بقلم : طارق الشناوي
فى الليلة الظلماء نفتقد البدر، كانت ولاتزال هى البدر، أتحدث عن شريهان، ما هو مقياس النجاح؟ نستند عادة إلى معايير فنية جمالية، وعند تحليلها نجد الإجابة حاضرة، من خلال المفردات المتعارف عليها، النص والأداء والتصوير والمونتاج وغيرها، وقبل وبعد كل ذلك سيطرة المخرج على كل تلك التفاصيل.
مع الزمن اكتشفت معيارًا آخر، مستحيل أن يخطئ، يبدو للوهلة الأولى زئبقى الملامح لا يمكن الإمساك به، إلا أنه ومع تراكم السنوات تستطيع أن تضمه بين يديك، إنها الوحشة، أى نعم إنها الوحشة، عندما تشعر بحنين لعمل فنى، أو فنان فهذا هو النجاح الذى لا يطاوله نجاح، وهنا تكمن الإجابة، اكتشفنا كالعادة، ومع اقتراب رمضان، كم تحن المشاعر إليها، إنها الطفلة والتى يعتقد الكثيرون أنها ولدت وفى فمها ملعقة من ذهب، يكفى أن أخاها أسطورة الجيتار عمر خورشيد، لها صورة وهى فى الرابعة من عمرها ترقص وأم كلثوم تصفق لها ع الواحدة، بالفعل طفلة استثنائية تقطن فى عمارة (ليبون) بحى الزمالك، تشاهد العمالقة على السلم وفى الأسانسير والجراج، رشدى أباظة وفاتن حمامة وعمر الشريف وسامية جمال وليلى فوزى ومحرم فؤاد، وربما تصحو من النوم لتجد أمامها عبدالحليم حافظ يداعبها، يقولون فى تحليل الإبداع إن الآلهة تُنعم علينا بمطلع القصيدة، وعلينا أن نُكمل الباقى، وهكذا شريهان لم تكتف بكل ذلك، بل درست فنون الرقص والباليه والموسيقى.
محطة الفوازير شكلت ذروة الجبل فى النجاح الجماهيرى، كانت هى بمثابة الانطلاقة الثالثة للمخرج العبقرى الراحل فهمى عبدالحميد، الأولى نيللى والثانية سمير غانم، وهكذا مع اقتراب الشهر الكريم نستعيد هذا الزمن، مفتقدين أهم طبق رمضانى، وبات من المستحيل على الأقل حتى الآن أن نعثر على بديل لها، ولهذا تنتشر بكثافة، على (النت) أجزاء من فوازير شريهان، أكثر من نجمة وبدون اتفاق مسبق دخلت على منصة (تيك توك) وقدموا تحية لشريهان.
تغير الزمن وفوازير شريهان التى شاهدها جمهور منتصف الثمانينيات، ولكن من ولدوا فى الألفية الثالثة يتابعونها بكل شغف وانبهار.
قبل نحو عامين كان الكل يتطلع لعودة شريهان للحلبة بنحو 13 مسرحية تليفزيونية، وكتب مدحت العدل أكثر من واحدة وتم التعاقد مع آخرين، كل شىء كان يشير إلى أن العودة مجرد (فركة كعب)، وهو ما أكدته أيضا قناة (دى إم سى) باعتبارها طرفا أصيلا مع (العدل جروب) فى الإنتاج، المعلومات المؤكدة أن مسرحية واحدة جاهزة للعرض (كوكوشانيل)، متى ستعرض؟ ولماذا تأجلت؟ وما هو مصير باقى المسرحيات الأخرى؟ لن تجد إجابة قاطعة، ولو تواصلت مع الأطراف مباشرة، سوف يذكرون بعض وقائع، ولكنهم سيطلبون عدم النشر، وبالتالى لم أتواصل مع أحد، ليس لدى إجابة عن مصير المشروع الجديد لشريهان 2020، ولكن ما أملك الإجابة عنه هو أن شريهان 1985 لم تغادر قلوب الناس، نعم فى ليالينا الرمضانية سنفتقد البدر!!