توقيت القاهرة المحلي 08:26:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منتقبة تزرع الثقافة

  مصر اليوم -

منتقبة تزرع الثقافة

بقلم : طارق الشناوي

كنت وسأظل مؤمنا بحرية الإنسان فى ارتداء ما يشعره أولا بالسعادة والرضا ويعبر من خلاله عن نفسه وقناعاته، الشخصية والفكرية، طالما أن تلك الملابس لا تحمل تجاوزا، ولا تشى بازدراء للآخر الذى من حقه ارتداء ملابس مغايرة تشبع أيضا قناعاته، لا أعترض على من ترتدى النقاب فى المنزل أو الشارع أو (السوبر ماركت) فهذه حرية شخصية، ولا مصادرة لمن ترتدى (البرقينى) أقصد (المايوه) الذى نعتوه بالشرعى، فهو نتاج زواج بين بُرقع وبكينى، يتيح للمرأة نزول البحر وكأنها ترتدى بكينى، فى نفس الوقت يخفى جسدها عن الأعين وكأنها ترتدى «بُرقع».

الحرية مطلقة للجميع، هذا هو المبدأ، لكن عندما تُصبح وظيفة الإنسان هى التعامل مع الآخرين فى مهن مثل الطب أو التعليم أو الفن والثقافة، أستشعر بالخوف والخطر، الرسالة التى تريدها أن تصل لن تصل أبدا، أو ربما ستصل ناقصة، الممرضة التى تسبقها ابتسامتها تلعب دورا إيجابيا فى زيادة مناعة المريض، تمنحه الأمل فى تجاوز محنته، فما بالكم لو كانت الرسالة معنية أساسا بالثقافة، لما تتطلبه من مقومات شخصية، وقناعات فكرية، هل من الممكن أن تتواصل مع الآخرين خلف النقاب.

هذا هو ما دفع وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم، إلى اتخاذ قرار لإيقاف تعيين سيدة منتقبة عن إدارة أحد قصور الثقافة، بينما (السى فى) تؤكد أنها فنانة تشكيلية نجحت فى المسابقة التى أقامتها الوزارة، وحصلت على أعلى الدرجات، هذا يعنى خللا فى معايير الاختيار، لارتكانه فقط للجانب النظرى، هناك اعتبارات ينبغى توفرها، ولا يمكن الحكم عليها إلا بعد اختبار شفهى للتعرف على مقومات الشخصية، وقدرتها على القيادة وتوصيل المعلومة، ومدى رحابتها الفكرية فى التعامل مع الفنون مثل النحت، وتقديم المجسمات والموسيقى والأغانى العاطفية، هل لمنتقبة أن توافق على صناعة التماثيل، هم يحرمونها يعتبرونها عودة لعبادة الأوثان، لديكم فن الباليه يرونه مجرد أجساد عارية، وغيره من الفنون، أنا لا أصادر الحق فى أن يتحول الشارع المصرى إلى (كوزموبوليتان) يتسع لكل الأطياف، الحرية لا تتجزأ، ولكن التعامل الشخصى فى بعض المهن يحتاج إلى مقومات، مثلا مدرسة وتلاميذها، كيف يحدث التواصل، بينما هم لا يرون وجهها.

ما حدث يجب أن يصبح درسا لكيفية التعامل مع حالات مماثلة، سنجدها تتكرر فى العديد من المواقع، المؤسسة الدينية الممثلة فى الأزهر الشريف أقرت أن النقاب عادة وليس عبادة، والعادات ليست من الثوابت، كما أنها غير ملزمة.

مجلس الشعب، يوم الثلاثاء القادم، لديه استجواب مع وزيرة الثقافة، من بين الأسئلة المثارة قصور الثقافة، وكلنا نعلم أن القصور بها قصور، فى المبنى والمعنى، المشكلة ممتدة عدة عقود، تبدأ منذ الثمانينيات، إصلاح وصيانة تلك البيوت المنتشرة فى ربوع الوطن أراه هدفا قوميا ينبغى أن تسخر له كل الإمكانيات المادية والبشرية، ويقف على قمة ذلك اختيار الشخص المناسب للقيادة، إنه أول خطوط مواجهة الفكر المتطرف، الأمر يجب إحاطته برؤية تنشد أولا العدالة، كيف نضمن أن الشخص المناسب يتولى المسؤولية المؤهل لها فكريا وشخصيا، وفى نفس الوقت لا نتجاوز فى تطبيق القانون؟.

الحكاية ليست أبدا سيدة منتقبة أبعدت عن موقع حساس، ولكن معايير خاطئة تؤدى لاختيار خاطئ نضطر أن نواجهه بحلول أيضًا خاطئة!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منتقبة تزرع الثقافة منتقبة تزرع الثقافة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon