توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مخيون والتانيت الذهبي

  مصر اليوم -

مخيون والتانيت الذهبي

بقلم : طارق الشناوي

أمسك الفنان القدير عبدالعزيز مخيون، بكل حب وعرفان، بجائزة رفيعة جدًّا، وهى تمثال (التانيت الذهبى)، إنها حلم الكثيرين فى عالمنا العربى. الجائزة يمنحها المهرجان التونسى العريق، كان قد سبق مخيون، قبل أربع سنوات، أن احتضن عادل إمام نفس الجائزة عند احتفال المهرجان باليوبيل الذهبى- خمسين عاما على انطلاقه-، وبينما جاءت كلمة عادل وقتها تحمل قدرًا من التعالى، و(الشوفونية) المبالغ فيها، وأدت إلى ردود أفعال إعلامية لم تكن أبدًا فى صالح لا الإعلام المصرى أو التونسى، بل أدت إلى قدر من التراشق كنا جميعًا قد وقفنا بعيدًا عن نيرانه، لولا أن عددًا من الأقلام هنا وهناك تدخلت فى تلك اللحظات الحاسمة، فتوقف تبادل الكلمات التى لها مذاق اللكمات- جاءت كلمة مخيون بردًا وسلامًا على الجميع وكلها تقدير واعتزاز بتونس وأهلها ومهرجانها، ويبقى السؤال: أليست المهرجانات المصرية هى الأحق بفنانيها؟ رغم إيمانى المطلق بأن الفنان المصرى هو فنان عربى بالضرورة، ولكن ما مكانة الفنانين فى مصر وما نصيبهم من التقدير، والذين لا ينطبق عليهم توصيف (سوبر ستار)؟! هم بمثابة البنية التحتية والعمق الاستراتيجى للأعمال الفنية، لقد بدأنا فى السنوات الأخيرة تغيير البوصلة قليلا وشاهدنا تكريمات لأسماء عديدة مثل حسن حسنى ولطفى لبيب وصلاح عبدالله، إلا أننا ننتظر قطعًا المزيد.

أشرقت تونس بمهرجانها (قرطاج) فى دورته الاستثنائية التى تحمل رقم 31، ظل الجميع فى حالة ترقب وعلى مدى أكثر من نحو خمسة أشهر، تباينت الأخبار، هل يقام افتراضيًّا أم واقعيًّا؟ تأجل الموعد أكثر من مرة، إلا أننى كنت أراهن على فريق العمل بقيادة المخرج التونسى الكبير والصديق رضا الباهى، جاء قراراه حاسمًا بإقامة دورة استعادية لها ملامحها الخاصة، وتتوافق نفسيًّا مع الحالة التى نعيشها الآن فى العالم كله، حيث نستعيد أيامنا قبل (كورونا) وهكذا بدأت رحلة تنشيط الذاكرة بعام 1966 عندما أقيمت أول دورة وحملت اسم أيام قرطاج، إنه المهرجان الأسبق زمنيًّا فى عالمنا العربى، بتوجهه العربى الإفريقى، أو العكس، الإفريقى العربى، حيث تجد توازيًا جغرافيًّا بين عالمنا العربى وجزء منه أيضا إفريقى، وبين دول إفريقيا التى لم تأخذ حقها كما تستحق فى المهرجانات المصرية إلا فقط قبل نحو تسع سنوات مع انطلاق مهرجان (الأقصر)، ولكن المشاهد المصرى لم تصله بعد تلك الثقافة السينمائية التى تؤكد انتماءنا الإفريقى.

تقلصت التظاهرات بالمهرجان وألغيت المسابقات، وتضاءل عدد الضيوف بالمقارنة بالأعوام الماضية إلا أن الشغف الشعبى بالمهرجان أراه قد تضاعف وهو ما لاحظناه جميعًا فى مهرجان القاهرة، طبقًا للأرقام المعلنة حيث تضآلت المساحة المتاحة للجمهور إلى النصف، ولكن الإقبال لم يتأثر بالسلب على عكس كل التوقعات والتحذيرات، وكأنها رسالة بالصوت والصورة ترسلها تونس للعالم بأن الحياة بكل طقوسها ستعود رغم الجائحة، وكأن المهرجان مثل دقات المسرح الثلاث التى تسبق العروض، وهكذا أرى المهرجانات التى حرصت على أن تقام واقعيًّا وهى تعلن أنه برغم الكمامة والمطهرات والتباعد إلا أننا سنعود مجددًا للحياة بكل تفاصيلها، يبدو اللقاح وهو يقترب من سكان المعمورة أشبه بطوق نجاة للبشر أجمعين، ولكنى أرى أيضًا أن حائط الدفاع الأول هو الإنسان فى تعامله مع الحياة عندما يجمع بين الإقبال والاحتراز. وغدا نُكمل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخيون والتانيت الذهبي مخيون والتانيت الذهبي



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon