توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حدوتة لا تعرف النهاية.. يوسف شريف رزق الله (المُعلم) الأول للسينما العالمية!

  مصر اليوم -

حدوتة لا تعرف النهاية يوسف شريف رزق الله المُعلم الأول للسينما العالمية

بقلم : طارق الشناوي

لو قلت الإعلامى الكبير ستجد كُثرًا ينطبق عليهم هذا التوصيف، لو نعتّه بالناقد الكبير ستكتشف أنه ليس فى الميدان وحده، ولكنك لو قلت المُعلم الأول لانفرد هو وحده بهذا اللقب.

يوسف شريف رزق الله منذ نهاية الستينيات من القرن الماضى لعب هذا الدور، وفى أكثر القنوات انتشارًا بالتليفزيون، والذى كان هو فقط الذى يتابعه الناس، فلم تكن الفضائيات قد ظهرت بعد، فلا يوجد غير (ماسبيرو) يمتلك كل الخيوط.

كل البرامج السينمائية الأجنبية ستلمح فيها حضورًا طاغيًا ليوسف، نعم لا ننكر، كان لدينا قيادات فى (ماسبيرو)، يؤمنون بالثقافة ويحرصون على توفر برامج للباليه والمسرح العالمى والفنون التشكيلية، ولكن تواجد يوسف وإلمامه بأكثر من لغة أجنبية، فتح هذا الباب السينمائى على مصراعيه.

من الممكن أن تكتشف أن يوسف يقف خلف مذيعة، مثل درية شرف الدين أو سناء منصور كمعد، وكاتب المادة العلمية، فلم يكن يشغله كثيرًا أن يواجه هو الكاميرا، المهم بالنسبة له أن تصل الرسالة.

تأثير رزق الله يتجاوز حضوره الجسدى، لأنه أضاء الحياة السينمائية ومنح تلاميذه السر، ولهذا سيستمر حتى عقود قادمة، متواجدًا ومؤثرًا.

فى مثل هذه الأيام من العام الماضى، كان يقف على خشبة المسرح يتسلم جائزة العطاء والإنجاز فى (أربعينية) المهرجان، فهو أحد أهم البنائيين للثقافة السينمائية فى عالمنا العربى، ومهرجان القاهرة كان ولا يزال هو العنوان، يوسف شريف رزق الله كان متواجدًا منذ الدورات الأولى التى كان يرأسها الحالم الأكبر الكاتب الكبير كمال الملاخ، والذى يجب أن نذكره بكل إجلال، وحتى آخر الدورات، برئاسة الواقعى الأكبر الكاتب والمنتج محمد حفظى.

قبل أكثر من أربعين عامًا، وتحديدًا عام 76، كنا بحاجة إلى حُلم لكى نصنع مهرجانًا عالميًا، فجاء الملاخ، الآن نحن بحاجة إلى إنسان واقعى، يدرك أن المهرجان تراجع كثيرًا عن اهتمامات الجمهور، وبات يعانى الخفوت والانطفاء، فكان ينبغى من حفظى.

عاش «رزق الله» زمن الملاخ، وكان وقتها شابًا مليئًا بالطموح وساهم فى الإدارة الفنية حتى تولاها عام 1987، ثم كان عليه أن ينقذ المهرجان بعد كل تلك العقود، فوقع اختيار «يوسف» على «حفظى»، ووضع اسمه أمام وزيرة الثقافة د. إيناس عبدالدايم، ليغلق أبوابًا تفتحت لمصالح متعددة، كان الغرض منها الاستحواذ على (سبوبة) واستجلاب قيادة من ورق، بينما هم يديرون المهرجان بخيوط (الماريونيت).

كان من الممكن ببساطة أن يتولى يوسف القيادة، وسط مباركة وترحيب الجميع، ولكنه لا يعنيه أن يتصدر عادة المشهد أنه (الدينامو) الذى يحرك كل التفاصيل والعقل الذى يجيد اقتناص الفيلم والتكريم والندوة، عرض عليه وزير الثقافة الأسبق د. جابر عصفور رئاسة المهرجان خلفًا للناقد سمير فريد، الذى تقدم وقتها باستقالته، مكتفيًا بالدورة الناجحة التى أقامها فى 2014، وعندما طلب عصفور من (فريد) أن يرشح من يتولى المسؤولية، لم يختر سوى يوسف، وعضّد كل النقاد والسينمائيين الذين استشارهم جابر عصفور هذا الترشيح، ولكن يوسف اعتذر، وبعد إلحاح رشح هو د. ماجدة واصف للرئاسة، على أن يتولى هو منصب المدير الفنى، وبعد أن تقدمت ماجدة باستقالتها بعد ثلاث دورات وقالت نكتفى بها القدر، ظلت لجنة السينما التابعة للمجلس الأعلى للثقافة فى حالة انعقاد دائم لاختيار الرئيس، وكان الكاتب الكبير حلمى النمنم هو الوزير، وعملًا بمبدأ الديمقراطية انتظر دون جدوى أن تستقر اللجنة على اسم، وغادر حلمى موقعه وجاءت د. إيناس عبدالدايم، التى قررت استدعاء يوسف شريف رزق، وطلبت منه ترشيح ثلاثة أسماء، وبالترتيب وضع على الفور محمد حفظى فى الصدارة، وتحمست الوزيرة وهى تنتقل لجيل ثان، وواصل يوسف كعادته عطاءه اللامحدود للمهرجان.

ولأننى أحد أعضاء اللجنة الاستشارية العليا، كنت شاهدًا على تفانى «يوسف» حتى اللحظات الأخيرة وحضوره اللافت، حتى لو وهن الصوت وتداعت الصحة وثقلت الحركة، إلا أنه قبل ساعات من ذهابه للعناية المركزة كان متواجدًا معنا فى اللجنة متّقد الذهن، يضيف إلينا الكثير من اللمحات الغائبة عنا.

بعد غد، سنحتفل بيوسف شريف رزق الله منذ الدخول إلى دار الأوبرا، وعلى السجادة الحمراء سنجد مُجسمًا ليوسف، تلتقط معه صورة، الدورة تحمل اسم يوسف، وبجائزة الجمهور التى ستظل تحمل اسمه.

لا يوجد أحد أحب السينما، خاصة الأجنبية، إلا وستجد أن يوسف شريف رزق الله قد ساهم ببرامجه المتعددة عبر التليفزيون منذ بداياته، فى النصف الثانى من الستينيات، فى إثارة الإحساس بالشغف، وفى تقديم الإجابات عن مختلف الأسئلة، ثقافته وتاريخه يجعلانه أيقونة المهرجانات السينمائية فى مصر والعالم العربى.

تكريم يوسف شريف رزق الله يحمل فى أعماقه تكريمًا لقيم التواضع والعطاء، سيظل هو المُعلم الأكبر، حدوتة سينمائية لا تعرف كلمة النهاية!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حدوتة لا تعرف النهاية يوسف شريف رزق الله المُعلم الأول للسينما العالمية حدوتة لا تعرف النهاية يوسف شريف رزق الله المُعلم الأول للسينما العالمية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس

GMT 10:21 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يفرض سيطرته على الدوريات الكبرى برقم مميز

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:19 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

تعرفي على 5 طرق مبتكرة للتنظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon