرحلة الطفولة، أو تلك الخديعة فى فيلم (الخطايا) لحسن الإمام التى دفعت مديحة يسرى لكى تُنكر أنها أنجبت سفاحا عبد الحليم وتتبناه من مركز الأيتام، وعندما يختلف عبد الحليم مع عماد حمدى يكتشف حليم الحقيقة وتناله صفعة من كف عماد ظل يعانى منها حتى رحيله. فى فيلم (تزوير فى أوراق رسمية) للمخرج يحيى العلمى، المأخوذ عن مسرحية إيطالية سيناريو وحوار صلاح فؤاد، تعيش ميرفت أمين مع الطفلين إيمان البحر درويش وهشام سليم، معتقدة أنهما توأم، وعندما تقترب من اكتشاف الحقيقة التى أخفاها عنها زوجها محمود عبد العزيز يرحل أحد ابنيها فى حادث فترفض أن تعرف الحقيقة؟

عديد من الأفلام قائم على مفارقة الموت والحياة مثل (الليلة الأخيرة) لكمال الشيخ، وشارك فى كتابة السيناريو صبرى عزت، جريمة انتحال شخصية بجريمة يرتكبها محمود مرسى والضحية فاتن حمامة، وكانت تلك نقطة انطلاق المخرج خالد جلال فى مسرحيته (سينما مصر) التى يقدم من خلالها تحية لتاريخ السينما المصرية، كثيرا ما يضيف خالد مشاهد ويحذف أخرى، ولكنه أبقى على نقطة البدء (الليلة الأخيرة)، والذى مثل أيضا السينما المصرية بمهرجان (كان) عام 63.

أغلب الأفلام قائمة على جرائم الحياة، حتى لو كانت بالصدفة مثل استبدال رضيعين من الحضانة داخل مستشفى الولادة ويعيش كل منهما باسم الآخر.

هل تفرق أن ينتقل الإنسان للرفيق الأعلى بأى أسم أو صفة أو حتى جسد؟، نحرص على الرفات وبعد المعارك يظل الأحياء يبحثون عن حقيقة الجسد أو بقاياه.

لا أقلل قطعا من فداحة الخطأ، ولا حتى أطالب بتخفيف العقوبة مهما توفر حسن النية، ولكنى أرى أن الستار عندما يسدل على مسرح الحياة لا يهمنى أسمك ولا لونك ولا دينك ولا توجهك السياسى، فقط يظل فى نهاية الأمر الإنسان، الذى تصعد روحه كما هى بلا أى تزوير أو ادعاء لتسبح فى ملكوت أرحم الراحمين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطأ الموت أم خطيئة الحياة خطأ الموت أم خطيئة الحياة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon