بقلم : طارق الشناوي
أشهر أغنية رددناها عن الكرة «بين الأهلى والزمالك محتارة والله» لصباح، لدينا قطعا أغنيات أخرى أقل شهرة مثل «فيها جون» لمها صبرى، ولكن صباح الأكثر شعبية، قدمت مع بداية البث التليفزيونى، حيث لعب التليفزيون وتحديدا الكابتن محمد لطيف بخفة ظله دورا محوريا فى الانتشار الجماهيرى الساحق للكرة، الأغنية تأليف الشاعر حسين السيد الذى يليق بنا أن نطلق عليه أنه يكتب فى كل شىء وبنفس الإبداع من الإبرة للصاروخ، عن الكرة والحب والوطن والإيمان بالله وتصدقه فى كل ما يكتب.
الناس عادة تبحث عن الهوية الكروية للفنان وأغلبهم يتحفظون، إلا إذا كان لهم ماض معلن للعب فى أحد الأندية، مثل نور الشريف وهانى شاكر كانا فى فريق الأشبال بالزمالك، ولكن مثلا أم كلثوم كانت تتحفظ فى البوح ولا أظن أن لها اهتمامات كروية.
لقد حاولوا مثلا تحليل مقطع فى أغنية صباح (تأليف أهلى لحن زمالك) فقالوا إنه دليل قاطع أن حسين السيد أهلاوى وعبد الوهاب زملكاوى، وسبق أن سألت الشاعر الكبير عن حقيقة تلك الشطرة الشعرية فى الأغنية، فقال لى «إطلاقا وليس لى أساسا ميول كروية»، بينما عبد الوهاب لا يمكن أن يبدد طاقته فى أى شىء خارج الفن، فهو يقول دائما «فنى أولا ثم فنى ثانيا ثم فنى ثالثا، ولا مجال لأى شىء آخر إلا رابعا أسرتى»، ناهيك عن ضعف نظره وكلنا نتذكر نظارته السميكة التى تحول دون قدرته على متابعة الكرة تليفزيونيا.
عندما سألوا صباح عن هويتها الكروية قالت «أنا أهلاوية عندما يلاعب الأهلى الزمالك، ولكن عندما يلاعب الزمالك أى فريق آخر غير الأهلى أشجع الزمالك»، طبعا إجابة صدمت جماهير الزمالك رغم كل المحاولات (الشحرورية) لتخفيف الوطأة عليهم.
السينما المصرية انحازت أكثر للأهلى لأن جماهيريته أكبر فى الشارع، ولهذا تجد أن لاعبى الكرة وهم لا يجيدون فن التمثيل إلا أنهم بسبب شعبيتهم الجارفة فى الملاعب، أشهرهم طبعا المايسترو صالح سليم، لعب بطولة سبعة أفلام على قمتها (الشموع السوداء) وأيضا عادل هيكل فى (إشاعة حب)، وتعددت الأسماء الأهلاوية مثل طاهر الشيخ وشريف عبد المنعم، وطبعا إكرامى وهو أكثر لاعبى الكرة احترافا وله باع طويل من الأفلام الكوميدية، بينما الزمالك لأنه أقل جماهيرية والمحاولات فى هذا المجال خجولة جدا، مثل يكن أو عصام بهيج ولم تسفر عن أى نجاح، شعبية نجم الكرة هى الفيصل، ومؤكد النادى الأكثر جماهيرية يشعر شركات الإنتاج السينمائى باطمئنان أكثر.
نجومية محمود الخطيب غير المسبوقة تاريخيا دفعت السينمائيين للحصول على موافقته لبطولة الأفلام وكثيرا ما اعتذر، كان هو بالمناسبة المرشح الثانى لأداء دور( شحاتة أبو كف) لاعب الكرة فى فيلم (غريب فى بيتى)، وعندما اعتذر أسندوا الدور إلى نور الشريف، وكان المرشح الأول عادل إمام.
الأغلبية يميلون لعدم الإفصاح عن الهوية الكروية على أمل اكتساب شريحة أكبر من الجمهور، ربما فريد الأطرش حالة استثنائية فى (زملكاويته) المعلنة، وهذا ما دفع عبد الحليم لإعلان أهلاويته حتى يضمن أن تنحاز له الشريحة الأكبر من المصريين!!.