توقيت القاهرة المحلي 06:29:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تضحكنا (آه).. الجنة (لا)!

  مصر اليوم -

تضحكنا آه الجنة لا

بقلم : طارق الشناوي

نحبهم ويسعدوننا فى الدنيا، وبمجرد الرحيل، نستمع إلى أصوات تنضح بالشر، تقول المغفرة لا، الرحمة لا، الجنة لا.

من الذى يغفر ويرحم سوى الله عز وجل!، تجدهم يقولون لماذا تدعون لهم بالجنة وهم لا يدينون بالإسلام؟.. ترد عليهم، لأننا ندعو للجميع، خاصة من أسعدونا فى الدنيا فيصبح الواجب مضاعفا، إلا أنهم يعودون بنا دائما للمربع رقم واحد، قائلين لم يسبق لهم أن أعلنوا الشهادتين.

مع رحيل مشاهير الأقباط، خاصة الذين تقف أسماؤهم فى منطقة محايدة لا تشى مباشرة بالديانة، ويكتشف المتزمتون هوياتهم الدينية عند الصلاة عليهم فى الكنيسة، على الفور يملأون (النت) بكلمات نارية تحرمهم حتى من حقوقهم كبشر، عتبة الجنة لا يمكن أن يقطعها من لا يحملون وثيقة الإسلام، وننسى أن المسلمين بكل طوائفهم لا يشكلون أكثر من 20% من سكان المعمورة، فهل نعتقد أن الله يُقصر جنته فقط على هذا العدد الضئيل من البشر؟!.

عندما نحب فنانًا مسيحيًا، ويعزّ علينا عدم دخوله الجنة، نعلن على الفور أنه أشهر إسلامه قبل الرحيل، مثلما قالوا عن نجيب الريحانى، فهم لا يريدون عقابه بالنار، وفى نفس الوقت لديهم قناعة بأن مواصفات دخول الجنة لا تنطبق عليه، وهنا يعلن البعض حلًا توافقيًا، أنه أسلم قبل أن يأتى إليه عزرائيل بلحظات، كان الريحانى يتبرك بالمصحف الشريف ووجدوه بجواره عند الرحيل، فقالوا إنه أسلم رغم أنه عاش ومات مسيحيًا كاثوليكيًا.

قبل بضعة أشهر، امتلأت (الميديا) بالهجوم الضارى لكل من دعا لإبراهيم نصر بالجنة، وامتد الأمر لجورج سيدهم والمنتصر بالله، وقبلهم المايسترو ميشيل، وغيرهم.. تسألهم ألم يُدخلوا إلى قلوبكم البهجة؟ تأتى الإجابة نعم، ثم يضيفون وكأنهم مبرمجون على الإجابة: غير المسلم يأخذ نصيبه فى الدنيا، متجاهلين مثلا أن جورج سيدهم عاش أكثر من عشرين عاما فى مأساة صحية، والمنتصر بالله اثنى عشر عاما يعانى من تبعات جلطة المخ، وإبراهيم نصر كان غير قادر على الحركة فى سنواته الأخيرة.. هل يتعذبون رغم أنهم أسعدونا دنيا وآخرة؟!.. إنها الثقافة المريضة التى تربينا عليها، مثلما ندعو بالشفاء للمسلمين فقط، بدلا من أن يمتد الدعاء للبشر أجمعين.

بعض معلقى مباريات الكرة، عند إصابة أى لاعب، نجدهم يقولون (اللهم اشفه واشف كل المسلمين)!!.

الدرس يجب أن يبدأ من البيت والمدرسة، هل نحن نربى أولادنا حقًا على التسامح مع الأديان.. هل نحن تربينا أساسا على هذه القيم؟!.. أتحدث عن المسلم والمسيحى.. هل السماح بتقبُّل المختلف دينيا فضيلة نؤمن جميعا بها؟، تلك هى عمق الحكاية التى عايشناها، لم يدرك أغلبنا أن ما نعيشه من تدهور يأتى أساسا من غياب فضيلة التسامح، يظل دور الأغلبية أهم فى زرع أفكار التسامح، أعلم أن الأمر له علاقة وطيدة وجذرية بالمؤسسات الدينية الرسمية، فهى لم تتحلَّ بعد بالمرونة الكافية لتقبل المختلف دينيًا.

عندما نحب إنسانًا، نتمنى أن يدخل الجنة، هذا هو الجانب الإيجابى من الصورة.. الجزء الثانى هو أن مفتاح الجنة والنار عند الله عز وجل، المطلع فقط على القلوب، ولهذا ندعو بالرحمة والمغفرة والجنة للبشر أجمعين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تضحكنا آه الجنة لا تضحكنا آه الجنة لا



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:09 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
  مصر اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 20:39 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

يوسف الشريف خارج دراما رمضان 2025
  مصر اليوم - يوسف الشريف خارج دراما رمضان 2025

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 22:12 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 1.01% في أسبوع

GMT 21:55 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبوريدة يبحث ترتيبات مباراة مصر وتونس مع وزير الشباب

GMT 22:51 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف نوع جديد من العناكب الذئبية جنوب إيران

GMT 21:31 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

حنان ترك غاضبة من حلا شيحة بعد خلعها الحجاب

GMT 07:06 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

أبوسعدة يكشف عن تنفيذ قطر حُكم تعويض أسر القتلى

GMT 18:35 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

آبل تستبدل بعض هواتف "iPhone X" التي تعاني من مشاكل

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

حمادة صدقي يعلن دراسة السنغال بشكل جيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon