توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جثث الموتى وأجساد الأحياء!!

  مصر اليوم -

جثث الموتى وأجساد الأحياء

بقلم : طارق الشناوي

(واجعل الموت راحة لنا من كل شر)، دعاء من حديث رسول الله، الموت راحة وليس عقابا، وفى كل الأديان ستعثر على نفس المعنى، بينما على (السوشيال ميديا) ستجد أن رجاء الجداوى كان مصيرها الموت، لأنها مارست رذيلة الفن وسينال الموت قريبا جدا كل من حضر جنازتها أو صلى على جثمانها أو كتب كلمة إيجابية فى حقها.

لا أميل مثلما يفعل قطاع عريض من الكتاب إلى تبسيط الأمور، وننعتهم جميعا بالإخوان، نعم بينهم إخوان، ولكن علينا أن ندرك أيضا أن فى مجتمعنا من لا يزال يحرم الفن ويعتبر المرأة عورة إذا استمع إلى صوتها أو شاهد أخمص قدمها.

النظرة الإيجابية للفن فى العقود الأخيرة تضاءلت كثيرا، بينما جيل الكبار ظل لهم احترامهم لأنهم احترموا أنفسهم وفنهم.

المجتمع فى العشرين عاما الأخيرة انتقل 180 درجة، صار يصدر مباشرة أحكاما أخلاقية على الفنان، النجمة تحظى بمكانتها ليس على أدائها للدور، ولكن لأنها ترفض مشاهد يطلقون عليها جريئة، وترفض أيضا ارتداء ملابس تحمل نفس التوصيف، الجرأة صفة حميدة بيد أنها صارت عنوانا للخروج عن الآداب، هل راجعتم مثلا حوار فريد شوقى مع الإعلامية الكبيرة ليلى رستم فى مطلع السبعينيات، سألته ليلى هل تتناول الكحوليات؟ أجابها نعم ولكن ليس فى أوقات العمل، أنا أذهب للاستديو فى كامل لياقتى الذهنية، فريد كان يدرك أن المجتمع يحاسبه فقط على أدائه للدور وليس على ممارساته الشخصية.

عندما ذهب فريد للمستشفى عام 98 كانت تحوطه دعوات الناس، وبعد رحيله، لا يزال عشاق فريد من كل المحافظات المصرية يذهبون كل يوم جمعة للصلاة فى الجامع الذى أطلقوا عليه اسمه وكأنه أحد أولياء الله الصالحين.

لم ينكر فنان شيئا فعله فى حياته أو تبرأت فنانة من مشهد أو فستان ارتدته، وراجعوا مواقف الفنانة الكبيرة شادية، ارتدت الحجاب واعتزلت الفن ولم تصدر منها كلمة واحدة تنتقص من رصيدها الفنى أو تسقط بعضه، مثلما فعلت مثلا سهير رمزى بعد الحجاب فأعلنت ندمها على نصف ما قدمته من أفلام وتحديدا أشهر وأهم أدوارها (المذنبون) بل ندمت على حصولها على جائزة عن هذا الدور.

الفنانون صدروا للناس- أو للدقة قطاع منهم- لعب هذا الدور فى رواج تلك الصورة الذهنية المتدنية التى صارت لصيقة بعدد منهم، مثلا النجم يوسف الشريف الذى تابعناه وهو يتباهى بأنه يكتب فى عقوده شروطا تتضمن عدم الاقتراب النسائى منه، كما أن عادل إمام أعلنها صريحة باعتباره ابن بلد شهما وشجاعا ويقبل كل النجمات على شفاههن ويركل كل النجمات على مؤخراتهن، ويسمح لابنه محمد بمواصلة طريق الأب فى التقبيل والركل، إلا أنه لا يسمح أبدا بذلك لابنته ولهذا لم يحبذ دخولها للوسط الفنى، حتى لا يقبلها أحد أمام الكاميرا.

جزء من الفنانين يفعل ذلك لاكتساب رضا قطاع من المجتمع، وبرغم كل تلك الأسباب فإن منسوب الكراهية والتنمر فاق كل التوقعات. وفى وداع الفنانة الراقية والإنسانة المبدعة رجاء الجداوى شاهدنا كيف أنهم يمثلون بجثث الموتى ويهتكون أعراض الأحياء!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جثث الموتى وأجساد الأحياء جثث الموتى وأجساد الأحياء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon