توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

درس هاني شنودة!

  مصر اليوم -

درس هاني شنودة

بقلم : طارق الشناوي

تجاوزات (السوشيال ميديا) كانت ولا تزال وستظل، على الفنان باعتباره قائد رأى ألا ينجرف وراء البذاءة ويرد عليها بأبشع منها، التراشق اللفظى والحركى له ناسه، يحتاج دائما إلى تحديث لمفردات قاموس الشتائم، هناك كلمات انتهى عمرها الافتراضى وأخرى صارت تحتل الصدارة، من يدخل هذا الملعب عليه مراعاة فروق التوقيت.

دائما الحجة التي يرددونها (البادى أظلم)، وهكذا يذهبون طواعية لسكة (إللى يروح) عدد من الفنانين والإعلاميين عندما تقرأ ما يكتبونه على صفحاتهم تستشعر أنهم قد ضلوا طريقهم أساسا للميديا، وأنهم قد خلقوا أساسا لممارسة الشرشحة وفرش الملاية.

بين كل هذا الصخب الذي نتابعه استوقفنى رد هانى شنودة عبر (تويتر) عندما كتب أحد المتابعين قائلا: (أنه لا يعرفه)، أخذ شنودة التعليق ببساطة، فهو حقا لا يعرفه، إذن المشكلة عند شنودة، لأنه لم يتواصل مع شباب هذا الجيل عبر تطبيقات الوسائط الاجتماعية، ووجه إليه الدعوة لزيارته في منزله لتناول الشاى.

استمع الشاب إلى عدد من ألحان شنودة وتذكرها، تبدو غريبة قطعا، هانى لا يتوارى كملحن ولا كعازف عن الضوء، متواجد من خلال حفلاته وفرقته الموسيقية، وكثيرا ما يجرى لقاءات تليفزيونية، يملأها بمعزوفاته وأغانيه، ورغم ذلك هناك من لا يعرفه، كل شىء ممكن، روى مثلا عادل إمام أنه بعد الشهرة العريضة التي حققها التقى في مطلع السبعينيات مع أحد زملائه القدامى بكلية الزراعة، فبادره بالسؤال عن أحواله وهل وجد وظيفة أم لا؟.

قبل بضع سنوات سألت طلبة كلية الإعلام جامعة القاهرة، وأنا أدرس لهم مادة النقد، عن أسماء الموسيقيين، وجدتهم يذكرون هانى شنودة وعمار الشريعى وعمر خيرت وحلمى بكر، بينا أغلبهم لا يعرفون شيئا عن السنباطى والقصبجى والشيخ زكريا، وفى المخرجين تذكروا جيدا يوسف شاهين وخالد يوسف وشريف عرفة، بينما لا وجود في الذاكرة مثلا لصلاح أبوسيف وكمال الشيخ وعاطف سالم.

الشهرة ليست هي المعادل الموضوعى قطعا للقيمة الإبداعية، الأشهر ليس هو الأعمق ولا هو بالضرورة الأفضل، إلا أننا لا نستطيع أن نغفل الاستثناء الذين يجمعون بين الحسنيين، يجب التفرقة بين الوهج اللحظى، الذي يضع أحيانا الفنان على القمة ليصبح (تريند)، ثم يخبو الحضور وكـأنه لم يكن، وبين الضوء الذي يزداد حضوره وألقه مع مرور الزمن.

تستطيع أن ترى من هم دائمو التواجد في (الميديا)، حيث يحقق لهم الإعلام قوة أدبية، البعض يحدد مكانته بهذا «الترمومتر»، مثلا الدكتور الذي يراه الجمهور كثيرا في البرامج فيذهبون إلى عيادته ويزيد هو من قيمة (الفيزيتا)، وقارئ القرآن الذي تستمع إليه في لقاء فضائى فيزداد الطلب عليه بعدها في السرادقات.

أتابع هانى كموسيقار مبدع، وأيضا باعتباره واحداً من ظرفاء هذا الزمن، فهو القائل (الشباب شباب الركب)، يرى أن الإنسان طالما لم يشعر بالألم في ركبتيه فهو لا يزال شاباً، وفى آخر مرة شاهدت هانى شنودة قبل نحو ستة أشهر، وهو يقدم (ريبورتوار) لأعماله الموسيقية في قاعة (إيوارت) بالجامعة الأمريكية، ويتحرك برشاقة على المسرح، فتأكدت أن الركب بخير إذن هانى بخير!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درس هاني شنودة درس هاني شنودة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon