توقيت القاهرة المحلي 06:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طير إنت.. طار هو!

  مصر اليوم -

طير إنت طار هو

بقلم : طارق الشناوي

كنت متعاطفًا مع الكابتن طيار الذي فقد وظيفته وعلى مدى الحياة أراها عقوبة مبالغًا فيها، وتذكرت مقولة أستاذ قبيلة الساخرين في الألفية الثالثة الراحل جلال عامر (أحيانا القاضى ليس ظالمًا، القانون هو الظالم)، ما أقدم عليه الطيار برغم تكراره مع العديد من الشخصيات العامة، يعد في عرف قانون الطيران جريمة متكاملة الأركان، تستحق أقصى أنواع العقاب، لأنه من الممكن أن يؤدى- ولو بنسبة لا تتجاوز واحدا في المليون- إلى كارثة.

تعاطفت مع الطيار الذي كان سينهى خدمته بعد سنوات قلائل، إلا أنه أنهاها مضطرًا وموصومًا بسحب رخصة الطيران نهائيًا، شعرت في البداية بفداحة الثمن الذي دفعه، ولكن ما حدث بعد ذلك من الطيار، أفقدنى أي تعاطف، فهو يريد الحصول على تعويض من رمضان يصل كما قال إلى 9 ملايين ونصف المليون جنيه، هذه هي الجريمة الأولى والثانية أنه يُنكر إقدامه على ذلك، بينما لا ينكر أنه ومحاميه دائما الاتصال برمضان وشقيقه محمود ومحاميه، فهل هما يبعثان إليه رنات (الموبايل) مثلا للاطمئنان على صحته؟!.

مأساة أخرى يعيشها الطيار، كلما حاول الخروج من حفرة يجد نفسه وقد انزلق إلى «دحديرة»، طلب من رمضان مساعدته للخروج من أزمته ووعده خيرا، ولكن مثل هذه القضايا التي نرى فيها الرأى العام مشاركًا في تتابعها، لا يمكن التعامل معها بأى قدر من التراخى، حتى لو كان من الممكن مثلا الاكتفاء بتوجيه اللوم أو الإيقاف لفترة محددة، خاصة وكما ذكر الطيار أنها السابقة الأولى له وسجله ناصع البياض، القانون يتعامل عادة بقدر من الرأفة والتسامح مع السابقة الأولى وينزل بالعقوبة للحدود الدنيا.

امتلأ (النت) بوقائع مماثلة لعدد من النجوم، ولكنها عدت وكأنها لم تكن، لأن لا أحد استوقفته الحكاية، الطيار يؤكد أنه لم يرتكب جريمة، ولكن النشر على مواقع التواصل الاجتماعى الذي أقدم عليه رمضان، بدون استئذانه هو الجريمة، وهو سؤال يستحق أن نتأمله، هل الجرائم من هذا النوع يجب أن يتوفر فيها شرط العلانية، السب والقذف مقترنة بالعلنية، ولكن جريمة مثل أن يسمح الطيار بأن يجلس بجواره في (الكابينة) زائر أو صديق حتى لو افتقدت شرط العلانية لا يعنى هذا أنها لم تعد جريمة.

كابتن الطائرة الخاصة يعود باللائمة على «رمضان» لأنه ورطه، وربما ما ذكره هو الحقيقة، ولكنه يتجاهل إقدامه على فعل محرم أساسًا، لم يعتذر عن الفعل بل حاول التبرير بأن الطائرة خاصة وكابينة الطيار ليس لها باب وأنه لا يستقل هذه الطائرة عادة سوى عدد محدود جدا من الـ(فى أي بى)، وهؤلاء مثلا هل على رأسهم ريشة؟.

نظرة متدنية للقانون يجب أن نعترف بكونها متفشية بين قطاع وافر من المجتمع، يمنحون لأنفسهم ريشة تتيح لهم الحق في الخروج على القانون.

جرائم الطيار الكبرى التي لم يحاكم بسببها، هي تلك التي جاءت بعد سماحه بجلوس رمضان بجواره وكأنه يقول له (طير إنت) فاكتشف أنه (طار هو) !!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طير إنت طار هو طير إنت طار هو



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon