توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شويكار.. الجمال الصارخ وخفة الروح المعادلة المستحيلة!

  مصر اليوم -

شويكار الجمال الصارخ وخفة الروح المعادلة المستحيلة

بقلم : طارق الشناوي

مرات قليلة التقيت فيها شويكار، ولا أدرى لماذا لم أوثق اللقاء بحوار، أرى شويكار فنانة تقيمها فقط على خشبة المسرح وأمام كاميرا السينما وخلف ميكروفون الإذاعة، تتابعها وهى تمثل لنفهمها، ولا تنتظر أن تتكلم، شىء ما د فعنى للخلط بين الصورة الذهنية لشويكار الفنانة وبين الإنسان، وأعترف لكم بعد فوات الأوان بأنى أخطأت، فعندما تابعت بعض برامجها المسجلة اكتشفت أن خلف الجمال وخفة الظل، هناك عقل يفكر ويتأمل، فهى صاحبة وجهة نظر فى الحياة وفى الفن كان ينبغى أن ترصد.

والسؤال الذى كنت أبحث عنه عندما أستحضر أعمالها الفنية، كيف استطاعت الجمع بين ما يبدو للوهلة الأولى مستحيلًا، الجمال الصارخ والأنوثة الطاغية وخفة الظل الربانية؟ حالة مغايرة لما تعودنا أن نشاهده عبر تاريخنا الفنى، مهما حاولوا البحث عن أسباب خارج شويكار، منها توجيهات ناظر الكوميديا عبد المنعم مدبولى الذى أسند لها أول أدوارها على المسرح (السكرتير الفنى) ثم واصل التمسك بها فى (أنا وهو وهى)، لتنتقل شويكار (البسكوتة) كما كان يصفها فؤاد المهندس لتصبح أيضًا حبيبته وتكمل أجمل سنوات عمرها الفنى تحت مظلة أستاذ الكوميديا فؤاد المهندس، وتنتقل من عمل فنى إلى آخر، وتصل لبطولة سيدتى الجميلة (صدفة بعضشى)، إنها الذروة وقمة الهرم فى المسرح الكوميدى، نعم الأستاذ هو الأستاذ ولكنها أيضا شويكار، حضور على المسرح وقدرة على السيطرة والاستحواذ، كوميديا النظرة والهمسة واللمحة، رغم أن شخصية صدفة تبدو ظاهريا صارخة جدا فى أبعادها الدرامية، شويكار راهنت على العمق الداخلى.

عصر جديد من الكوميديا دشنته هذه الفنانة الرائعة منذ أن تابعناها على خشبة المسرح مطلع الستينيات، عبر التاريخ فنانة الكوميديا، يجب أن تفتقر للجمال، بل يا حبذا لو كان فى ملامحها ما يثير الضحك، وأول (ميكانيزم) مؤثر لتحقيقه هو شعور المتفرج بالتفوق، لديكم النجمات السابقات على شويكار، مارى منيب وزينات صدقى وخيرية أحمد ووداد حمدى وغيرهن، لن تجد أبدا أن هناك صلة ما لديهن والجمال، قبل ثنائى (فؤاد وشويكار)، عرف الناس ثنائيا آخر حقق نجاحا لافتا بين (فؤاد وخيرية أحمد)، قائما على أن فؤاد لديه زوجة، خيرية، تخاصم الذكاء والجمال، ليعبر بعدها فؤاد بسنوات قلائل مع شويكار إلى الشاطئ الآخر، ليصبح الجمال والدلع وخفة الظل هى العنوان.

على المسرح والسينما والإذاعة كونا ثنائيا ينتظره الجمهور قرابة 20 عاما، ومع مطلع الثمانينيات انفصل الثنائى وتوقف قطار الزواج، تعددت الأسباب والطلاق واحد، وتناثرت كالعادة الشائعات، ما بين الغيرة الزوجية والفنية، وتزوجت بعدها من كاتب سيناريو، ولم تنفصم الصداقة بين الثنائى، حتى لو لم يلتقيا فنيا، وظلت شويكار هى الصديقة الأقرب لفؤاد والحب الأعمق باعترافه أكثر من مرة.

بعد الطلاق تذكر الناس واحدا من أفلام البدايات، حيث لعبت بطولة (الرجال لا يتزوجون الجميلات)، فهل كان جمال شويكار هو الدافع الأكبر للوصول إلى الطلاق؟ كونا أشهر ثنائى بين زوجين عرفه الناس، فى الوسائط الثلاثة مسرح سينما إذاعة، ثنائيات الأزواج الناجحة الأخرى، ليلى مراد وأنور وجدى، أو شادية وصلاح ذوالفقار، اقتصرت على السينما فقط.

شويكار لعبت دورا موازيا لفؤاد فى تحقيق النجاح الجماهيرى، والدليل أنها فى عز نجاحهما كثنائى تُقدم مع منافسه أمين الهنيدى أكثر من عمل فنى يحقق نجاحا ضخما مثل فيلم (أشجع رجل فى العالم) وتغنى أيضًا معه من تلحين سيد مكاوى وتنجح.

كونا معا طبقاً رمضانياً لا يمكن الاستغناء عنه فى الإذاعة مثل مسلسل (شنبو فى المصيدة) وبضوء أخضر من الرئيس جمال عبدالناصر بعد هزيمة 67 كما أوضح فؤاد المهندس، أراد عبد الناصر أن يزيد من مناعة المصريين الروحية بالضحك فتصدر فؤاد وشويكار الكتيبة فى الإذاعة ثم السينما، شويكار كانت هدفا وعنوانا لكل الفرق المسرحية. كان من المفترض أن تلعب، مثلا، دور الأستاذة عفت عبدالكريم لكنها تراجعت وذهب الدور إلى سهير البابلى، أيضا فى (ريا وسكينة) كانت وجهة نظر المنتج سمير خفاجة الجمع لأول مرة بين قطبى الكوميديا النسائية شويكار وسهير البابلى، ثم اعتذرت شويكار وجاءت شادية، وللتوثيق الحكاية بدأت بنكتة فى حفل أقامه سمير خفاجة، دخلتا معًا، شويكار وسهير البابلى، فقال الكاتب الكبير وحيد حامد ساخرا (ريا وسكينة)، التقطها خفاجة واتفق مع بهجت قمر- والد أيمن- لكتابة مسرحية تجمع بينهما.

الزمن يلعب دورا سلبيا فى حياة بعض المبدعين وخاصة الممثلين وهو ما عانت منه شويكار وآخر إطلالة سينمائية لها قبل 12 عاما (كلمنى شكرا)، لم يرض الفيلم أغلب المشاركين فى تنفيذه وليس فقط شويكار.

هل أرادت شويكار أن تختفى عن الناس فى سنواتها الأخيرة؟ كل المؤشرات تؤكد ذلك. الصورة الوحيدة التى التقطت لها مع «أبونا بطرس دانيال» فى تكريم المركز الكاثوليكى لها، تجنبت أى حوار إذاعى، قررت أن تبتعد «صوت وصورة»، ورغم ذلك لم نرحم عزلتها، وتكاثرت، وكعادتنا، حولها شائعات الرحيل.

(شويكار طوب صقال) كان جدها حقيقة وليس تمثيلا قائد (طابية)، جذور تركية شركسية عبرت ببراعة عن خفة الدم المصرية وجمعت بين الحسنين والمستحيلين، جمال الملامح وخفة الروح!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شويكار الجمال الصارخ وخفة الروح المعادلة المستحيلة شويكار الجمال الصارخ وخفة الروح المعادلة المستحيلة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon