بقلم : طارق الشناوي
وسط حضور مصرى مكثف بعدد من نجوم التمثيل والتأليف الإخراج والصحافة والإعلام والإنتاج، تم أمس تدشين البنية الأساسية لإقامة (أيام القاهرة للدراما العربية)، وهى تظاهرة تقام سنويًا، تتناول المسلسلات العربية، ولا تكتفى بمنح جوائز الأفضل، ولكنها ستقدم أيضا دراسات توثيقية عن المشاكل والتحديات التى تواجه الدراما العربية.
أنا دائم التردد على مدينة النور، التى قال عنها الإمام محمد عبده: «لو كان للجنة عاصمة ستصبح باريس»، ولاتزال باريس تستحق تلك المكانة.
قبل نحو 28 عامًا، شهدت لحظة الميلاد الأولى لمهرجان (سينما العالم العربى)، فى هذا المعهد العريق، الذى يعنى أساسًا بالثقافة العربية، توقف المهرجان عام 2006، وقبل عامين عاد، إلا أنه لايزال يعانى من مشكلات، رغم توافر الإرادة لانتظامه، قرابة ثلاثة عقود من الزمان تفصلنى عن أول مرة ذهبت للمعهد، الذى دائما ما تلمح فى ردهاته كلمات بالعربية وأسماء مثل شادى عبدالسلام (مصر) ومارون بغدادى (لبنان)، صارت عناوين لصالات سينمائية.
د. عبلة الأسود، تونسية الهوية وعربية المشاعر ومصرية الهوى، قررت أن تحمل التظاهرة اسم القاهرة، وقالت لى مصر جزء حميم من تكوينى، ووجدت أن القاهرة هى العنوان فى نفس الوقت، لم تنس أن تبدأ من خلال المهرجان أول مراسم الاحتفال بمئوية فريد شوقى، الذى قدم أيضا للدراما العديد من المسلسلات المهمة، 100 عام على ميلاد الملك فريد شوقى، ستصبح هى الهدف الأسمى خلال هذا العام لكثير من المهرجانات، مهرجان الأقصر الذى يفتتح 6 مارس القادم سوف يقيم احتفالية ضخمة بـ(الملك)، كما أن مهرجان (القاهرة) يعد من الآن احتفالية متميزة، ولا أستبعد أن تفعلها مهرجانات مثل (الجونة) و(الإسكندرية)، فلم يكن «فريد» مجرد نجم عربى كبير فقط، بل كان تواجده فى الحياة الفنية ظاهرة تحمل العديد من مظاهر التفرد.
المهرجان سيتضمن أيضا تكريمًا لشخصيات لعبت أدوارًا مهمة فى الدراما العربية، كل عام يتم انتقاء شخصية ممن لايزالون على قيد الحياة وأيضا الراحلين.
كالعادة، سيطر الشأن المصرى على أجواء الاحتفالية، وعندما التقيت أكثر من فضائية للحديث عن (أيام القاهرة للدراما العربية)، ننهى اللقاء عادة بتناول ما يجرى من تخبط فى جنبات نقابة الموسيقيين، تارة يوافق هانى شاكر على غناء حسن شاكوش وعمر كمال، وأخرى يعترض ويصادر.. من الواضح أن الرأى العام هو المحرك لكل تلك القرارات التى تتباين فى تفاصيلها بين المنح والمنع.
أنتم تعيبون على تردى الكلمة المغناة التى يرددونها، وهذا حقكم، ولكن تبيحون لأنفسكم استخدام كلمات تقع تحت طائلة قانون السب والقذف العلنى، بل طالبتم بسجنهم أو إلقاء مادة كاوية على أجسادهم تحيلهم إلى تراب فى ثوانٍ معدودة، كما أن كبير الموسيقيين العرب حلمى بكر وصفهم بـ«الحشرات».
ولايزال (أيام القاهرة للدراما العربية) يضع ملامحه الخاصة، المؤكد أن مؤسسة ورئيسة المهرجان د. عبلة الأسود، وأيضا رئيس شرف المهرجان الوجه المشرف لمصر الفنانة يسرا، ستضعان معا فى الساعات القادمة تلك التفاصيل.. ونُكمل الصورة غدًا من باريس.