توقيت القاهرة المحلي 12:23:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مروان محسن ومأساة (الميديوكر)!

  مصر اليوم -

مروان محسن ومأساة الميديوكر

بقلم : طارق الشناوي

بدون أى اقتحام منى للنقد الكروى، أستطيع أن أرى فى اللاعب مروان محسن توصيف (الميديوكر)، هؤلاء الذين يقفون فى منطقة متوسطة بين المتذوق الرائع الذى يستشعر الجمال أينما كان، بينما هو عاجز عن خلق الجمال، هؤلاء يشكلون الأغلبية العظمى فى كل المجالات فى الفن والصحافة والأدب، وبين كل المهن مثل الأطباء والمهندسين، القطاع الأكبر فى الحياة إنهم متوسطو الموهبة.

لماذا احتل مروان إذن كل تلك المساحة؟، إذا قلنا مثلا إن لاعبى الكرة داخل الملعب وعلى دكة الاحتياطى 15، ستجد بينهم 5 على أكثر تقدير من الموهوبين والباقى (ميديوكر) مع اختلاف الدرجة فى الحالتين.

مأزق مروان أنه مهاجم، وهؤلاء تحت الأضواء، وأغلب نجوم الكرة فى العالم ستجدهم فى العادة من خط الهجوم، وغالبا رأس حربة، مثل بيليه ومارادونا وبوشكاش وميسى وصالح سليم وأبو جريشة وأبو تريكة والخطيب وحمادة إمام ورضا والشاذلى وطه إسماعيل وحسام حسن، ومحمد صلاح وغيرهم.

مروان قليل التهديف، محدود المهارات، ورغم ذلك يستعان به فى فريق الأهلى وفى الفريق القومى، رغم تغير طاقم المدربين والإداريين، وهذا يعنى أن الجميع مع اختلاف مشاربهم يجدون فيه المجتهد والمؤدى للواجب والمنفذ للتعليمات، أحيانا تصبح مثل هذه الأمور هى المطلوبة أولا.

مروان لا يؤذى أحدا من زملائه، بينما (الميديوكر) أحيانا يرتبط بالحقد وصناعة المكائد، ولعل شخصية أنطونيو ساليرى الموسيقار الغيور فى حياة (موزار) هى الأقرب لتلك الصورة الشائعة لهؤلاء الذين يقفون على الحافة، تتجمع فيهم غالبا الأحقاد، كان ساليرى يتمنى أن يصبح مثل موزار، ويعاتب الله لماذا اختار موزار وأنعم عليه بكل هذه الموهبة ليبدع كل هذا الجمال، منذ أن كان فى السابعة من عمره، وعاش بعدها أقل من 30 عاما، وظل العالم يستمتع به حتى الآن، بينما ساليرى لم يعش له أى إنجاز موسيقى.

الأمر ليس له علاقة بالنجومية، مثلا فى مجال التمثيل، هناك موهوب إلا أنه ليس نجما للشباك، هذه قضية أخرى، لم يكن على سبيل المثال صلاح منصور ولا محمود المليجى ولا توفيق الدقن ولا سناء جميل نجوم شباك ولكنهم الأكثر موهبة.

(الميديوكر) تستطيع أن تلمحه فى مخرج يجيد نظريا كل التفاصيل فى عمل (الديكوباج)؛ تقطيع اللقطات وتحديد زوايا اللقطة، إلا أنه يقف فقط عند تلك الحدود، وتشتعل فى أعماقه كل مشاعر الغيرة، عندما يقدم أحد زملائه الموهوبين عملا فنيا، يصبح سكينا تطعن العمل الفنى، بينما عندما يصبح هو صانع العمل تطعن السكين كل من يقترب إليه بأى نقد، وفى العادة لا يسفر رصيده عن شىء ذى قيمة، حتى الخوف من سلاطة لسانه لا يستطيع إنقاذه من السقوط المدوى. أمثلة عديدة للميديوكر فى كل المجالات، هم إما معرقلين أو فاسدين، وخطرهم طبعا فى لعبة كُرة القدم أقل، لأنك تتعامل مع فريق، متعدد الوظائف وهناك أخطاء مشتركة يتحملها الفريق كله.

مأزق مروان أنه أيضا سيئ الحظ، فى ضربة الجزاء التى أضاعها، جاء المشهد كالتالى، الحارس البرازيلى العملاق ملقى على الأرض بجوار العارضة فى أقصى اليمين، بينما هو يصوب الكرة إلى أقصى اليسار لترتطم بالعارضة خارج الملعب، كان من الممكن مثلا أن تتوجه الكرة مباشرة للشبكة، وبعدها يهتفون باسمه، إنه ليس فقط (ميديوكر) ولكنه أيضا منحوس، وتلك هى (أُم المشاكل)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مروان محسن ومأساة الميديوكر مروان محسن ومأساة الميديوكر



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة
  مصر اليوم - بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 10:17 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه
  مصر اليوم - عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى

GMT 00:13 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حسام حبيب يعلن تراجع شيرين عن اعتزال السوشيال ميديا

GMT 02:27 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أحمد شوبير يستفز أندية الدوري برسالة مثيرة بسبب الأهلي

GMT 20:15 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مارتن سكورسيزي على أعتاب رقم قياسي بحفل "غولدن غلوب" 2020

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

نوسيلة إسماعيل تنفعل على أحمد موسى بسبب واقعة "إطلاق النار"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon