توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تضحكنا (آه).. الجنة (لا)!

  مصر اليوم -

تضحكنا آه الجنة لا

بقلم : طارق الشناوي

نحبهم ويسعدوننا فى الدنيا، وبمجرد الرحيل، نستمع إلى أصوات تنضح بالشر، تقول المغفرة لا، الرحمة لا، الجنة لا.

من الذى يغفر ويرحم سوى الله عز وجل!، تجدهم يقولون لماذا تدعون لهم بالجنة وهم لا يدينون بالإسلام؟.. ترد عليهم، لأننا ندعو للجميع، خاصة من أسعدونا فى الدنيا فيصبح الواجب مضاعفا، إلا أنهم يعودون بنا دائما للمربع رقم واحد، قائلين لم يسبق لهم أن أعلنوا الشهادتين.

مع رحيل مشاهير الأقباط، خاصة الذين تقف أسماؤهم فى منطقة محايدة لا تشى مباشرة بالديانة، ويكتشف المتزمتون هوياتهم الدينية عند الصلاة عليهم فى الكنيسة، على الفور يملأون (النت) بكلمات نارية تحرمهم حتى من حقوقهم كبشر، عتبة الجنة لا يمكن أن يقطعها من لا يحملون وثيقة الإسلام، وننسى أن المسلمين بكل طوائفهم لا يشكلون أكثر من 20% من سكان المعمورة، فهل نعتقد أن الله يُقصر جنته فقط على هذا العدد الضئيل من البشر؟!.

عندما نحب فنانًا مسيحيًا، ويعزّ علينا عدم دخوله الجنة، نعلن على الفور أنه أشهر إسلامه قبل الرحيل، مثلما قالوا عن نجيب الريحانى، فهم لا يريدون عقابه بالنار، وفى نفس الوقت لديهم قناعة بأن مواصفات دخول الجنة لا تنطبق عليه، وهنا يعلن البعض حلًا توافقيًا، أنه أسلم قبل أن يأتى إليه عزرائيل بلحظات، كان الريحانى يتبرك بالمصحف الشريف ووجدوه بجواره عند الرحيل، فقالوا إنه أسلم رغم أنه عاش ومات مسيحيًا كاثوليكيًا.

قبل بضعة أشهر، امتلأت (الميديا) بالهجوم الضارى لكل من دعا لإبراهيم نصر بالجنة، وامتد الأمر لجورج سيدهم والمنتصر بالله، وقبلهم المايسترو ميشيل، وغيرهم.. تسألهم ألم يُدخلوا إلى قلوبكم البهجة؟ تأتى الإجابة نعم، ثم يضيفون وكأنهم مبرمجون على الإجابة: غير المسلم يأخذ نصيبه فى الدنيا، متجاهلين مثلا أن جورج سيدهم عاش أكثر من عشرين عاما فى مأساة صحية، والمنتصر بالله اثنى عشر عاما يعانى من تبعات جلطة المخ، وإبراهيم نصر كان غير قادر على الحركة فى سنواته الأخيرة.. هل يتعذبون رغم أنهم أسعدونا دنيا وآخرة؟!.. إنها الثقافة المريضة التى تربينا عليها، مثلما ندعو بالشفاء للمسلمين فقط، بدلا من أن يمتد الدعاء للبشر أجمعين.

بعض معلقى مباريات الكرة، عند إصابة أى لاعب، نجدهم يقولون (اللهم اشفه واشف كل المسلمين)!!.

الدرس يجب أن يبدأ من البيت والمدرسة، هل نحن نربى أولادنا حقًا على التسامح مع الأديان.. هل نحن تربينا أساسا على هذه القيم؟!.. أتحدث عن المسلم والمسيحى.. هل السماح بتقبُّل المختلف دينيا فضيلة نؤمن جميعا بها؟، تلك هى عمق الحكاية التى عايشناها، لم يدرك أغلبنا أن ما نعيشه من تدهور يأتى أساسا من غياب فضيلة التسامح، يظل دور الأغلبية أهم فى زرع أفكار التسامح، أعلم أن الأمر له علاقة وطيدة وجذرية بالمؤسسات الدينية الرسمية، فهى لم تتحلَّ بعد بالمرونة الكافية لتقبل المختلف دينيًا.

عندما نحب إنسانًا، نتمنى أن يدخل الجنة، هذا هو الجانب الإيجابى من الصورة.. الجزء الثانى هو أن مفتاح الجنة والنار عند الله عز وجل، المطلع فقط على القلوب، ولهذا ندعو بالرحمة والمغفرة والجنة للبشر أجمعين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تضحكنا آه الجنة لا تضحكنا آه الجنة لا



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon