بقلم : طارق الشناوي
قلت لصديقتى النجمة الاستثنائية والفنانة القديرة: الدراما مثل رغيف العيش قضية أمن قومى، ولا أعنى ما يتم تناقله أن العمل الدرامى يجب أن يُحمّل بقيم الإيثار والتضحية والعطاء وغيرها، لا بأس قطعا من إنتاج أعمال تدعو لكل ذلك، ولكن فيلم كوميدى مثل (شنبو فى المصيدة) أو(ابن حميدو) أو (رجب فوق صفيح ساخن) أيضا مطلوب لأنه يلعب دوره الإيجابى فى التخفيف عن معاناة الناس، فهو بزاوية ما أمن قومى.
قالت: ما اختلفناش، ولكن هل يرضيك استمرار تصوير الأعمال الفنية على قدم وساق، رغم مطالبات البعض بضرورة إيقاف التنفيذ لأجل غير مسمى؟ قلت لها: على الجانب الآخر يرى البعض أن استكمالها هدف نبيل، تتعدد الزوايا، ربما المنتج يطل عليها بنظرة تجارية بحتة، لو حدثت خسارة قاتلة له، ويرى قطاع من الفنانين أن إيقافها ضرورة لحمايتهم، على الجانب الآخر الجمهور ينقسم، بعضهم ينتظر رؤية نجمه المفضل فى رمضان، بينما فريق آخر يقول رمضان بلا مسلسلات أفضل.
قلت لها: كثير من الفنانين شاركوا أو استكملوا أعمالا فنية رغم آلامهم الشخصية، عادل إمام كان يعرض مسرحيته فى بيروت وجاءه قبل رفع الستار بدقائق خبر رحيل والده، افتتح العرض، وبعد إسدال الستار أخذ عزاء والده من الجمهور الذى كان يصفق ويبكى أيضا مع نجمه المحبوب.
النجم الكبير حسن حسنى فقد ابنته وكان متعاقدا وقتها على خمسة أفلام ينبغى استكمال تصويرها للعرض فى العيد خرج من العزاء إلى الاستوديو وقلبه يتمزق.
قالت لى النجمة القديرة: أنا فقدت أقرب الناس إلىّ وأنا أشارك فى أعمال كوميدية، وكانت سيارة الاستوديو تنقلنى لسرادق العزاء ثم أتوجه بعدها إلى (لوكيشن) التصوير، وأضافت: الأمر مختلف هذه المرة، ومع الأسف النقابات الفنية لم تتخذ أى موقف وهى منوط بها حماية أعضائها، سواء نقابة الممثلين أو السينمائيين، الكل ينتظر ضوءًا أخضر ولا أدرى ممن، قلت لها: معلوماتى أن إجراءات احترازية صارمة يتم اتباعها بدقة فى الاستوديو، ولا أحد من حقه الاستهانة، قالت لى: يجب أن نصبح قدوة ونرفع شعار (خليك بالبيت)، قلت لها: الدكتور والممرضة والضابط والصيدلى وعامل القمامة والخباز، كل هؤلاء وغيرهم عليهم واجب وطنى يجبرهم على الخروج للشارع، فهى قضية أمن قومى، والدراما أراها أمنًا قوميًا، الناس فى البيت ولا ندرى إلى متى يطول بقاؤهم، فما الذى أعددناه لهم، مقدمو برامج (التوك شو) يتواجدون يوميا ومعهم أيضا فريق عمل من الفنيين وحفنة من الضيوف، وهو ما أرى من الممكن تحقيقه فى الأعمال الدرامية، قالت لى: هل تعلم أنه فى أحد المسلسلات التى يجرى تصويرها الآن هناك حالة اشتباه فى (كورونا)، ومجرد الاشتباه يجعل الجميع عرضة للفحص والعزل، قلت: الدراما ليست مثل مباراة كرة قدم من الممكن أن تُقام بدون حضور جماهيرى، ولكنها تفاعل حتمى مع الناس، وطالما دور العرض مغلقة والمسارح توقفت فإن التليفزيون من خلال الدراما صار عليه الواجب مضاعفا، بشرط ضمان حماية الفنانين والفنيين، فقالت لى: وأولى قواعد الحماية (خليك بالبيت)، قلت: ومن الممكن أيضا (اخرج من البيت وعد سالما)!!.