توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من تشرشل إلى ناصر!

  مصر اليوم -

من تشرشل إلى ناصر

بقلم : طارق الشناوي

قبل يومين وزعت جوائز المجلس القومى لحقوق الإنسان للأعمال الدرامية الرمضانية واقتنصت ثلاثة مسلسلات العدد الأكبر من التكريمات وهى (الاختيار) و(الفتوة) و(ب100 وش). أشارك فى التحكيم منذ عام 2012، اللجنة تضم عددا من الأساتذة والزملاء الأفاضل تعددت أسماء الأعضاء تحت رئاسة المخرجة الكبيرة إنعام محمد على، توقفت اللجنة عاما واحدا 2013، وهو العام الذى شهد انقضاض كابوس الإخوان على قلب مصر، كان وقتها الأستاذ جورج إسحاق يرأس اللجنة الثقافية، وبعد أن انتهينا من التحكيم تواصل معنا قائلا (الجماعة يمنعون- والعياذ بالله- إقامة أى حفل فنى).

وهذه رواية شهودها أحياء، ناصبوا كل الفنون العداء، حتى (الباليه) كانوا يفكرون فى تقديم عروض شرعية، بملابس فضفاضة وممنوع فيها التلامس، صدقونى ليست نكتة.

فى الحفل قال الأستاذ محمد فايق، رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، كلمة موحية مليئة بالظلال، سأكتفى منها بهذا الموقف (تشرشل فى أعقاب الحرب العالمية الثانية منح أرفع الأوسمة لصاحب حانة تقدم عروضا فنية فى زمن الحرب).

أراد الأستاذ فايق التدليل على أهمية الفنون المرحة حتى فى زمن الحرب، علينا أن نتذكر أن الأستاذ فايق عاصر هزيمة 67، كان الاتجاه فى البداية أن تنضم كل الموجات الإذاعية والتليفزيونية فى بث موحد مشترك، أجمعت القيادات على أننا سنواجه الهزيمة بقراءة آيات من الذكر الحكيم، كما قرروا أيضا تقديم كل الأعمال باللغة الفصحى، مذيع الربط فى الإذاعة التليفزيون يقدم عادة برامجه بلغة أقرب لما نطلق عليه (الثالثة) لأنها تقف بين العامية والفصحى، ولكنهم أرادوها فصحى وقورة، تليق بالهزيمة.

تم إنقاذ الموقف، كما روى لى الأستاذ الإعلامى الراحل أحمد سعيد، والذى دفعوه بعدها بأيام لتقديم استقالته، وتحمل الرجل بمفرده كل ويلات الحرب، فى الاجتماع الأخير الذى حضره أحمد سعيد، قالت أصغر الأعضاء سنا، المذيعة نادية توفيق، إن الأرشيف به قصيدة سجلها محمد فوزى (بلدى أحببتك يا بلدى) الذى كان قد غادر حياتنا قبلها بعام، وأظنها هى آخر ما سجله هذا الفنان العبقرى، فصارت هى الأغنية التى تطبطب على قلوب المصريين.

الجزء الأصعب فى الرسالة الإعلامية هو محتوى الدراما، تحولت أيضا إلى الفصحى ومطلوب فقط مناقشة القضايا الجادة، أو ما يعتبرها المسؤول فقط هى الجادة، وجاء الضوء الأخضر من القيادة السياسية ممثلة فى الرئيس جمال عبد الناصر، أعيدوا الابتسامة للمصريين، وتبلورت فكرة (شنبو فى المصيدة) التى كتبها الساخر الكبير أحمد رجب، ولعب بطولتها فؤاد المهندس وشويكار ويوسف وهبى وأخرجها يوسف حجازى، وبعد اقل من عام قدمها المخرج حسام الدين مصطفى على شريط سينمائى لتصل الرسالة، أن مصر ستواجه الهزيمة بالضحك والسخرية، هل تتذكرون المقدمة الموسيقية (شنبو يا شنبو / والله ووقعت يا شنبو)، إنها ترديد موسيقى ساخر لأغنية وطنية لحنها الموسيقار كمال الطويل وغناها عبد الحليم (بلدى يا بلدى/ بلد الأحرار يا بلدى)، تم استدعاء الشاعر الغنائى الساخر فتحى قورة ليكتبها فى لحظات، ولم يعتبرها أحد تنال من أغانينا الوطنية، تقبلوا الابتسامة بروح متسامحة، عبرت مصر هزيمة 67 إلى انتصار 73 بفضل جنودها البواسل وقيادتها الشجاعة، وبفضل القوة النفسية لشعب مصر العظيم الذى واجه بشاعة الهزيمة بروحه الساخرة!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من تشرشل إلى ناصر من تشرشل إلى ناصر



GMT 22:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

GMT 11:44 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

عاطف بشاي.. الساخر حتى آخر نفس

GMT 07:23 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

مذكرات (البرنس) عادل أدهم!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon