توقيت القاهرة المحلي 21:39:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شيطنة الجمال!

  مصر اليوم -

شيطنة الجمال

بقلم : طارق الشناوي

برغم أن ضحكات من القلب قد ملأت ساحة الكنيسة المرقسية، إلا أن البابا شنودة أكد أنها ليست نكتة، بل حقيقة موثقة، ملامح وصوت البابا تؤكد أنه قالها فى سنواته الأخيرة ربما 2009، (رجل ماتت زوجته وتركت له طفلا وحيدا، فقرر أن يترهبن مصطحبا معه ابنه الذى تفتحت مداركه فقط على ما يجرى داخل الدير، ومع الزمن قرر الراهب ومعه طفله الذهاب إلى إحدى القرى لشراء بعض حاجياته، وانبهر الطفل بالعالم خارج أسوار الدير، وأخذ يسأل والده من هذا يقول له مثلا جاموسة، ومن هذا تأتى الإجابة حمار، ثم شاهد امرأة فقال له والده إنه الشيطان، وعادا للدير وسأل الراهب ابنه ما هو أكثر شىء أحببته فى السوق؟ أجابه الشيطان).

هذه هى الحكمة، المرأة تساوى الجمال والبعض يمنحها صفة الغواية منذ قصة أمنا حواء، التى أغرت أبونا آدم بالأكل من شجرة التفاح المقدسة المحرمة، فعوقبا بالهبوط معا من الجنة إلى النار.

حكاية أو نكتة البابا تحمل رسالة ضمنية، أن المتعة والسعادة ليست أبدا من الشيطان، رجال الدين هم الذين شيطنوا الجمال.

كل ما ينتمى للفن والجمال أصبح ينظر إليه بشىء من الريبة، الغناء والمسرح والأزياء والمهرجانات، كثيرا ما نواجهها بالعيون المشمئزة قبل أن نصوب نحوها وابلا من الكلمات المنفلتة.

حكى لى أحد الأصدقاء المقربين من شيخ الأزهر الجليل د. أحمد الطيب، أنه أراد أن يعقد صلحا بين الفن والمؤسسة الدينية بأسلوب عملى، واقترح على الإمام الأكبر الذهاب إلى إحدى مسرحيات الدولة، وكان بها مشهد به رقص تعبيرى، وحتى لا يستغلها أحد تم الاتفاق على حذف هذا المشهد، إلا أن الشيخ اعتذر عن الزيارة قبلها بأيام قليلة- كانت تلك ستعد هى السابقة الأولى منذ أن اعتلى كُرسى المشيخة- الأسباب المعلنة أن العرض سبق تقديمه بالرقصة ولو عرض بدونها سوف تغض الصحافة والإعلام الطرف عن زيارة الشيخ ويتحدثون فقط عن حذف المشهد وسطوة الرقابة الدينية.

لا أتصور أن هذه هى كل الأسباب، خاصة أنه سبق لى أن سألت الشيخ الجليل عن آخر زيارة للمسرح، أجابنى فى الستينيات، فالرجل قبل أن يعتلى كرسى المشيخة لا يرحب بالذهاب للمسرح أو السينما، ولم أسمعه مثلا يتحدث قائلا إن صوت أم كلثوم فى الأغانى العاطفية يطربه.

شاركت فى جلسة نقاش واحدة مع فضيلة الإمام الأكبر، وذلك قبل نحو خمس سنوات فى لقاء ضم عددا من الممثلين والمخرجين ونقباء المهن الفنية على خلفية رفض الأزهر الشريف لعرض الفيلم الأمريكى (نوح)، كنا نناقش قضية التجسيد، وجاءت الإجابة قاطعة لتضعنا جميعا أمام قرار لا يقبل النقاش، هذا يجرح جلال الشخصيات، ولن يسمح به شيخنا الموقر أبدا فى عهده.

قلنا للشيخ إن الدراما الإيرانية قدمت حلقات تليفزيونية ناجحة عن سيدنا يوسف عليه السلام، وعن سيدنا الحسين، والسيدة مريم العذراء وغيرهم، وبرغم أن كل القنوات الفضائية المصرية لم تعرضها، إلا أنها حظيت بكثافة مشاهدة عربية مرتفعة، إلا أن كل إجابات شيخنا الجليل كانت تؤكد على شىء واحد أن الباب كان وسيظل موصدا تماما، ولا أمل حتى فى (مواربته).

هل الفن ينطبق عليه مواصفات المرأة الجميلة المحرمة؟ نعم هى كذلك ولا أتصور أن تلك النظرة من الممكن أن تتغير بدون أن يلعب الأزهر الشريف والكنيسة المقدسة دوريهما فى الصلح مع الفن، فهو أحد أهم عناوين الجمال الذى شيطنوه!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيطنة الجمال شيطنة الجمال



GMT 22:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

GMT 11:44 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

عاطف بشاي.. الساخر حتى آخر نفس

GMT 07:23 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

مذكرات (البرنس) عادل أدهم!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon