توقيت القاهرة المحلي 02:14:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا لو..؟

  مصر اليوم -

ماذا لو

بقلم : طارق الشناوي

الفنان الذكى يقرأ الحياة بكل أبعادها ليعرف بالضبط أين تتجه بوصلة المشاعر ويصل إلى منطقة متوسطة بين النغمة السائدة فى الشارع والنغمة التى تفيض بها مشاعره، ويقدم بعدها أغانيه. أدرك عبد الحليم حافظ، فى منتصف الستينيات، أن الجمهور يفضل الغناء الشعبى، وتابع نجاحات محمد رشدى وعلى الفور غير المؤشر وغنى شعبيات بأسلوبه مثل (أنا كل ما أقول التوبة) و(سواح) و(على حزب وداد جلبى) والأغنيات الثلاث تلحين بليغ حمدى، الذى كان هو مفتاح النجاح لأغنيات رشدى بداية من (عدوية).

الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب أدرك ذلك وقدم فى نفس المرحلة أغنية شعبية لعبد الحليم (الوى الوى) التى تكتب وتنطق خطأ فى الإذاعة المصرية (الويل الويل)، عبد الحليم لم يطالب بالمصادرة، ولكنه درس وتأمل وأدرك أنه ليس زمن (ضى القناديل) الذى يردد فى أحد مقاطعها (فكرنى يا حبيبى بالموعد الجميل)، ولكنه زمن (فى إيديا المزامير وفى قلبى المسامير)، ستجد مثلا عمرو دياب يتابع بكل شغف تغير مفردات الكلمات فى الشارع، وأصبح يغنى كلمات أقرب لروح المهرجانات، التى تحاول أن تجمع بين المتناقضات الثلج والنار، ولا أستبعد مثلا أن يقدم تامر حسنى عملا مشتركا مع مطرب مهرجانات، مثلما سبقه أحمد سعد وغنى مع حسن شاكوش، بينما حكيم مؤخرا غنى مباشرة مهرجانات (صحاب أونطة) ضاربا عرض الحائط بكل المواصفات الاحترازية التى تفرضها نقابة الموسيقيين على أعضائها.

حكيم أكد شرعية هذا القالب الغنائى الذى تحاول النقابة بكل ما لديها من فرط القوة مطاردته ومحوه من الدنيا، النقيب هانى شاكر، فى مداخلة أجراها مؤخرا مع الإعلامى وائل الإبراشى، طالب المجلس الأعلى للإعلام بمنع مطربى المهرجانات من التواجد حتى عبر البرامج، ومن المؤكد أن الكاتب الصحفى كرم جبر، رئيس المجلس، من المستحيل أن يتورط فى الاستجابة لمثل هذه الأفكار المتطرفة فى العنف والغل، وفوق كل ذلك يخاصمها الزمن، الغريب أن وائل لم يطرح فى برنامجه كما عودنا وجهة النظر الأخرى، مكتفيا فقط بإعلان أن النقابة ومجلسها الموقر أعلنا الحرب بضراوة على تلك الأغنيات، وأعلن وائل أنه سيقف فى نفس الخندق. ألم يلاحظ أعضاء مجلس النقابة أن جموع الموسيقيين فى مصر يواجهون مصيرا مؤلما بعد أن تدهورت أحوالهم الاقتصادية بسبب توقف أغلب أعضائها عن العمل حتى من قبل جائحة (كورونا)، المنطق كان يفرض عليهم أن يضعوا على قائمة جدول أعمالهم إعادة الحياة للحفلات الغنائية، بعد أن شاهدنا مسرح النافورة فى دار (الأوبرا) يستقطب مجددا الجمهور. لماذا لا تخاطب النقابة المطربين الذين لديهم شعبية ضخمة، مثل منير وعمرو وشيرين وتامر وأصالة وأنغام وبهاء سلطان وغيرهم لتقديم حفلات تذهب حصيلتها لصندوق النقابة؟، بل أذهب لأبعد من ذلك، لماذا لا تطلب النقابة من هؤلاء الذين تطاردهم فى مصر وحتى حدود البلاد العربية أن يقدموا حفلات تذهب حصيلتها لصندوق النقابة؟، ماذا لو أعلن هانى فك الحظر؟، بل لماذا لا يفكر فى تقديم (دويتو) مع حسن شاكوش، خاصة أنه سبق وأثنى على صوته، لماذا لا يقرأ هانى مثل أستاذه عبد الحليم النغمة التى يرددها الناس بدلا من وقوفه كل هذه السنوات عند حاجز (عيد ميلاد جرحى أنا)؟!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا لو ماذا لو



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"

GMT 07:26 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

حسابات التصميم الداخلي الأفضل لعام 2019 عبر "إنستغرام"

GMT 06:56 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

أب يُصاب بالصدمة بعدما استيقظ ووجد ابنه متوفيًا بين ذراعيه

GMT 11:35 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تشيزني يبيًن ما دار مع رونالدو قبل ركلة الجزاء هيغواين

GMT 09:16 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زوجة المتهم بقتل طفليه "محمد وريان" في المنصورة تؤكد برائته

GMT 17:55 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

فستان ياسمين صبري يضع منى الشاذلي في موقف محرج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon