بقلم : محمد أمين
أيام وتحل ذكرى رحيل عبد الحليم حافظ الذى غاب عن عالمنا قبل 43 عاما، هل يقفز العندليب فوق حاجز «كورونا»؟!.
بات الإعلام محصورا ومحشورا فقط فى الحديث عن الفيروس وتداعياته الصحية والأمنية والدرامية.
أول تحد علينا أن نواجهه أن نوقن بأنه «يا ما دقت ع الراس طبول» خرجنا منها ونحن نعيش حياتنا كما كانت من قبل، وسوف تعود ريما- وإن طال الزمن- لعادتها القديمة.
أترقب الاحتفال بذكرى عبدالحليم، هو مؤشر أيضا يؤكد مرونة الإعلام، والحكايات عنه لا تنتهى، فى جلسة خاصة جمعتنى مع المخرج الجزائرى المعروف أحمد راشدى فى إحدى ليالى مهرجان «وهران» قبل 12 عاما، حكى لى تفاصيل اللحظات الأخيرة فى حياة عبد الحليم حافظ ليلة 29 مارس، مات عبد الحليم صباح اليوم التالى مباشرة عام 1977، ارتبط راشدى بعبد الحليم فى مطلع عام 70، وذلك بعد أن وقع اختيار العندليب عليه لإخراج قصة «لا» للكاتب الكبير مصطفى أمين.. كان مصطفى يكتب هذه القصة وهو لا يزال قيد الاعتقال، وحلقة الوصل بين عبدالحليم ومصطفى أمين الكاتب اللبنانى سعيد فريحة، الذى كان يزوره فى السجن بحكم اقترابه من رجال الحكم فى مصر، ويحصل منه على القصة مكتوبة ورقة بعد ورقة- على الوجهين- وهذه الأوراق طبقاً لما قاله لى راشدى لا تزال بحوزته وبخط يد مصطفى أمين.
كتب سيناريو وحوار الفيلم حسن فؤاد، كانت رغبة عبد الحليم أن يمثل فقط بينما أغنياته- خارج الكادر- وكأنها تعلق على الأحداث، وتم كتابة السيناريو طبقاً لرؤية حليم.
فى الليلة الأخيرة، خرج عبدالحليم حافظ من المستشفى بلندن والتقى فى أحد الفنادق مع راشدى الذى جاء من باريس إلى لندن، كان عبد الحليم فى حالة صحية جيدة، لا يعانى سوى من جلطة فى الساق، والاتفاق بينهما أن يبدأ التصوير مباشرة بعد حفل شم النسيم، حيث أعد عبدالحليم لتلك المناسبة لحن الموسيقار محمد عبدالوهاب «من غير ليه».. واتفق عبدالحليم مع راشدى على أنه قبل أن يعود للقاهرة سوف يقضى معه أسبوعاً فى باريس ليلقى نظرة أخيرة على السيناريو، وطلب من راشدى أن يشترى له عربة «ستروين» صغيرة مقابل 3 آلاف دولار كما كانت لديه ساعة يد ذهبية أهداها له أحد الأمراء وكان رباطها الذهبى أكبر من أن يضبط على معصم يده، وتحمس راشدى لمهمة تصغير الرباط، وعاد راشدى فى تلك الليلة إلى باريس سعيداً باقتراب تنفيذ الفيلم، فى الصباح جاءه الخبر الحزين، وعلى الفور ذهب للقاهرة وأخبر العائلة بتفاصيل الثلاثة آلاف دولار والساعة الذهبية، الكل اعتبر نفسه صاحب الحق الوحيد فى الاستحواذ على كل شىء، حتى إن مجدى العمروسى صديق حليم وشريكه ومستشاره القانونى، قال له إن لديه وصية بخط يد عبد الحليم يفوضه بالحصول على كل شىء يخصه بعد رحيله؟!
قدم راشدى لصديقه عبدالحليم فيلماً تسجيلياً «أغنية الوداع» ولكن بدون تسجيل للموسيقار محمد عبدالوهاب، والسبب كما رواه لى أنه قال له إنه سبق له التسجيل لقناة جزائرية مقابل 100 دولار، ووصلت الرسالة لراشدى، وهنا تعطلت لغة الكلام!!.