توقيت القاهرة المحلي 06:28:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اللحظة الحرجة!

  مصر اليوم -

اللحظة الحرجة

بقلم : طارق الشناوي

القدرة على اتخاذ القرار الصحيح فى اللحظة المواتية، هو الذى يفرق بين إنسان وآخر، تابعنا موقفين شائكين أربعة صينيين مسافرين إلى مدينة أخرى، حملوا معهم 30 كيلو برتقال زائدة عن الوزن المقرر، تستوجب دفع ما يساوى 800 جنيه مصرى وهو أضعاف ثمن البرتقال. خاصة أنه لم يتبق سوى 30 دقيقة على الإقلاع، إما دفع المطلوب، أو التخلص من البرتقال، أو توزيعه على كل من فى المطار بالمجان، اختاروا الحل الرابع وهو تناول كل هذه الكمية مرة واحدة، مما أصابهم جميعا بالقرحة بالإضافة إلى (فوبيا) البرتقال، فلن يقترب أى منهم، بعد كل تلك المعاناة، لكل ما ينتمى بصلة قربى أو نسب للحمضيات، ارتكاب هذه الحماقة أحالهم وبكل لغات العالم إلى (تريند) فى الغباء.

فى توقيت مواز تابعنا مذيعة نشرة الأخبار الأمريكية التى اضطرت لتقديم برنامجها على الهواء من منزلها التزاما بالإجراءات الاحترازية، فوجئت أن طفلها الذى لم يتجاوز العشرة أشهر يتحرك صوب الكاميرا متجها مباشرة إلى ساقيها فى رغبة منه لكى تحمله، فما كان منها سوى أنها قد استجابت لرغبته، وأشبعت بداخلها مشاعر الأمومة، وأكملت قراءة نشرة الأخبار، وبكل لغات العالم أصبحت (تريند) فى سرعة البديهة والذكاء.

كلنا بشكل أو بآخر نواجه مثل هذه المواقف بتنويعات مختلفة ويصبح علينا الاختيار ما بين الجنة والنار، الفارق فى الاختيار بين الصينيين الأربعة والمذيعة الأمريكية لا أتصور أنه يخضع لفروق اقتصادية أو اجتماعية أو دينية أو ثقافية، هو فقط فارق فى المرونة، وما نملكه من هذا الهامش الذهبى هو ما يمنحنا القدرة على الاستمرار فى الحياة، كلنا فى حياتنا نواجه مواقف مشابهة ليست قطعا بالضرورة برتقالا أو احتياج طفل لحضن أمه، ولكن لحظات مفروضة علينا، وتكتشف ربما أن الفارق بين الحياة والموت يتكئ أحيانا على تلك الاختيارات الحاسمة.

أروى لكم تلك الحكاية الطريفة، كان أمام المخرج الكبير عاطف سالم فى نفس اللحظة عام 1975 إما أن يخرج فيلم (المذنبون) بالقاهرة أو (الملكة وأنا) فى بيروت، وعليه خلال ساعات أن يحسم الأمر، دفعته مشاعره إلى اختيار الفيلم اللبنانى، خاصة أنه سيقابل ملكة جمال الكون جورجينا رزق، وكلما تمعن فى صورتها ازداد قناعة بأن عليه أن يختار (الملكة)، وربما تصور أن الجزء الثانى من العنوان (وأنا) يعود إليه وأنه المقصود بـ(وأنا)، واعتذر عن (المذنبون) الذى أخرجه سعيد مرزوق، فأصبح واحدا من أفضل أفلامنا المصرية، بينما أثناء تصوير (الملكة) تزوج محرم فؤاد من جورجينا رزق التى غنى لها (دارى جمالك دى العيون بصاصة/ دارى جمالك كل نظرة رصاصة)، وعاد عاطف سالم من بيروت مكللا بالهزيمة العاطفية، ومشاعره بالضبط كانت مثل حالة الصينيين الأربعة، قرحة من الجمال و(فوبيا) من النساء.

ولم يكن المخرج عاطف سالم هو الوحيد الذى هام بجمال جورجينا، سبقه الموسيقار فريد الأطرش، فغنى لها بمجرد حصولها على اللقب العالمى مطلع السبعينيات (جورجينا جورجينا/ حبيناكى حبينا)، قبل أن يغيرها فى التسجيل لتصبح (حبينا حبينا)، وخيرا فعل لأنه كان سيجد نفسه يعانى مثل أصحابنا الصينيين، الحياة يا عزيزى اختيارات حاسمة حتى فى تناول البرتقال!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللحظة الحرجة اللحظة الحرجة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon