بقلم : طارق الشناوي
أحد لاعبى الكرة المشاهير، كتب ساخرًا على صفحته: طالما أغلقوا المساجد والكنائس فى وجه المصلين، وسمحوا للاستوديو بأن يظل مفتوحًا يستقبل الفنانين والفنيين ليكملوا تصوير المسلسلات والأفلام، بحجة أنه يخضع للإجراءات الاحترازية، فلماذا لا يتم الاتفاق مع الاستوديو على تأجير ساعة يوم الجمعة للمسلمين، وأخرى الأحد للمسيحيين لأداء الصلاة؟، ألا يحقق ذلك سعادة فى قلوب الملايين الذين يعز عليهم حرمانهم من أداء فرائضهم الجماعية؟.
وجد اللاعب بهذا (البوست) تهليلا وتكبيرا من قطاع وافر من الجماهير، وكأنه أحرز هدفا عزيز المنال فى نهاية الوقت الضائع من الشوط الثانى، وهكذا اختصرنا المعادلة، مسجد أو كنيسة يواجه استوديو، أحد كبار الإعلاميين كتب على صفحته قبل نحو أسبوعين، مداعبا قراءه، ما الذى تفعله لو قرر الأزهر تعليق فريضة الصيام هذا العام لخطورته على صحة الإنسان؟، فى ظل وجود جائحة تبدأ رحلة الغزو بالحنجرة الجافة، ومنها تخترق الجهاز التنفسى العلوى، ثم السفلى، وبعد أن يستقر الفيروس فى مكانه الأثير بالرئتين، يدخل فى معركة حياة أو موت للفتك بالإنسان، وبالفعل ينتصر فى النهاية، على أصحاب الأمراض المزمنة، خاصة كبار السن؟.
خط الدفاع الأول- كما أشار كل الأطباء- هو الحنجرة المبتلة، ولهذا جاءت نصيحتهم بشرب الماء كل ساعة، وهى كما ترى وسيلة دفاع متوفرة للبشر جميعا.
ورغم ذلك فإن مجرد التفكير فى احتمال ألا نصوم رمضان صدمت أغلب متابعى الإعلامى الكبير، جاءت مجمل التعليقات من زملاء يعملون فى (الميديا) تستطيع تلخيصها فى تلك العبارة، حتى لو هناك سماح بالإفطار سأخالف تعليمات الأزهر و(الحارس هو الله).
هل الأزهر الشريف وشيوخه الأجلاء يقفون بعيدا عن تلك الدائرة التى دفعت البعض لاقتحام أكثر من مسجد لصلاة الجماعة يوم الجمعة، وبعضهم بدأ من الآن الإعداد لصلاة التراويح، مهيئا السطوح لاستقبال المصلين؟، الدولة تستطيع السيطرة على المسجد، ولكن هل تعين جنديا لكل سطح؟، ثم ما أدراك أن الجندى المكلف بالحراسة لن يشارك هو أيضا فى تلك الصلاة، مخالفا التعليمات، لأن يقينه (الحارس هو الله)؟.
البيان الصادر من المؤسسة الدينية، التى نجلها جميعا، بالصيام فى رمضان، يخاصم المنطق، حتى لو كانت الحنجرة الرطبة كخط دفاع أول لا يكفى منفردا للمواجهة، إلا أن هذا لا يمنع من كونه سلاحا لا يجوز التفريط فيه.
كلنا نريد للمؤسسة الدينية أن تتحرك بمرونة أكثر نحو المستقبل، ولكن علينا أن نبدأ أولا بالمجتمع، الذى يفرز رجل الدين ولاعب الكرة والصحفى، بعض الأطباء يتشددون فى منح رخصة الإفطار للمرضى، ولنفس السبب الذى يقوله رجل الشارع (الحارس هو الله)، هل ننسى النجم التليفزيونى الذى يكتب فى كل رمضان على صفحته نصيحة لجمهوره ألا يشاهد كل المسلسلات وأولها مسلسله ويذهب أفضل للجامع؟، وكأنه مصنع سجائر يكسب الملايين من بيعها، ويكتب عليها لإبراء ساحته (تدخين السجائر يؤدى للسرطان)!!. المجتمع قبل المؤسسة الدينية يحتاج إلى ثورة فكرية، وأتصور حتى لو كان الأزهر قد أباح الإفطار، سنجد قطاعا عريضا يرفض تلك الرخصة مرددا (الحارس هو الله)، ولن ينصلح حالنا إلا عندما ندرك حقيقة معنى (الحارس هو الله)!!.