توقيت القاهرة المحلي 06:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الفلوس».. خطوة سينمائية للخلف دُر!

  مصر اليوم -

«الفلوس» خطوة سينمائية للخلف دُر

بقلم : طارق الشناوي

على نمط الدائرة، تبدأ من نقطة لتنتهى إليها، تابعنا تامر حسنى فى فيلمه «الفلوس» يلعب دورا رسمه لنفسه ولصالح نفسه، فهو كاتب القصة السينمائية، نصاب وسيم يرسم وجه زينة التى تشبه حبيبته الراحلة، وتأتى اللقطة الأخيرة وهو يرسم وجه مى عزالدين، ولنفس السبب، من زينة إلى مى، مجرد إطار خارجى، بينما أنت فى حقيقة الأمر تنتقل من تامر إلى تامر، ثم من تامر إلى تامر إلى تامر، وحتى آخر هذا المقال، مرورا بمحطات قصيرة يشغلها أحيانا على سبيل الاستثناء، خالد الصاوى ومحمد سلام وعائشة بن أحمد، مجرد كعبلة درامية، فلا توجد أدوار ولا منطق ولا «دياولو».

الله مقسم الأرزاق يمنح كل إنسان شيئا أو أشياء، مؤكد.. ليس كل شىء، من المهم أن يحرص كل منا على ما لديه من أسلحة القوة، وألا يطيل النظر على طريقة (قاسم السماوى) فيما لدى الآخرين. تامر مثلا من أكثر مطربى الألفية الثالثة نجاحًا وبالأرقام، قرر وله كل الحق أن تُصبح السينما محطة أساسية فى مشروعه الفنى، وهكذا فى السنوات العشر الأخيرة لا يخلو الموسم من فيلم يلعب بطولته، صار ورقة رابحة عند مكاتب المنتجين وأتصوره الأعلى سعرا، لأنه يحقق فى البيع الخارجى الرقم الأكبر، حتى لو لم يحتل المكانة الأولى رقميا فى مصر.

النجوم فى بلدنا يقدمون أفلامهم وليس أفلام المخرجين، باستثناءات قليلة جدا نرى فيلم المخرج، بينما المطربون ومنذ زمن عبدالوهاب وأم كلثوم، هى قطعا أفلامهم بدون كلام، تامر لا يكتفى بالبطولة واختيار فريق العمل، ولكنه صار يكتب القصة، وأتصور أنه فى القادم من الأفلام من الممكن أن ينتقل خلف الكاميرا منتجا ومخرجا. الطموح مشروع، ولكن هل يملك كل الأدوات؟ تلك هى المشكلة.

قناعات تامر دائما تجعله يشعر بأنه متجاوز قدرات البشر، فهو صاحب اللمسة السحرية (يفوت ع الصحرا تخضر، وع البامية تحمر)، رغم أن الواقع يؤكد تفوقه سينمائيا على أقرانه المطربين إلا أنه لا يكتفى بهذا القدر، هو الوحيد بين معاصريه من قبيلة (يا ليل يا عين) الذى سيترك مع الزمن رصيدا سينمائيا، على المقابل الجيل التالى لعبدالحليم بداية من هانى شاكر لم يستطع تحقيق الاستمرار، محمد فؤاد وقبله إيمان البحر درويش حاولا أن يصنعا تراكما ما، تعثرت الخطوات مع مرور السنوات، بينما تامر واصل، يريد أن يثبت للجميع أنه ليس بحاجة للغناء لجذب الجمهور، وهو ما تلمحه فى أفلامه الأخيرة، وما حرص عليه فى (الفلوس) هو تقديم فيلم أكشن، تماشيا مع الموجة السائدة فى السينما المصرية.

)الأكشن) يكسب نعم وتلك هى المشكلة، سعيد الماروق، المخرج اللبنانى الذى قدم العديد من أغانى الفيديو كليب الناجحة، وكان تامر حريصا على أن يأخذه لملعبه السينمائى الجديد، يعافر من أجل منافسة نجوم الأكشن، الأحداث فى بيروت، ولن تفرق كثيرا سوى أن الممثل اللبنانى كميل سلامة سيُسند له دور عزت أبوعوف، الذى رحل قبل بداية تصوير مشاهده، وتم إهداء الفيلم له.

تذكرت كليشيه علاء ولى الدين (كله ضرب ضرب مفيش شتيمة) الذى قدمه فى فيلم (الناظر)، وأنا أتابع هذا العدد الضخم من مشاهد الصراع بين تامر والصاوى، توقفت مع مشهد النهاية، الذى تابعنا لمحة منه فى بداية الأحداث، لن يدخل قطعا تامر حسنى فى موسوعة الأكثر إلهاما لسبب بسيط جدا أنه لا توجد أساسا مقاييس رقمية تحدد الإلهام، ولكنه قطعا أمامه فرصة أخرى للدخول للموسوعة لتقديم أطول مشهد (أكشن) فى التاريخ، بدأ الصراع فجرا وانتهى فجر اليوم التالى، هل من الممكن تصديق أن الزمن السينمائى لمشهد واحد يمتد يوما كاملا؟ إنها واحدة قطعا من شطحات تامر.

ورغم ذلك فإن الفيلم مفتقد الخيال فى كل تفاصيله، فلا توجد لمحة ما تشى بأن هناك مفاجأة، على مستوى الكتابة، وهو ما يشكل أكبر مأزق يواجه صانع سينما (الأكشن)، المخرج يبدو لى أنه أراح نفسه تاركا أبطاله وهم يرفعون شعار، (التمثيل مسؤولية كل ممثل)، وهكذا صار منوطا بكل منهم أن يحاول العثور على أى مفتاح لأداء الشخصية، ولا أستطيع أن أتحدث عن فن أداء ممثل بينما لا توجد ملامح للدور، فما الذى من الممكن أن تُقدمه زينة سوى أن تبدو جميلة وهى حقا كذلك، تمتلك حضورا على الكاميرا إلا أنها لا تعرف بالضبط ما الذى سوف تفعله سوى أنها دائما فى حالة انبهار بتامر، عندما ينقذها من الأشرار تنبهر، وعندما تكتشف أنه الشرير الأكبر تنبهر، وأثناء انبهارها بتامر تنبهر بتامر، ولكن ماذا بعد؟ لا يوجد بعد، محمد سلام حل فى الفيلم بديلا عن محمد ثروت، والمطلوب منه إضحاك الناس، لا يوجد دور، يشعرك بأنه محشور فى الفيلم، يؤدى دور خطيب أو ما يشبه ذلك لزينة، يحبها من طرف واحد، ظل طوال أحداث الفيلم يبحث عن قفشة واحدة توحد الله دون جدوى، يشعرك بالمعاناة التى يتكبدها لتحقيق هذا الهدف، ولكن هيهات.. كل المحاولات (فشنك)، سلام هو أكثر نجوم جيله تواجدا على الشاشات، يبدو أنه ارتضى فى علاقته بـ(الميديا) بأى مساحة تُسند له ولا يشغل نفسه أبدا بأى إضافة يقدمها للناس، عائشة بن أحمد وجه جميل ولكن بلا حضور، تنقصها حرارة التواصل، خالد الصاوى يلعب فى مساحته الخاصة، يسحب أى دور لأرضه، يضيف إليه حالة خالد الصاوى، تستطيع أن ترى ذلك بوضوح فى فيلم «الفلوس»، يضفى خفة ظل على شخصية النصاب من أجل أن يحبه الجمهور، يتعامل باحترافية مع متغيرات الحياة الفنية، إذا لم يجد ما يحب فهو يحب ما يجد، المشكلة التى ستواجهه أن تلك الإضافات التى صار يرشها على أدواره ستخبو مع الزمن وتفقد طزاجتها.

حتى الآن، وفى ظل ما شاهدته من أفلام رأس السنة، يقف «الفلوس» على قمتها رقميا، إلا أنه لن يستطيع تجاوز فيلمه قبل الأخير «البدلة»، فهو يبدو خطوة للخلف دُر.. وتلك هى المشكلة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الفلوس» خطوة سينمائية للخلف دُر «الفلوس» خطوة سينمائية للخلف دُر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon