توقيت القاهرة المحلي 11:10:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اللحظة الحرجة!

  مصر اليوم -

اللحظة الحرجة

بقلم : طارق الشناوي

القدرة على اتخاذ القرار الصحيح فى اللحظة المواتية، هو الذى يفرق بين إنسان وآخر، تابعنا موقفين شائكين أربعة صينيين مسافرين إلى مدينة أخرى، حملوا معهم 30 كيلو برتقال زائدة عن الوزن المقرر، تستوجب دفع ما يساوى 800 جنيه مصرى وهو أضعاف ثمن البرتقال. خاصة أنه لم يتبق سوى 30 دقيقة على الإقلاع، إما دفع المطلوب، أو التخلص من البرتقال، أو توزيعه على كل من فى المطار بالمجان، اختاروا الحل الرابع وهو تناول كل هذه الكمية مرة واحدة، مما أصابهم جميعا بالقرحة بالإضافة إلى (فوبيا) البرتقال، فلن يقترب أى منهم، بعد كل تلك المعاناة، لكل ما ينتمى بصلة قربى أو نسب للحمضيات، ارتكاب هذه الحماقة أحالهم وبكل لغات العالم إلى (تريند) فى الغباء.

فى توقيت مواز تابعنا مذيعة نشرة الأخبار الأمريكية التى اضطرت لتقديم برنامجها على الهواء من منزلها التزاما بالإجراءات الاحترازية، فوجئت أن طفلها الذى لم يتجاوز العشرة أشهر يتحرك صوب الكاميرا متجها مباشرة إلى ساقيها فى رغبة منه لكى تحمله، فما كان منها سوى أنها قد استجابت لرغبته، وأشبعت بداخلها مشاعر الأمومة، وأكملت قراءة نشرة الأخبار، وبكل لغات العالم أصبحت (تريند) فى سرعة البديهة والذكاء.

كلنا بشكل أو بآخر نواجه مثل هذه المواقف بتنويعات مختلفة ويصبح علينا الاختيار ما بين الجنة والنار، الفارق فى الاختيار بين الصينيين الأربعة والمذيعة الأمريكية لا أتصور أنه يخضع لفروق اقتصادية أو اجتماعية أو دينية أو ثقافية، هو فقط فارق فى المرونة، وما نملكه من هذا الهامش الذهبى هو ما يمنحنا القدرة على الاستمرار فى الحياة، كلنا فى حياتنا نواجه مواقف مشابهة ليست قطعا بالضرورة برتقالا أو احتياج طفل لحضن أمه، ولكن لحظات مفروضة علينا، وتكتشف ربما أن الفارق بين الحياة والموت يتكئ أحيانا على تلك الاختيارات الحاسمة.

أروى لكم تلك الحكاية الطريفة، كان أمام المخرج الكبير عاطف سالم فى نفس اللحظة عام 1975 إما أن يخرج فيلم (المذنبون) بالقاهرة أو (الملكة وأنا) فى بيروت، وعليه خلال ساعات أن يحسم الأمر، دفعته مشاعره إلى اختيار الفيلم اللبنانى، خاصة أنه سيقابل ملكة جمال الكون جورجينا رزق، وكلما تمعن فى صورتها ازداد قناعة بأن عليه أن يختار (الملكة)، وربما تصور أن الجزء الثانى من العنوان (وأنا) يعود إليه وأنه المقصود بـ(وأنا)، واعتذر عن (المذنبون) الذى أخرجه سعيد مرزوق، فأصبح واحدا من أفضل أفلامنا المصرية، بينما أثناء تصوير (الملكة) تزوج محرم فؤاد من جورجينا رزق التى غنى لها (دارى جمالك دى العيون بصاصة/ دارى جمالك كل نظرة رصاصة)، وعاد عاطف سالم من بيروت مكللا بالهزيمة العاطفية، ومشاعره بالضبط كانت مثل حالة الصينيين الأربعة، قرحة من الجمال و(فوبيا) من النساء.

ولم يكن المخرج عاطف سالم هو الوحيد الذى هام بجمال جورجينا، سبقه الموسيقار فريد الأطرش، فغنى لها بمجرد حصولها على اللقب العالمى مطلع السبعينيات (جورجينا جورجينا/ حبيناكى حبينا)، قبل أن يغيرها فى التسجيل لتصبح (حبينا حبينا)، وخيرا فعل لأنه كان سيجد نفسه يعانى مثل أصحابنا الصينيين، الحياة يا عزيزى اختيارات حاسمة حتى فى تناول البرتقال!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللحظة الحرجة اللحظة الحرجة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon