توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإرهابى إرهابى بجد!

  مصر اليوم -

الإرهابى إرهابى بجد

بقلم : طارق الشناوي

استطاع الممثل الشاب أحمد الرافعى فى إطلالة قصيرة أن يؤكد موهبته وهو يؤدى دور الإرهابى التكفيرى عمر رفاعى سرور المفتى الشرعى لأغلب الجماعات المتطرفة، ومهما تعددت أسماؤها فلقد كان هو من يشرعن أفكارها الشيطانية، وبعد أن نال الرافعى الكثير من المديح المستحق، اكتشفوا فى بعض تدويناته القديمة ميولا إخوانية، وهو نفاه تماما مؤكدا أنه من المستحيل أن يكون محسوبا على هذا الفصيل الإرهابى، وعلينا أن نصدقه، ما استوقفنى برغم إيمانى المطلق بحرية الرأى، أنه وصف استشهاد د. فرج فودة بأنه نفوق، ولم يتراجع عن التوصيف ويعتبره مجرد زلة لسان، من الواضح أن بداخله خللا فكريا، ليس متطرفا يحمل السلاح، ولكن لديه قناعة مريضة تؤهله للقناعة بالأفكار الظلامية، دور المجتمع تقويمه فكريا، فهو ليس وحيدا، هناك دائرة من الشباب لديهم نفس القناعات.

ليس مهما أن تنحاز لكل ما قاله د. فرج فودة، فلا قدسية لإنسان، وحق الاختلاف مكفول للجميع، ولكن توصيف استشهاده بالنفوق والإصرار على ذلك، كان وسيظل مأزقا يعيشه الرافعى.

يجب أن نذكر أيضا فى هذا الصدد أن من حرض على شرعية قتل فرج فودة عدد من كبار الشيوخ المنتمين لأزهرنا الشريف، وهذا يعنى أن لدينا خطأ فى منهج التفكير، والرافعى هو ضحية هؤلاء، الفهم الخاطئ للدين هو المعضلة، وإباحة القتل لمن يخالفك فى الرأى هى شريعة التكفيريين، لا أريد من الممثل الشاب أن يعلن فى لحظات ندمه واعتذاره، ولكن فقط أطلب منه أن يستعيد قراءة كتب فرج فودة ليتأكد أنه كان ينطلق فى كل أفكاره من أرضية إيمانية وليس أبدا خارجا عنها، علمت بالمناسبة أن الشاعر والكاتب الكبير مدحت العدل تقدم للحصول على موافقة من الجهات المختصة لتقديم قصة حياته فى مسلسل، وأتصور أن هذا هو أحد أهم أسلحة المواجهة القادرة على ضرب التطرف فى مقتل، القضية فى جزء منها تكمن فى غياب الثقافة.

ويبقى السؤال: هل نحكم فنيا على الفنان من خلال سلوكه أم بما يقدمه من إبداع؟.

رومان بولانسكى المخرج العالمى ارتكب جريمة اغتصاب ضد فتاة قاصر والتى أصبحت الآن بعد 50 عاما على الجريمة جدة، وأعلنت تسامحها وعفوها عن المخرج الهارب من العدالة فهو لا يزال مطلوبا فى العديد من المطارات لترحيله إلى أمريكا للمثول أمام القضاء، ومع كل عمل فنى جديد يشارك به فى مهرجان أو عند حصوله على تكريم تبدأ الاحتجاجات، ربما يمنع من حضور التكريم أو من السفر خارج الحدود ولكنه فى النهاية لا يزال يقدم أفلامه فى أهم المهرجانات العالمية، وفى بعضها يحصل على جوائز، كما أن هناك أحد المطربين المشاهير، السورى موفق بهجت، قبل أكثر من 40 عاما ألقى القبض عليه بسبب اتهامه بالاتجار بالمخدرات، ولا تزال الناس تردد أغنيته الشعبية (وابورى رايح وابورى جاى/ وابور حبيبى رايح وجاى)!!.

لا يمكن مثلا أن أغير رأيى فى الرافعى فأنا لا أزال أراه ممثلا موهوبا، ودورنا هو أن نناقشهم، لا أن نصادرهم أو نزيحهم عن الخريطة. مسلسل (الاختيار) حرك الكثير من المشاعر داخل وخارج (الكادر) فلماذا لا يصبح فرصة لكى يعيد الرافعى قراءة قناعاته الفكرية!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإرهابى إرهابى بجد الإرهابى إرهابى بجد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon