بقلم : طارق الشناوي
أقرأ باستمتاع للعديد من الكاتبات العربيات أمثال أحلام مستغانمى «الجزائر»، سناء البيسى «مصر»، غادة السمان «لبنان»، وأتابع بشغف أفلام نادين لبكى «لبنان» كاملة أبوذكرى «مصر»، هيفاء المنصور «السعودية» كوثر بن هنية «تونس» وغيرهن، لم أضبط نفسى متلبسا ولا مرة بالتحيز لهن كنساء، ولكن الإبداع كان هو الفيصل.
أغلب ما أرصده من أحاديثهن، لا تحمل أى مشاعر تدخل تحت طائلة الإحساس بالقهر أو الظلم أو الدونية، بقدر ما تستشعر أنهن يمتلكن موهبة فرضت نفسها، المعاناة، ليست لكونها امرأة، ولكن لأنها قررت احتراف مهنة، لا يزال قسط وافر من المجتمع العربى يتحفظ على الاعتراف بها، رغم أن والد أم كلثوم، الشيخ إبراهيم هو الذى كان يشجع ابنته فى مطلع القرن العشرين على احتراف الغناء، بينما فى نفس الفترة الزمنية، كان شقيق عبدالوهاب الكبير الشيخ حسن، ينهال على جسد عبدالوهاب النحيل ضربا «بالفلكة»، لأنه كان يريده أن يصبح مثله قارئا للقرآن.
ومع اقتراب إعلان جوائز الأوسكار 10 فبراير، تجدد الحديث عن ضآلة نصيب المرأة من الترشيحات، حيث خلت قائمة أحسن مخرج من تواجد امرأة، والسؤال: هل هناك تعمد من الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما والتى يقترب أعضاؤها من 10 آلاف؟ قناعتى أنه لا يوجد قطعا سبق إصرار، مثلما تساوى تقريبا فى مهرجان «برلين» الدورة الماضية عدد المرشحين من الرجال والنساء لنيل جائزة «الدب» ولم يتعمد أحد.
تواجدت مؤخرا منظمات عالمية لتحقيق المساواة مثل «5050» التى تطلب من المهرجانات والتظاهرات تحقيق العدالة العددية بين النساء والرجال، لديكم مهرجان القاهرة تجاوز تلك النسبة لصالح المرأة قبل أن يعلن حتى توقيعه على الاتفاقية.
المرأة تبدو عالميا وليس فقط عربيا وقد توارت عن الصدارة فى أفيشات الأفلام، فهى تحصل على الأجر الأقل، بينما لو عدنا لوثائق السينما نجد أن ليلى مراد وفاتن حمامة وسعاد حسنى كن الأعلى أجرا من النجوم الرجال، ناهيك على خصوصية صناعة السينما المصرية التى قامت على أيدى نساء، مثل عزيزة أمير وبهيجة حافظ وفاطمة رشدى وأمينة محمد وأسيا داغر ومارى كويتى.
المبدع بالدرجة الأولى يتجاوز حدوده الجغرافية والبيئية والعرقية والدينية وأيضا الجنسية ليصل إلى العمق وهو الإنسان!!
أتفهم فى المسابقات الرياضية أن يتم هذا الفصل بين المرأة والرجل، ولكن لم يحدث أن تم رصد جائزة الأوسكار أفضل مخرجة أو كاتبة أو مونتيرة، الجائزة التى تحصل عليها المرأة تتحقق قيمتها، لأنها اقتنصتها من الجميع نساء ورجالاً!! فى الفن والثقافة أرى أن النساء لسن بحاجة إلى استخدام سلاح «الكوتة» أو قنبلة «التمكين»، هن قادرات على فرض حضورهن بسلاح الإبداع الذى هو أشد فتكا من «الكوتة» وأكثر شراسة من التمكين، كفانا الله وإياكم غضب النساء!