بقلم : طارق الشناوي
تم تغيير (بوستر) مسلسل (لما كنا صغيرين) الذى أثار عاصفة من الغضب العارم دفعت خالد النبوى لإعلان الاعتزال، هل انتهت القضية؟ الصراع مثلما عايشناه من قبل عشرات المرات، سيتكرر مئات المرات (البوستر) الجديد، مثل السابق يضع ريهام حجاج أيضا فى البؤرة، ولكنها فقط لم تتقدم (الكادر) إلا أنها ظلت مسيطرة.أين مفتاح الحسم ورمانة الميزان؟ لو كان (الترمومتر) الأدبى هو المقياس، فى هذه الحالة، فإن محمود حميدة سيحتل المساحة الأهم، فهو صاحب التاريخ الأكبر والاسم الألمع، لماذا إذن صمت، وكأنه ليس طرفًا فى الحكاية؟
إنها الاحترافية، محمود نموذج مثالى للفنان الذى لا يبدد طاقته أبدا فى معارك خارج حلبة الفن، كان هذا هو منهج الفنان الكبير نور الشريف، ولهذا ستجده هو صاحب الرصيد الأكبر فى جيله.
حميدة أيضا فى هذا الزمن الملىء بالانفلات فى كل شىء، يتعامل بمنطق وواقعية، ولهذا لا يزال يملك مكانة لا ينازعه فيها أحد، وسوف يترك أيضا مع الزمن رصيدا ضخما، لن يتجاوزه أحد، الكل شارك فى المسلسل، وهو يعلم تماما أن الغرض هو الدفع بـ «ريهام حجاج» للمقدمة، لا أتحدث عن جدارتها من عدمها، هذا موضوع آخر، فأنا لم أشاهد قطعا مثلكم المسلسل، لدينا شركة إنتاج راهنت على فنانة صاعدة كبطلة، كم من محاولات سبقتها ورصدت أيضا الملايين، كان وسيظل الجمهور هو الذى يملك القرار، لم تستطع مثلا سيدة الشاشة فاتن حمامة أن تصنع من ابنتها نادية ذو الفقار نجمة، العصمة دائما بيد الجمهور، قد يفتح قلبه على مصراعيه لفنان، أو يغلقه تماما بالضبة والمفتاح، لا مجال هنا للحديث عن واسطة ولا أموال.
ومع استمرار عرض الأعمال الدرامية والتى تتجاوز طاقة الجمهور على الاستيعاب، ومع تدفقها هنا وهناك لن يتذكر أحد (البوستر) الأول ولا الثانى ولا الثالث، ويتساوى من جاء اسمه فى المقدمة ومن ارتضى بالترتيب الثانى والثالث، الشاشة هى الفيصل النهائى ولا صوت ولا صورة ولا (بوستر) سيعلو عليها.
كيف يتعامل النجوم الكبار؟ قبل نحو أكثر من 35 عاما أطلق نور الشريف قاعدة (اللى أجره أكبر منى يسبقنى) واستثنى فقط فريد شوقى، لمكانته الأدبية، وكثيرا ما كان يضرب المثل بفيلم (العار) عندما جاء ترتيب محمود عبدالعزيز الثالث بعده وحسين فهمى، ثم التقوا مجددا فى (جرى الوحوش) بعد بضع سنوات، كان أجر، محمود قد تجاوز نور وحسين فسبقهما على (التتر) ولم يعترض أحد.
ويبقى أنه من الممكن أن يقبل النجم الكبير أن يسبقه فنان أو فنانة فى ملصقات الدعاية بعد الاتفاق الأدبى والمادى على كل التفاصيل، فلم يكن أحد مثلا يجرؤ على مناقشة يوسف شاهين فى أسلوب دعاية فيلم (المهاجر) الذى قدمه قبل ربع قرن بطولة خالد النبوى، وكان فى بداية المشوار، واحتل المساحة الأكبر دعائيا متجاوزا كلا من: يسرا ومحمود حميدة والنجم الفرنسى ميشيل بوكيليه، منطق الفيلم تطلّب ذلك، المطلوب فقط أن يتعامل الجميع باحترافية، ونقطة ومن أول السطر!.