بقلم : طارق الشناوي
اشتعلت (السوشيال ميديا) والمواقع بالحديث عن المفاجأة التى فجرها مولانا الشيخ علي جمعة بأن النبى إدريس هو الذى علم المصريين بناء الأهرام، وأنهم صنعوا له كنوع من التقدير والعرفان تمثال أبو الهول، رأس إنسان وجسد أسد، كان يكفى أن يرد عليه عالم الآثار الشهير د. زاهى حواس ليضع نهاية لهذا الجدل، الغريب، أن الشيخ لم يعقب فهو مثلا لم يعلن إصراره على المعلومة ويقدم أسانيده أو يؤكد اعتذاره عنها، فقط يفجر القنبلة ولا تعنيه أن نيرانها من الممكن أن تمتد إليه، لأنه غالبا مشغول بإعداد الثانية.
ولم تكن تلك هى الأولى التى يُصرح فيها مولانا الشيخ الجليل بمعلومات غير دقيقة، فى غير تخصصه.
أتذكر قبل بضع سنوات قال فى أحد برامجه إن أغنية (قولولوا الحقيقة) التى كتبها مرسى جميل عزيز ولحنها كمال الطويل، وكانت واحدة من أشهر أغانى حليم فى فيلم (شارع الحب)، أكد مولانا أن لديه ما يثبت أن أصل الأغنية كان مدحا فى الرسول الكريم بتلك الكلمات (روحولوا المدينة روحولوا وشاهدوا وباركوا وعاهدوا نبينا /روحولوا وشاهدوا وباركوا وعاهدوا نبينا محمد/ محمد نبينا روحولوا المدينة) كانت وجهة نظر الشيخ أنه قد تم تحويرها بعد ذلك إلى (قولولوا الحقيقة / بحبه بحبه بحبه من أول دقيقة).
تنتشر على (النت) الأغنية الدينية بصوت عبد الحليم، وكل التعليقات المصاحبة تؤكد رأى مولانا، وذلك بعد أن تم اجتزاء مقطع من الحوار، استمعت إلى أصل التسجيل الذى أجراه الإذاعى الكبير الراحل وجدى الحكيم وغنى فيه حليم (روحولوا المدينة)، كان العندليب يقصد أن نجاح الأغنية العاطفية أدى لانتشارها فى الموالد بكلمات دينية، ولم يقل أبدا إن الأصل فيها هو مديح الرسول عليه الصلاة والسلام.
المعروف أنه فى الموالد، كان ولا يزال، تقدم كلمات دينية على الأغانى الشعبية الشهيرة، مثل (عنابى) و(يا أمه القمر ع الباب) و(جميل وأسمر) وغيرها، اللحن المتداول من السهل أن يحفظه الدراويش والتابعون والمريدون بكلماته الجديدة.
شيخنا الجليل عندما يقرأ أو يسمع معلومة تروق له ويجد فيها طرافة فينقلها للجمهور برغبة صادقة فى إنعاشه، ولكنه لا يستوثق بالضرورة منها.
التقيت شيخنا الجليل مرة واحدة لبضع ساعات، فى دار الإفتاء وشاهدنا معا فيلم (عبده موتة) كاملا، ولن أعيد ما سبق وأن كتبته عن هذا اللقاء، يترك الشيخ مساحة فى القلب والعقل تؤكد أنه لا يخاصم أبدا الفنون، ويعرف أسماء أغلب الممثلين باستثناءات قليلة. روى لى مرة المهندس اللواء نبيل محمد فوزى، ابن الموسيقار الكبير، أنه التقى الشيخ، فسأله عن محمد فوزى وهل يدخل الجنة رغم أنه كان يشرب الخمر؟ قال له على جمعة وما أدراك أنه كان يشربها، ربما فقط يُمسك الكأس مجاملة لأصدقائه.
وفى نهاية اللقاء طلب منه أن يحضر له أغانى محمد فوزى، تصور نبيل أنه يقصد فقط الأغانى الدينية على غرار (لبيك أن الحمد لك) فأجابه وأيضا العاطفية وخاصة (آه م الستات آه ياجمالهم)، الشيخ متفتح على الحياة ولا يخاصم الفنون، فقط ليته بين الحين والآخر يراجع عددا من معلوماته، البعيدة عن تخصصه، وقبل أن يدلى بها على الملأ يسأل أهل الذكر!!.