بقلم : طارق الشناوي
تحول حسن شاكوش إلى (تريند)، صار ورقة رمضانية مضمونة فى العديد من البرامج، الهجوم الضارى وغير المبرر من نقابة الموسيقيين، بقيادة هانى شاكر، حقق له دعاية مجانية وزادت مساحات الترقب، فتخطفته القنوات الفضائية، حضوره الطاغى فى الشارع دفع المخرجة كاملة أبو ذكرى فى مسلسل (100 وش) إلى تقديم مقطع تغنى وترقص على إيقاعه بطلة المسلسل نيللى كريم.
المطرب الشعبى حتى لو اعترض البعض على توصيف مطرب وأطلقوا عليه هو ورفاقه مؤديين، رغم أن التوصيف لا يعنى قطعا الإجادة، فعندما تطلق صفة فنان على شخص ما لا تعنى أنه يستحق الإشادة مجرد فقط توصيف لمهنة يمارسها، لدينا محام وطبيب ومهندس وصحفى وصيدلى وغيرها من المهن هل كلهم أكفاء؟، لا أرتاح لأن نبدد الطاقة فى نفى صفة مطرب عنهم، ويبقى تعبير (الشعبى)، والتى تعنى الرواج، ولا أتصور أن هناك من ينكر جماهيرية هؤلاء المطربين وعنوانهم الحالى حسن شاكوش.
الشعبيون لديهم قيم ومبادئ يطبقونها بصرامة على أنفسهم، وهو الالتزام بالموقف، مهما كان الثمن فادحا، ولهذا تعجبت من حسن شاكوش وهو يذيع مكالمة خاصة سجلها لمحمد منير، حتى ولو كان ردا على إنكار منير أنه اتصل به، لسبب بسيط أنه لم يستأذن منير لا فى تسجيل المكالمة ولا قطعا إذاعتها.
بمجرد أن قرأت نفى منير أيقنت أنه اتصل به فى لحظة انفعال، وتراجع عنها أيضا فى لحظة انفعال، وهكذا منير، ستجده يقفز فى ومضة عين بين النقيضين (ثلج ونار).
منير لا يحسبها عادة بالعقل، ولكنه يترك مشاعره توجه البوصلة، استمع إلى شاكوش وتابع نجاح (بنت الجيران) ولم يجد فيها شيئا يستحق الهجوم فتواصل معه مشجعا، إلا أن هناك مسافة بين الإعجاب وإعلانه، ولم يضع قطعا منير أى احتمال أن هناك من رصد المكالمة لتظل محسوبة عليه.
كان الموسيقار محمد عبد الوهاب يحرص على الاستماع لأحمد عدوية، بل وكثيرا ما ذهب إليه فى كازينو (الليل)، كما أعلنت ذلك مؤخرا متعها الله بالصحة والعافية صاحبة الملهى المطربة الكبيرة شريفة فاضل، لم يذكر عبد الوهاب ولا مرة تلك الوقائع، وأيضا أحمد عدوية لم يعتبرها فى عز الهجوم الذى تعرض له سلاحا يجب عليه إشهاره، عبد الحليم حافظ مثلا لم يكتف بالإعجاب، بل غنى معه على (البيست) فى فتدق الشيراتون أغنيته الشهيرة (السح الدح إمبوه) ورد عليه عدوية بغناء (خسارة خسارة)، عندما ذاع الخبر عام 76 أنكره تماما عبد الحليم، ولم يجرؤ حينها عدوية على تكذيب عبد الحليم، رغم أن لديه عشرات من شهود العيان، مر زمن وصار عدوية الآن يذكر هذا الموقف بكل فخر واعتزاز.
أرفض تلك المسافة التى تتسع أحيانا، بين الرأى المعلن وحقيقة المشاعر، ما فعله منير بإنكار المكالمة قطعا خطأ، وما أقدم عليه شاكوش بإذاعتها خطيئة!!