بقلم : طارق الشناوي
شعرت باطمئنان وأنا أتابع، أمس، المؤتمر الصحفى الذى أقامه الكاتب والمنتج محمد حفظى لإعلان انطلاق مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته رقم 42، يوم 2 ديسمبر القادم.
عدد الأفلام المشاركة تقلص للنصف، وهو ما تابعناه فى كل المهرجانات العالمية التى قرر صُناعها إقامتها واقعيًا، بمجرد الإعلان عن أسماء الأفلام، وبعضها أتيحت لى مشاهدته بحكم تواجدى باللجنة العليا للمهرجان، الجزء الأكبر قرأت عنه.. وجدت فعلًا فريق العمل استطاع، رغم ضراوة الجائحة وتقلص الميزانية، أن يقتنص الأفضل.
يجب أن نذكّر بأن المهرجان حقق قفزة يشهد بها العالم منذ أن أمسك حفظى بدفة القيادة فى 2018، سُمعة المهرجان التى سبقته دفعت شركات التوزيع العالمية إلى ألا تتردد فى عرض أفلامها بالقاهرة، الرجل لم يأتِ محملًا بأى أجندة أخرى سوى النجاح، ليس لديه قائمة سوداء ولا بيضاء، مثل هؤلاء (الحناجرة) فى دائرة السينمائيين.. كلما ازداد فشلهم وتراجع إبداعهم، زاد شغفهم بالانتقام.. كلما أيقنوا أنهم خارج قطار الزمن، تصوروا أنهم يستطيعون حرق القطار، تحولوا إلى (زومبى) متعطشين للدماء.. حفظى قرر أن يصعد بالمهرجان إلى آفاق عالمية. تصادف أن مهرجان (الجونة) بدأ انطلاقه 2017، (الجونة) يتحرك جغرافيًا فى نفس إطار مهرجان (القاهرة)، كما أنه يستند اقتصاديًا إلى الأخوين (ساويرس)، نجيب وسميح، واستعانا بواحد من أنجح الخبرات فى عالم المهرجانات الباحث انتشال التميمى.. فى تلك اللحظات بدأت الدولة تستشعر الخطر، وهو أعظم وجه فى التنافس، عندما تشتعل طاقة المقاومة، تصادف قبل نحو ثلاث سنوات وبمجرد أن قدمت الناقدة والباحثة السينمائية د. ماجدة واصف استقالتها من رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى، وجدها البعض فرصة ذهبية للانقضاض على الفريسة، واستعانت وزيرة الثقافة د. إيناس عبدالدايم بالإعلامى والناقد الكبير الراحل يوسف شريف رزق الله، وهو أحد مؤسسى المهرجان منذ بداية انطلاق دورته الأولى عام 1976 من خلال أكبر الحالمين والمؤثرين فى الحياة الفنية الراحل كمال الملاخ رئيس جمعية (كتاب ونقاد السينما).
رشح يوسف للوزيرة ثلاثة بالترتيب: محمد حفظى، ودرية شرف الدين، وسمير سيف.. وقع اختيارها على المرشح الأول، وتولى القيادة، وأضاف منصبًا مؤثرًا للناقد الشاب أحمد شوقى، كنائب ليوسف شريف رزق الله، ثم أكمل بعد الرحيل المهمة بنجاح.
بعض العيون وضعت الهدف بضرورة التخلص من شوقى، والهدف البعيد ضَرْبُ المهرجان باغتيال (الدينامو).. صحيح أن شوقى منحهم السلاح عندما انفلتت منه تعليقات كعادة المتعصبين كرويًا، وهو ما لاحظته أيضا على كثير من الأصدقاء الذين يفقدون عقولهم عند التعقيب الكروى، بحثوا له من أجل الإطاحة به فى (الفيسبوك) على تعقيبات كتبها قبل عشر سنوات.. شوقى تقدم بكل نبل باستقالته، بعد أن كان قد قطع شوطًا فى الإعداد للدورة الحالية.. وهكذا جاءت كلمة حفظى فى المؤتمر الصحفى موجها الشكر له، لتبدد جزءًا من الظلم عاشه ولا يزال.
لدى المهرجان فريق عمل متميز قاده حفظى، أنجز المهمة باقتدار، ولن أذكر أسماء حتى لا أنسى أحدا، ستنتعش العقول والقلوب بأفلام راقية، وبمهرجان يمشى صُناعه على الأشواك.. ورغم ذلك يحرصون على تقديم الورود!!.