توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«حارس الذهب» حياة تتنفس الموت!!

  مصر اليوم -

«حارس الذهب» حياة تتنفس الموت

بقلم : طارق الشناوي

الشريط السينمائى يروى حكايتنا، إنه الصراع الأبدى الذى عشنا جميعا تنويعاته على اختلاف درجاتها، السلطة والغزاة وأصحاب الأرض الأصليون، ثلاثة خطوط متباينة تتشابك وتتناحر فيها الأهداف والمشارب، نكتشف دائما فى نهاية الصراع بين تلك القوى أن (المصالح تتصالح)، وبالأحرى هذا هو ما نراه على السطح، إنه رأس جبل الجليد الظاهر أمام العيون، ويبقى العمق الكامن تحت سطح البحر، عندما نرى الإنسان عاريا تماما من كل زيف، فى مواجهة صفرية طرفاها الحياة والموت، تلك هى المعضلة التى عاشتها كل الأطراف والأطياف، الحدث على الشريط السينمائى، منذ أن نستمع إلى طلقة الرصاص الأولى من فوهة بندقية تعود لنهايات القرن التاسع عشر يُمسك بها (حنيف) الشاب الأفغانى المسلم السنى، حتى نرى المشهد الأخير، المعضلة أن الذهب المسروق ممهور بختم الملكة، والأمل الوحيد للتخلص من دليل السرقة هو الوصول إلى فرن يملكه أصحاب الأرض الأستراليون الأصليون، يعيد صهره من خلال طقوس تؤمن بها القبيلة حيث تنزع أحشاء جثة إنسان بينما البخور والتراتيل المقدسة تملأ المكان، نتابع هذا الحدث من خلال عيون النجم المصرى الشاب أحمد مالك.

كان ولايزال الذهب هو الترمومتر والمرجعية والاحتياطى الاستراتيجى فى كل المعاملات والمعادلات المادية، لو نزعت قيد الزمان والمكان، ستكتشف أن الشريط السينمائى يتناول حكاية الإنسان الذى يكتوى بنيران الجدل الأبدى عبر الزمن بين المقدس والمدنس، الحكاية التى لا تعرف أبدا نهاية.

تفاصيل المرحلة الزمنية نهايات القرن التاسع عشر، بينما السكان الأصليون لأستراليا لايزالون قابعين داخل قيد العادات والتقاليد، يتمسكون بطقوسهم، السيناريو يقف على تخوم الملحمة، يمزج التاريخ والجغرافيا، الأرض والعرض، الخير والشر، والصفقات المشبوهة التى تتدثر عنوة بالعدالة، بينما العدالة تقف خارج (الكادر)، الأديان والأعراق والمشاعر تتوافق وتتناحر لتخلق لنا فى النهاية تلك الرؤية التى قدمها الكاتب والمخرج الأسترالى رودريك ما كاى، كل لديه ما يؤمن به، معتقدا أنه فقط يمتلك الحقيقة المطلقة، الإيرانى والأفغانى والأسترالى والبريطانى له لغته وعقيدته المقدسة، شيعى وسنى وسيخ وغيرهم، يمارسون طقوسهم الدينية بينما عقولهم وقلوبهم تتوجه صوب المال، تتساءل: هل حقًا يعبدون الله أم الذهب؟.

سكان أستراليا الأصليون شاهدناهم فى العديد من الأفلام، هذه المرة الرؤية مختلفة، لا يقدم إطلالة وثائقية، يُطل على الزمن القديم من خلال القرن الواحد والعشرين، الإرهاب له صوته متدثرا تارة بالدين وأخرى بالعدل، بينما يسيطر على المشهد برمته تلك الصفقات التى تحلم بامتلاك سبائك الذهب، جاء انطلاق الفيلم رسميا من (فينسيا) فى أول مهرجان دولى كبير يعقد واقعيا بعد جائحة (كورونا)، ومن غير المستبعد أن ينافس مالك على جائزة أفضل ممثل.

الثراء البصرى والصوتى يعلن عن نفسه فى العديد من تفاصيل الفيلم، لمحة الصدق تسيطر على الكادر وتومض الموسيقى التى صاغها مارك برادشاو، لتمنحنا نشوة الزمان وسحر المكان، كان الفيلم بحاجة إلى رؤية أعمق فى المونتاج، حيث كنا نتابع بين الحين والآخر حالة زجزاجية، تعلو وتهبط، تومض لحظة بإحساس النهاية ثم تخبو بعدها، لتبرق فى مشهد آخر من جديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حارس الذهب» حياة تتنفس الموت «حارس الذهب» حياة تتنفس الموت



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 06:59 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 23 - 12 - 2024 والقنوات الناقلة

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 09:31 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج العقرب

GMT 09:56 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

أخطاء مكياج شائعة تجعلك تتقدمين في السن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon