بقلم : طارق الشناوي
خدعوك فقالوا (الكذب مالوش رجلين)، بينما العديد من الوقائع أثبت أنه مثل (أُم 44) له أيضا (44 رجلا)، كثيرا ما يخترق بأرجله حواجز الزمان والمكان والمنطق وعلم النفس واللغات واللهجات، يجد فيه الناس متعة للتداول والانتشار، مهما حاول البعض إثبات عدم صحة الواقعة أو الوثيقة وأنها تنطوى على تجاوزات مفضوحة، إلا أنها لا تتوقف عن الانتشار والتوغل.
أعادت الإعلامية الكويتية مى العيدان قبل ساعات نشر وثيقة مزورة انتشرت قبل عدة سنوات، فى كتاب تجارى يتناول حياة سعاد حسنى، المعلومات فى الوثيقة المذكورة أغلبها خاطئ، اسم مصر وقتها عام 60 كان (الجمهورية العربية المتحدة) وغيّره السادات فى عام 71 إلى (جمهورية مصر العربية)، ولم يلاحظوا ذلك، اسم شيخ الأزهر المدون حسن المأمون رغم أنه كان وقتها محمود شلتوت، مدون فى الوثيقة أن سعاد سورية رغم أنها مصرية والدها فقط من أصل سورى، شاهدا عقد الزواج، فنان الشعب يوسف وهبى والإذاعى الكبير وجدى الحكيم، يوسف وهبى غادرنا عام 82، ووجدى الحكيم غادرنا 2014، إنه من أقرب أصدقاء حليم، فلماذا لم يصرح طوال حياته بتلك الوثيقة، كانت هناك علاقة صداقة بالأستاذ وجدى وكثيرا ما نفى الزواج، بينما كثيرًا ما أكد الحب.
فى كل أحاديثه المعلنة يؤكد أن عبدالحليم حافظ كلفه عام 60 باستكمال إجراءات شراء أثاث بيت الزوجية من المغرب، إلا أنه بعد عودة حليم مع سعاد للقاهرة، عاود الاتصال به وطلب منه إيقاف كل شىء.
لماذا كل تلك الأكاذيب، وصراع لن يجنى منه أحد شيئًا سوى الورثة، وسيتبادلون الاتهامات عبر الفضائيات.
التفاصيل المنشورة فى الوثيقة تؤكد أن من قام باختراعها فى (كى جى وان) تزوير، وعليه أن يأخذ دروس تقوية فى هذا الشأن، وأنصحه بقراءة كتاب (قواعد تزوير الزواج لكل من يحتاج).
سعاد وحليم كل منهما نسج فى الضمير الجمعى العربى حالة أسطورية عابرة للأجيال، قصة الحب قطعًا حقيقية، وكثير من الشهود عليها، لم يكن حليم هو حب سعاد الوحيد، وهى أيضا لم تكن حبه الوحيد، سبقتها قصص أخرى وأعقبتها قصص أخرى، عدد من الفنانات مثل زبيدة ثروت أكدت أن علاقة الحب بينهما بدأت فى فيلم (يوم من عمرى)، واعترض والدها على الزواج، حاول أيضا حليم فى السبعينيات الزواج من مذيعة التليفزيون الفنانة منى جبر، وتقدم لها عن طريق صديقه، زوج شقيقتها ناهد جبر، لاعب الكرة الشهير عصام بهيج، إلا أن طلبه رُفض، وتزوجت سعاد عدة مرات كان آخرها كاتب السيناريو ماهر عواد.
عبدالحليم لم يخلص حقيقة فى مشاعره سوى لمشروع عبدالحليم الفنى، بين الحين والآخر يتقدم خطوات للزواج، إلا أنه يتراجع فى اللحظات الأخيرة، لا يعنيه فى الدنيا سوى عبدالحليم حافظ الفنان، وصفه الشاعر الكبير كامل الشناوى (إنه يكذب إذا تكلم، ويصدق إذا غنى)!!.