توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيني علينا يا أهل الفن!

  مصر اليوم -

عيني علينا يا أهل الفن

بقلم : طارق الشناوي

فى الماضى كان من الممكن أن تغنى تعاطفا مع أهل الفن وتجد أيضا من يردد وراءك «عينى علينا يا أهل الفن يا عينى علينا».

هذا المونولوج له قصة، فى نهاية الأربعينيات أراد إسماعيل ياسين السخرية من تعبير كان ولا يزال شائعا «أغنياء الحرب»، فى كل الدنيا هناك من يستثمر مصائب الناس، وتحديدا عندما يُصبح مصابا جماعيا مثل الحروب وتوابعها من دمار وتشريد، وهكذا غنى سُمعة للشعب الذى يدفع الثمن «عينى علينا يا فقرا الحرب يا عينى علينا/ عدى الحرب ولسه الكرب بيلعب بينا»، ملحوظة ليس لدىّ يقين من هو الشاعر ولكن غالبا «ابن الليل».

كان من الممكن التعامل مع تلك الكلمات ببساطة، إلا أن مع نهايات الحرب بزغ التوجه الشيوعى الذى كان يتزعمه «الاتحاد السوفيتى» سابقا قبل أن يُسمى «روسيا» بعد تحلله إلى عدة دول عام 91، كان الخوف القائم لدى المعسكر الغربى وعلى رأسه أمريكا هو الفكر الشيوعى الذى سيطر على المشهد العالمى، مواكبا للحرب الباردة بين الكتلتين، وأصبح هناك ما يعرف بـ «المكارثية» نسبة إلى عضو مجلس نواب أمريكى جوزيف مكارثى، كان يحاسب الناس على ما يعتقد أنها ميولهم الدفينة، وهكذا مثلا لاحق الاتهام بالشيوعية أيقونة الكوميديا فى العالم- ولا يزال- شارلى شابلن، والغريب أن الوشاة كانوا أيضا فنانين، وبعضهم لا يمكن إنكار موهبتهم مثل المخرج إيليا كازان، الذى اعترف بعد إسقاط المكارثية، أنه كان مضطرا تحت ضغوط الأجهزة لأداء هذا الدور، ولكن الناس لم تنس، ولهذا فى مطلع الألفية الثالثة، وعندما قررت أكاديمية العلوم والفنون التى تنظم مسابقة «الأوسكار» منحه شهادة تذكارية عن مشواره، تعالت هتافات الرفض ضده من القاعة، رغم أنه كان قد تجاوز التسعين من عمره.

مثل هذه الاتهامات لا حقت الكثيرين فى مصر، آخر ما يمكن أن توجه له هو إسماعيل ياسين، من الواضح أن إدارة الرقابة التى كانت تابعة وقتها لوزارة الداخلية، اعتبرته يدعو للشيوعية لأنه يناصر الفقراء ضد الأغنياء، ملحوظة الرقابة الآن، تحكمها أحيانا تلك النظرة المتحفظة والمتحفزة والتى بدأت تعلن عن نفسها منذ فيلم «العزيمة» لكمال سليم نهاية الثلاثينيات، حيث أصرت على تغيير اسمه الأول «الحارة» لأنها رأت فى العنوان انحيازا للطبقة الفقيرة.

الرقيب محاط بعشرات من الأجهزة، وربما مع مرور الزمن نكتشف أنه كان يحاول أن يجد ثغرة ما للعرض، ووجوده لعب دورا إيجابيا فى السماح قبل المنع.

دعونا نضع نقطة ومن أول السطر، ونفكر معا كيف يتهم «سُمعة» بالشيوعية رغم أنه لا يمكن أن يعرف الفارق أساسا بين الشيعى والشيوعى، هذه هى شريعة الأجهزة عندما تأخذ بظاهر الأمور، يغنى من أجل الفقراء فهو إذن يكره الأثرياء ويدعو للثورة، ماذا فعل سُمعة؟.. أعاد بعد سنوات قليلة تقديم المونولوج بكلمات أخرى «عينى علينا يا أهل الفن يا عينى علينا».. نعم عينى عليهم وعلينا، وقتها من الممكن أن تلحظ تعاطفا ما مع الفنانين، على عكس هذا الزمن.. تلاشى تماما أى إمكانية لخلق أى قدر من التعاطف، الصورة الذهنية للفنان فى الضمير الجمعى ليست أبدا فى صالحه وتلك حكاية أخرى!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيني علينا يا أهل الفن عيني علينا يا أهل الفن



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon