توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وأنا مالى يا بوى وأنا مالى!!

  مصر اليوم -

وأنا مالى يا بوى وأنا مالى

بقلم : طارق الشناوي

ما الذى تعنيه تلك الكلمات التى كتبها بديع خيرى ولحنها سيد درويش (أنا المصرى كريم العنصرين)؟، الأغنية واكبت ثورة 19، ولا نزال نرددها ونحن سعداء بمعناها.

الكلمات مفروض أنها تدعو لنبذ الطائفية، بينما عمقها يهتف بها، التعبير الفج الذى تعاملنا معه بأريحية واعتبرناه حقيقة (جينية)، أقصد طبعا (عنصرى الأمة)، مقصود به المسلم والمسيحى، هل للمسلم المصرى جينات مغايرة للقبطى المصرى، أم أننا كلنا فى الجذر أقباط؟ هل يستقيم ذلك مع علم الوراثة، لماذا إذن نتغنى بكلمات يكذبها المنطق والتاريخ وعلوم البيولوجيا؟.

إنه الاستسلام الذى دأبنا عليه فى كل شؤون حياتنا، النقل وليس إعمال العقل، كما أن هناك الخوف من نقد الكبار، حتى لا نتهم بالتطاول على تلك القامات، رغم أن الكبار أصبحوا كبارا لأنهم كانوا يتسامحون مع الرأى الآخر، وهم أول من يمارس النقد على أنفسهم.

أحد الاتهامات التى تلاحق الكاتب الروائى الشاب أحمد مراد، أنه انتقد بطء إيقاع بعض وأكرر بعض روايات نجيب محفوظ، اعتبر عدد من الأدباء والصحفيين أنه يتطاول على قامة نجيب محفوظ، على اعتبار أن على الصغار أن يضربوا فى كل لحظة تعظيم سلام للكبار، عندما سألت نجيب عن الخلود؟ قال لى ساخرا إنه لا يعنيه، ولا يتصور أن ما كتبه سيخترق حاجز الأجيال، كانت لديه قناعة أن الزمن سيبقى على أشياء ويتجاوز عن أخرى، وأضاف أنه لو كان يعلم أن قصصه سوف تتم قراءاتها على الذين لا يجيدون القراءة، لاختار أن يكتبها بأسلوب أكثر بساطة فى مفرداته.

نحتاج إلى تلك الرحابة لنستبدلها بنظرات العيون التى تتهم دائما من ينتقد الكبار بالخروج عن الآداب، كل من يتعرض لمن اعتبرناهم مقدسات، عليه أن يتحمل ما سيناله من ضربات وصفعات وركلات وفين يوجعك (كله ضرب ضرب مفيش شتيمة).

لدينا العديد من المسلمات فى الحياة الفنية، نرددها حتى نريح أنفسنا، إنه الكسل اللذيذ الذى يجنبنا معارك قد نخرج منها مثخنون بالجراح، لديكم مثلا (محطة الأغانى) التابعة للإذاعة الرسمية توافد على رئاستها طوال تاريخها أكثر من عشرة قيادات، إلا أنهم جميعا يخشون اقتحام الكنز، إنه الأرشيف الغنائى الأقدم والأروع فى العالم العربى، هم أسرى ما هو معتمد فقط رسميا من أغان، لديهم العشرات غير المتداول إلا أنهم لا يستطيعون الاقتراب، مثلا للموسيقار محمد عبد الوهاب فقرتان يوميا، يتكرر فيهما نفس التسجيلات، رغم أنك ستجد ألحانا بصوته فى عدد من البرامج، وهو يحفظ وردة أو نجاة أو حليم وغيرهم أغانيهم بينما هو يدندن على العود، ماذا لو وضعت فى كل فقرة لعبد الوهاب مفاجأة تقدمها الإذاعة لجمهورها؟ لا أحمد يملك الشجاعة، حتى صديقى الشاعر الصعيدى ناصر رشوان الذى تولى مؤخرا المسؤولية، حاولت أكثر من مرة أن أدفعه للتغيير لإنعاش المحطة بكل هذه اللآلئ، التى تعد بالمئات، وبعد أن يتحمس قليلا تخونه الشجاعة ولسان حاله يقول (وأنا مالى يا بوى).

لا أحد سيراجع سذاجة التعبير العنصرى (أنا المصرى كريم العنصرين) ولا غيره، وعلى طريقة عبد المطلب سيغنى أغلبنا مؤثرا السلامة (وأنا مالى يا بوى.. وأنا مالى)!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وأنا مالى يا بوى وأنا مالى وأنا مالى يا بوى وأنا مالى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon