توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جرحونى وقفلوا الأجزاخانات!!

  مصر اليوم -

جرحونى وقفلوا الأجزاخانات

بقلم : طارق الشناوي

هل يسيطر عليك بين الحين والآخر مقطع من أغنية، تتذكره ولا تدرى لماذا؟ أنا حاليا أردد مع محمود شكوكو (جرحونى وقفلوا الأجزاخانات/ لا قالولى إزيك ولا سلامات).

التقيت شكوكو مرتين، الأولى على متن طائرة عسكرية متجهة إلى سيناء للاحتفال باستردادها كاملة فى بداية حقبة مبارك، والثانية فى منزل ملحنه الأثير الموسيقار الكبير محمود الشريف، ويومها غنى على عود الشريف، بناء على طلبى (جرحونى وقفلوا الأجزاخانات).

كان فنانا شاملا يتمتع بحضور طاغ على المسرح وأمام الكاميرا، مغرما بالتفرد، حكى لى أنه أراد استيراد عربة حمراء اللون، ولست متأكدا من الماركة أظنها (بانتيلى) فقالوا له إن الملك فاروق لديه واحدة، وقد يغضب فاتصل به ليحصل على موافقته.

سألته عن زواجه ثم طلاقه السريع من السيدة الثرية سيدة المجتمع الراقى عائشة هانم فهمى، طليقة يوسف بك وهبى، نفى فقط أنها أرادت الانتقام من يوسف وهبى، فتزوجته لإثارة غيرته، وأكد أن ما بينهما كان حبا أفضى إلى زواج، إلا أنه لم ينكر أبدا غضب يوسف وهبى، وحتى رحيله ظل حانقا منه.

لمحمود شكوكو حكايات عديدة طريفة مثلا روى لى الموسيقار الكبير كمال الطويل أنه وعبد الحليم كانا مفلسين، فاقترح حليم أن يذهبا إلى شكوكو فى العوامة التى يقطن بها، وأسمعاه ما ظن كل منهما أنه مونولوج شعبى (ح يكسر الدنيا)، كان الغرض أن يمنحهما عربونا يكملان به باقى مصاريف الشهر، وبدأ الطويل يعزف وعبد الحليم يغنى، ولم يتحمل شكوكو أكثر من المطلع، واعتقد- ولا يدرى الطويل لماذا- أنهما يسخران منه، فقرر الانتقام منهما بقبضته القوية، لأنه كان فى الأصل نجارا، وعندما لمح الطويل وحليم الشر فى عينيه سارعا بالفرار، قبل أن يلقى بهما فى النيل.

كان شكوكو هدفا لكبار الملحنين وهكذا غنى من تلحين محمد عبد الوهاب (يا جارحة القلب بقزازة/ لماذا الظلم ده لماذا)، أطلقوا عليه شارلى شابلن العرب، صارت ملامحه أيقونة للمصريين، يطيلون النظر إليه كلما أرادوا أن يتفاءلوا بالحياة، ملك المونولوج، استعاد مسرح العرائس والأراجوز من أجداده الفراعنة، فكانت تلك هى أنجح فقرة ينتظرها الناس على المسرح.

المعجبون به صنعوا له تماثيل بزيه التقليدى، الجلباب والزعبوط والعصا، لم يكن ثمن الحصول على التمثال عملة نقدية، ولكن ما يطلق عليه فى علم الاقتصاد مقايضة، الناس تشترى التمثال مقابل زجاجة مياه غازية فارغة، وعرف الشارع المصرى فى الأربعينيات، نداءً صار لصيقا به (شكوكو بقزازة)، المفروض فى الأحوال العادية أن تعاد الزجاجات إلى شركة المياه الغازية لتعقيمها وتعبئتها مجددا، رجال المقاومة من الفدائيين أثناء مناهضة الاستعمار البريطانى كانوا يلجأون إلى هذه الحيلة ويستحوذون على الزجاجات قبل أن تصل للشركة، ويضعون (المولوتوف)، كانت ضربات موجعة للعدو، ولم يدر شكوكو أنه بتمثاله صار رمزا للبطولة وملهما للفدائيين، وعندما تناهى إلى سمعه تلك الخطة ازداد تشبثا بموقفه، فلم يتراجع أو يتبرأ من هذا الفعل الذى كان من الممكن ان يؤدى به إلى القتل رميا بالرصاص، (جرحونى وقفلوا الأجزاخانات/ لا قالولى إزيك ولا سلامات/ جرحونى) وتلك هى حقا المشكلة!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جرحونى وقفلوا الأجزاخانات جرحونى وقفلوا الأجزاخانات



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon