توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منير مراد مذاق الفاكهة وسحر الفكاهة

  مصر اليوم -

منير مراد مذاق الفاكهة وسحر الفكاهة

بقلم : طارق الشناوي

التقيت مرة واحدة الموسيقار الكبير منير مراد الذى مرت ذكراه أمس، بعدها بأيام رحل عن عالمنا، وتصادف أنه كان يفصله 11 يومًا فقط عن رحيل الرئيس أنور السادات، فلم يمنحه الإعلام الاهتمام اللائق، كانت مصر تتحسس اسم الرئيس القادم بعد 6 أكتوبر 1981، ذهبت لوداعه فى جامع عمر مكرم، بين عدد قليل جدا من الذين يعرفون قدره. لا أتذكر أننى رأيت منير مراد فى لقاء تليفزيونى، ولو كان قد حدث فإن هناك من مسح هذا التسجيل، ما أتذكره أنه صحبنى إلى غرفة صغيرة بمنزله وأشار إلى أسطوانات (سلك) قبل اختراع الأسطوانة التقليدية، وقال لى هذه تحف يتمنى أن تحافظ عليها الدولة، مع الأسف هذا التراث النادر كان مصيره مثل عشرات غيره عند بائع (روبابيكيا) يبيعه بالكيلو. أتذكر تسجيلًا إذاعيًّا لا يُنسى، جمعه مع عبدالحليم وشقيقته ليلى مراد، منير يُمسك بالعود وليلى تغنى (ليه خلتنى أحبك) و(سنتين وأنا أحايل فيك)، وأظنه كان لقاء أقرب للصلح بين عبدالحليم وليلى بعد أن أخذ منها عبدالحليم أغنية (تخونوه)، التى لحنها بليغ قبل أن تسجلها على أسطوانة، فكانت واحدة من أغنيات فيلم (الوسادة الخالية) وهذه قصة أخرى.

منير حالة إبداعية متكاملة يرقص ويغنى ويمثل. الجزء العميق فى تلك الموهبة والمصدر الأساسى لهذا الإبداع أنه ملحن عبقرى امتلك من الأنغام كل الأطياف وكأنه (قوس قزح).

لمنير مراد تسجيل نادر يدل على قدرة استثنائية على تقمص روح الآخرين، اسكتش غنائى اسمه (هنا القاهرة) يقلد فيه المطربين أمثال عبدالوهاب وعبدالمطلب وليلى مراد وغيرهم، وهو الأكثر تداولًا، إلا أن الأكثر إبداعًا، عندما أمسك بالعود وتخيل كيف يلحن (لا مش أنا اللى أبكى) لـ محمد عبدالوهاب، أما فريد الأطرش وكمال الطويل والسنباطى والموجى فتقمصهم موسيقيًّا.

منير صاحب أكثر النغمات مشاغبة وشبابية فى تاريخنا الغنائى (وحياة قلبى وأفراحه)، هل ننسى كيف استغل منير كل الأصوات فى مشهد داخل فيلم (يوم من عمرى) عبدالسلام النابلسى وسهير البابلى والثلاثى المرح وحتى المزمار الشعبى كان بطلا، والحصان كان يرقص مثلنا على الإيقاع فى (ضحك ولعب وجد وحب)؟!

بدأ المشوار نهاية الأربعينيات مع شادية، وإذا كان الموسيقار محمد فوزى أطلقها والموسيقار محمود الشريف هو العمق الاستراتيجى لصوتها، فإن منير هو توءمها الروحى، منذ أن قدم لها (واحد اتنين واحد اتنين)، ومضات صوت شادية تتفتح على الجمل الموسيقية لمنير مراد، إنها لا تغنى بل تضىء فى قلوبنا فيضانًا من البهجة (يا دنيا زوقوكى بالعز والهنا)، ( دور عليه دور)، (سونة يا سنسن).

كيف كان يرى شريفة فاضل بنت البلد الجدعة الفهلوية (حارة السقايين)، وبذكاء أعادت نانسى عجرم غناءها قبل خمسة عشر عامًا فساهمت فى شهرتها.

منير مراد غزيرالنغمات قادر على أن يصنع الثوب اللائق بالصوت والنغمة (علمنى الحب) لـ صباح و(ابعد عن الحب) لـ عادل مأمون، و(من يوميها) لـ وردة، وكانت أم كلثوم تستعد لتقديم عدد من الأغانى القصيرة المرحة له، وودعتنا قبل استكمال المشروع. إنه المظلوم الأول والموهوب الأول فى حياتنا الموسيقية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منير مراد مذاق الفاكهة وسحر الفكاهة منير مراد مذاق الفاكهة وسحر الفكاهة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon