توقيت القاهرة المحلي 02:14:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جسد عبد الحليم حافظ لم يتحلل!

  مصر اليوم -

جسد عبد الحليم حافظ لم يتحلل

بقلم:طارق الشناوي

قبل نحو عشر سنوات، أعلن ابن شقيق عبد الحليم حافظ أنَّه شهد جثمان عمه، واكتشف أنَّه لم يتحلّل مثل سائر البشر، وأعادها مجدداً قبل أيام مع الإعلامي عمرو أديب عبر فضائية (إم بي سي).
عبد الحليم رحل عن عالمنا قبل نحو 44 عاماً، إلا أنه بعد أن تردد عن وجود مياه جوفية اخترقت عدداً من مقابر حي (البساتين) بالقاهرة وبينها مقبرة حليم، فقرر الورثة نقل رفاته إلى مكان آخر أكثر أماناً، وكانت المفاجأة أنَّ الأرض في تلك المقبرة تحديداً، محصنة هندسياً ضد تسلل المياه، والمفاجأة الأكبر أنَّها محصنة أيضاً ضد تحلل جسد عمه. استمع ابن شقيق عبد الحليم، في البداية إلى تكبيرات حفاري القبر، نزل ليعرف السر، فاكتشف أنَّ كل ملامح وجه عمه وجسده أيضاً لم يتحلل مثل سائر البشر!!
الأساطير عادة نبحث لها دائماً عن حالة أسطورية أثناء الحياة وبعدها. المتطرفون دينياً الذين يكفرون الفن ملأوا العالم الافتراضي، بصور زعموا أنَّها من العالم الآخر، قالوا فيها إن أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وفريد الأطرش وأسمهان وغيرهم من أساطين النغم في النار، ووضعوا شواهد القبور تمتلئ بالنيران مع مؤثرات صوتية، على سبيل بث الرعب في قلوب الناس للتأكيد أن هذا هو حال من يحترف الغناء.
أحياناً نجد قصصاً مختلقة عن الموتى من الشخصيات العامة، أتذكر منذ نحو ثلاثين عاماً أن الناس كانت تتحدث عن عودة الفنان صلاح قابيل من الموت، وأنهم قد فتحوا المقبرة بعد أيام من دفنه، عندما سمعوا ضجيجاً وصوت استغاثة تحت الأرض، واكتشفوا أن صلاح حي يرزق!!
أسهم في ترويج الإشاعة حوار صحافي نشرته مجلة (الإذاعة والتلفزيون) المصرية مع صلاح، وعلى الغلاف صورته مرتدياً (البيجامة)، ما يوحي أن الحوار أجري بعد عودته مجدداً إلى البيت، وكان صلاح يروي كيف أنه أصيب بغيبوبة مؤقتة، واعتقدوا أنه مات ودفنوه، وبعد أيام أفاق وعاد للحياة، ولم يقرأ أحد الحديث كاملاً، لأن الصحافي في السطر الأخير، أكد أن هذا الحوار لم يحدث وأن صلاح مات والموتى لا يعودون، وأنه فقط كان يريد مداعبة القراء للتأكيد على أن هذه مجرد خزعبلات.
الأمر لو أخضعناه للمنطق كان ينبغي أن ينتهي في اللحظة نفسها التي بدأ فيها، ولكننا تعودنا أن نسترسل، خصوصاً أن شاهد الإثبات واحد من ورثة العندليب، ولديه تفويض من العائلة بالحديث عن عمه في كل أجهزة الإعلام، وتمثيلها أيضاً من الناحية القانونية في حالة وجود منازعات قضائية.
في حياة عبد الحليم قطعاً لم يكن قد تداولنا بعد توصيف (تريند)، ولكن كان عبد الحليم هو (تريند) في الصحافة، وأخباره تحتل القسط الأكبر من الاهتمام، ولا يزال عبد الحليم يشغل (الميديا) أيضاً، ولا يمكن أن تخلو أي قناة فضائية مسموعة أو مرئية من حضور فيلم أو أغنية أو حتى مناقشة حول إبداع العندليب.
هذه المرة عاد بقوة، أتصور أنه لا شعورياً، وتحت تأثير ضغط اللحظة نفسياً قد يتخيل البعض رؤية أشخاص، فيقطعون المسافة بين الخيال والواقع فهي أقرب لأحلام اليقظة.
الأسطورة تحيا في الوجدان، واستطاعت أجهزة الإعلام أن تمنح الراحلين من الكبار حياة أخرى ممتدة عابرة للأجيال، تتجاوز سنوات بقائهم على الأرض، فهم بيننا مهما باعدت السنين، إلا أننا أحياناً من فرط الحب، نعتقد أنهم ليسوا بشراً مثلنا، وفي موتهم كما في حياتهم كانوا استثناء وأساطير، تتحدى حتى فناء الأجساد!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جسد عبد الحليم حافظ لم يتحلل جسد عبد الحليم حافظ لم يتحلل



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
  مصر اليوم - فيفا يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة الأفضل

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon