توقيت القاهرة المحلي 06:10:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وأضيئت الأنوار من ختام «وهران» إلى افتتاح «مهرجان الموسيقى العربية»!

  مصر اليوم -

وأضيئت الأنوار من ختام «وهران» إلى افتتاح «مهرجان الموسيقى العربية»

بقلم - طارق الشناوي

كانت مصر هى أول دولة عربية فى العام الماضى تقرر إلغاء كل الاحتفالات الفنية والثقافية، وأول ما انطبق عليه القرار رسميا (مهرجان الموسيقى العربية) فى دورته 32، جاء هذا الموقف وهو يجمع فى عمقه مباركة شعبية على المستويين المصرى والعربى، وكأن تلك هى الطريقة الوحيدة لإعلان التعاطف مع الشعب الفلسطينى بعد مذبحة (7 أكتوبر فى غزة). على الفور لاقى مهرجان (القاهرة السينمائى الدولى) نفس المصير وتم إلغاؤه، وبدأت المهرجانات العربية ترتدى ملابس الحداد، وتعلن تباعا التوقف اتساقا مع هذا التوجه الذى قادته مصر، مثل (قرطاج) بتونس، وتقريبا كل المهرجانات فى المغرب العربى توقفت.

وكأن ما نعايشه عبر الفضائيات من وحشية ودموية تمارسها إسرائيل لا تجوز مواجهته إلا بالتوقف عن ممارسة طقوس الحياة.

كاتب هذه السطور من الأصوات القليلة بل النادرة التى أعلنت رأيها ووقفت على الجانب الآخر، قرار الإلغاء هو (أضعف الإيمان)، الفنان يملك أسلحة متعددة فى التعبير، ومن خلال التظاهرة الثقافية تستطيع إعلان موقفك المؤيد لفلسطين، بينما الصمت فلن يسمعك أو يراك أحد.

لو قلت إن قرار الإلغاء كان صائبا، فكيف تفسر أن الدولة صاحبة قرار الإلغاء فى العام الماضى، هى أيضا صاحبة قرار إقامة المهرجان هذا العام، رغم اتساع مسرح المذبحة الإسرائيلية من غزة إلى جنوب لبنان؟.

الرأى الهادئ كان هو العنوان هذه المرة، مثلا فى (وهران) لم تلغ السجادة الحمراء وهى بالمناسبة بحكم خبرتى فى العديد من المهرجانات عربيا وعالميا هى الأطول، وتتعجب إذا كان كل هؤلاء من رجال الإعلام يقفون على الجانبين لمتابعة ضيوف (وهران)، فكيف يكون الحفل داخل الحفل؟.

فى اليوم التالى لإعلان جوائز (وهران) فى دورته (12) جاء افتتاح مهرجان الموسيقى العربية بدورته المؤجلة (32)، بمسرح (النافورة) بدار الأوبرا المصرية.

شاركت مصر فى مهرجان (وهران) فى كل التظاهرات الأربع الرسمية وتم تكريم محمود حميدة فى الافتتاح وفتحى عبد الوهاب فى الختام، وخرجنا بجائزة يتيمة، لجنة التحكيم عن الفيلم القصير (نحن بحاجة إلى مساعدة كونية) إخراج أحمد عماد.

هذا قطعا ما نستحقه، الغياب عن الجوائز فى التظاهرات الأخرى التسجيلى الطويل والقصير والروائى الطويل، له أسبابه الموضوعية، هناك أفلام عربية أفضل استحقت، والجائزة الوحيدة عن الفيلم القصير مستحقة أيضا للمخرج الشاب أحمد عماد، الذى قدم فى خمس دقائق علاقة بين زوج وزوجة وثالثهما نموسة أو بعوضة، كشفت مطاردة هذه الحشرة داخل غرفة النوم، عن تفسخ العلاقة بين الزوجين بدون صخب ولا مباشرة، التعبير الهامس لبطلى الفيلم، الشاشة بمفردات الإضاءة وزاوية الكاميرا وحركة الممثل كلها تشى بأننا أمام موهبة قادمة.

بعد 24 ساعة من إغلاق ستار مهرجان (وهران) انفتح ستار مهرجان الموسيقى العربية، ومنذ بداية الانطلاق إلى مسرح النافورة بدار الأوبرا، وهناك حرص على أن ننقل للجمهور إحساس الفرحة بالمهرجان، المكان المفتوح بطبعه يفتح الشهية للتماهى مع ما يقدم على المسرح بعيدا عن الحالة الرسمية التى يفرضها المسرح الكبير بدار الأوبرا.

احتفلنا بمرور 100 عام على رحيل سيد درويش، وقُدم العديد من أغنياته فى الفقرة الأولى وفيلم تسجيلى تم إعداده قبل نحو 10 سنوات، ولا توجد مشكلة فى استعادة القديم، هل السبب هو الميزانية أم الاستسهال؟، أعتقد أنها الثانية، خاصة أن الاحتفال أعلن عنه قبل عام، والفرصة كانت مهيأة تماما للبحث عن الجديد. وكما أن ألحان سيد درويش لا تزال حية فى وجداننا، وقادرة على الحياة، فإن تحليل موسيقاه وإبداعه أيضا يتجدد، ولهذا كنت أفضل رؤية سينمائية جديدة. الجمهور يرى بعض المتحدثين فى الفيلم رحلوا أيضا عن حياتنا.

عندما عرض الفيلم تعذرت الرؤية، لأن كراسى الفرقة الموسيقية والبيانو احتلت نصف الشاشة وهو خطأ مسؤول عنه مخرج الحفل، وكانت الفرصة مهيأة فى الاستراحة التى طالت كثيرا لكى يعيد تشكيل المسرح.

كعادة المهرجان فتحها (ع الآخر)، أقصد فى التكريمات من هنا وهناك، وبالمناسبة كلهم يستحقون، ولا أقلل أبدا من جدارتهم وإنجازهم، إلا أن الإسراف فى عدد المكرمين يفقد التكريم قيمته وجدواه، وكـأن هذا هو العام الأخير للمهرجان، أنا أتصور مثلا لو أن عدد المكرمين لم يزد على خمسة على أكثر تقدير، يصبح أجدى، وأن نرى على المسرح جزءا من إبداع الفنان سواء من هم على قيد الحياة أو غادرونا، تعدد التكريمات يدفع الكل للإحساس بتضاؤل الحفاوة، ورغم ذلك فلقد كانت لمحة تكريم عازفة الفلوت العالمية دكتورة إيناس عبد الدايم واحدا من أفضل الاختيارات، هذا التكريم أثبت لوزيرة الثقافة الأسبق، ولنا جميعا، أن الفنان هو الأبقى، إيناس كانت تدرك دائما حتى وهى على كرسى الوزيرة أن المنصب محدد بمرحلة زمنية طالت أم قصرت، والفنان هو العنوان.

أضفى مدحت صالح فى فقرته الغنائية حالة من البهجة، وجاءت أغنياته تمنحنا فى نهاية الحفل طاقة إيجابية سواء من القديم مثل (بعيد عنك) لأم كلثوم ومأمون الشناوى وبليغ حمدى أو وهو يغنى (العصفورة قالت لى)، كلمات وموسيقى تنعش الروح ثم أنهى الفقرة (أنا ابن مصر/ غير قابل للكسر).

فى منتصف فقرة مدحت عزف عمرو سليم على البيانو رائعة فيروز والرحبانية (يا قدس يا مدينة السلام) وكانت تلك هى ذروة التماهى مع الجمهور.

احتفلنا بالسينما العربية فى (وهران) وبالأغنية العربية فى (القاهرة)، ولم تقهرنا تلك الأصوات التى ترى أن الوجه الآخر للنضال هو إطفاء الأنوار وإحالة الأوطان إلى سرادق عزاء كبير، نعم نغنى مع مدحت (وأنا ويايا بعيش زى المليونيرات)، ونتوحد مع أنامل عمرو سليم على البيانو، وهو يردد موسيقى الأخوين رحبانى لـ (زهرة المدائن).. للقدس (سلام آت أت آت)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وأضيئت الأنوار من ختام «وهران» إلى افتتاح «مهرجان الموسيقى العربية» وأضيئت الأنوار من ختام «وهران» إلى افتتاح «مهرجان الموسيقى العربية»



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon