توقيت القاهرة المحلي 09:28:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنغام والعاصفة (السليمانية)!!

  مصر اليوم -

أنغام والعاصفة السليمانية

بقلم : طارق الشناوي

لو سألت الموسيقار محمد على سليمان عن أفضل مطربة أنجبتها مصر؟ ستأتى الإجابة أنغام، وإذا قلت له تقصد طبعا بعد أم كلثوم؟ سيرد بكل ثقة، أبدا هى تسبق أم كلثوم، فلقد تخرجت من أكاديمية (سليمان) الموسيقية.

الأب لعب دورا أساسيا فى البناء العميق والاستراتيجى لأنغام، واستطاع قبل أكثر من 30 عاما أن يضعها فى المكانة الصحيحة، ربنا وهبها صوتا يدخل القلب، والأب تمكن من تدريبه وصقله وقدم لها فى بداية الطريق الكثير، وتصور أنه بالضرورة مسؤول عن كل تفاصيل حياتها الفنية وأيضا الشخصية، ومن هنا اشتعل الصدام، منذ اللحظة التى قررت أن تتزوج ممن اختاره قلبها، فامتنع عن حضور حفل الزفاف، وبدأت رحلة المتاعب، هو يريدها ملكية خاصة، مثلما فعل الرحبانية (عاصى ومنصور) مع فيروز، أو محمد سلطان مع فايزة أحمد، أدركت أنغام أنها يجب أن تتطلع للجيل الجديد، وكانت فى نفس الوقت حريصة على أن يواصل الأب رحلته معها، بينما سليمان تصور أنه الوحيد الذى يعرف (شفرة) نجاحها، اشترط أن تقدم شريط كاسيت كاملا من ألحانه، لا تسمح لأحد سواه بالتلحين فلم تستجب، فقرر أن يلحن لأى مطربة من الممكن أن يستشعر أنها سوف تنافس ابنته، لم تحقق ألحانه بعيدا عنها النجاح، ومع الزمن هبط بسقف طموحه من تلحين شريط كامل لأنغام إلى نصف شريط، فلم تستجب، ثم هبط أكثر إلى مجرد أغنية على الشريط أيضا لم تستجب.

حالة من الغضب ممزوجة فنيا وإنسانيا، الأب المكلوم فى ابنته الصغيرة غنوة والتى رحلت فجأة قبل عام، وخاصم بعدها الدنيا، يعيش على أمل أن تصبح أنغام هى نافذته لكى تصالحه مجددا على الدنيا، لا أشك لحظة واحدة أن أنغام تقوم بدورها المادى كاملا تجاه أسرتها الكبيرة، ولكن سليمان يعيش على أمل أن تعيده أنغام بصوتها للدائرة الفنية. كان لا يتوقف فى الماضى عن اتهامها بالإباحية حتى فى اختيارها لملابسها وليس فقط ألحانها، أما الآن فهو لا ينتقد أى شىء خاص بها، بل يسارع على صفحته بكتابة التهنئة والتأييد مثلما حدث بعد زواجها من الموزع أحمد إبراهيم. يقدم لها بين الحين والآخر رسائل اطمئنان على أمل أن يعود من خلالها للضوء، فهو مثل أى فنان فى الدنيا يسعد عندما يتردد اسمه، وهى الوحيدة القادرة على إنعاشه.

هل تتعمد أنغام إقصاء أبيها عن المشهد؟ لا أتصور أن فى الأمر سبق إصرار،، بينما هو اعتبر تجاهله إعلانا مبكرا من أقرب الناس إليه يعجل بموته ودفنه تحت الأرض، مشاعر معقدة جدا، بين الأب وابنته، منذ بداية المشوار، لم أكن أرتاح مثلا عندما كان يجبرها وهى طفلة أن تغنى له (إلا أنا) تقول الكلمات (تزعل من الناس كلها إلا أنا/ وإزاى من غيرك إنت أكون أنا/ تتعب بحس إللى تعب هو أنا)، الأب لا يرضى سوى بالطاعة العمياء. هل تواصل أنغام الصمت؟ أتصور أنه الاختيار الصحيح، المجتمع الشرقى قد يقبل من الأب أن يتجاوز فى حق أبنائه، ولكنه أبدا لا يقبل مهما كانت المبررات أن يرد الابن، أنغام ليس أمامها سوى أن تظل صامدة (فى الركن البعيد الهادى)، حتى تمر بأقل قدر من الخسائر عاصفة الغضب (السليمانية)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنغام والعاصفة السليمانية أنغام والعاصفة السليمانية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon