توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عناق الأرواح فى ملحمة (البرث)!

  مصر اليوم -

عناق الأرواح فى ملحمة البرث

بقلم : طارق الشناوي

فجأة توهج (النت) وعلى كل التطبيقات بصورة الشهيد البطل (أحمد منسى) ورفاقه، المشاعر هتفت فى لحظة فارقة للوطن، وودعت بكل الحب والتقدير شهداء الوطن، المشاهد فى تلك الحلقة رسمت لنا ملامح الطريق، إنها عبقرية الفن عندما يلعب دوره السحرى فى تقديم قضايانا ومشاعرنا.

توحدت قلوب المصريين فى الحلقة رقم (28) وهم جميعا مدركون أن البطل ورفاقه البواسل سينالون الشهادة وهم يدافعون عن وطنهم، الكل أيقن أنه فى تلك اللحظة الحاسمة علينا أن نقف صفا واحدا ضد التكفيريين، الذين لا يعرفون (معنى الوطن)، الكل كان على نفس الموجة، موقف يحسب لشركة الإنتاج (سينرجى) عندما قررت إلغاء الفواصل الإعلانية فى هذه الحلقة الاستثنائية، احتراما لشهدائنا البواسل، الأمر ليس مجرد التضحية بعائد إعلانى يقدر بالملايين، ولكن تكمن فى أعماق هذا القرار درجة وعى للمنتج تامر مرسى عندما قرأ مشاعر المصريين ودرجة التماهى مع شهدائنا، وهكذا سقطت أى حسابات أخرى.

المسلسل لديه دائما وثيقة يقدمها للناس، التعاقد بينه وبين الجمهور تستطيع أن تلمحه فى كلمة واحدة وهى الصدق، إنه لا يقدم وجهة نظره فى التكفيريين، بل يطل عليهم، من خلال عيونهم وعقولهم، لا يستهين بهم، بل يقدم لنا عقيدتهم التى تدفعهم لحمل السلاح واغتيال أبناء الوطن، ينقل لنا كيف أن التكفيريين، ينتظرون فى نهاية الأمر حور العين، لقد غسلوا عقولهم فصاروا آلات تتحرك وفق رؤية أمير الجماعة، وكأنهم كائنات مبرمجة على كراهية الوطن وكراهية الحياة، صاروا (روبوت)، ليسوا بشرا يشعرون بل آلات تنفذ الأوامر، المسلسل الذى كتبه باهر دويدار وأخرجه بيتر ميمى، تعامل بحرفية شديدة مع الحدث الساخن الذى نعيشه جميعا، وقدم لنا حلا سحريا فى الإجابة عن سؤال كيف نُقدم تاريخنا الذى لا يزال يتشكل أمامنا؟. كثيرا ما يضربون المثل فى التعامل مع التاريخ، بالصورة إذا أردت أن تراها جيدا وتدرك كل تفاصيلها عليك أن تبتعد عنها، كذلك التاريخ لا يمكن أن تقدمه وهو فى طور التكوين، ومن هنا تأتى أهمية الحل العبقرى الذى لجأ إليه صُناع المسلسل، الذى يكمن فى المزج بين الوثيقة والدراما، المسلسل لا يكتفى بأن يستند إلى واقع، ولكنه يقدمه لنا فى كل مشهد درامى نرى مرادفا له وداعما له مشهدا واقعيا، سجلته كاميرات القوات المسلحة، بما لا يحتمل أدنى تشكيك فى المصداقية.

الرهان الذى يواجه الفنان عندما يصبح بصدد عمل وطنى، ليس هو فقط صدق القضية. لدينا العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية التى تناولت بطولات الجيش، عبر تاريخ مصر وأهمها انتصارنا فى 73، ورغم أن هذا الانتصار أبهر العالم كله، إلا أن الدراما لم تستطع أن تلاحقه فنيا، لأننا لم نعثر على الفنان القادر على تحقيق الشريط الفنى المفعم بالصدق، نجحت كتيبة (الاختيار) فى أن تقدم لنا أعظم هدية درامية فى رمضان لتصبح هى (العيدية). أجمل مشهد رأيته عبر (النت) هذا الطفل وهو يشاهد (الاختيار) فيقرر أن ينزل للمعركة مدافعا عن البطل، يذهب للمطبخ فلم يجد غير ولاعة البوتاجاز فيمسكها موجها نيرانها إلى أعداء الوطن مدافعا عن (المنسى) ورفاقه.. مدافعا عن وطنه، وهكذا وصلت رسالة (الاختيار)!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عناق الأرواح فى ملحمة البرث عناق الأرواح فى ملحمة البرث



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon