توقيت القاهرة المحلي 09:42:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كاتب فوق التقييم!

  مصر اليوم -

كاتب فوق التقييم

بقلم : طارق الشناوي

عاد قلم الأستاذ صلاح منتصر مغردًا في الصفحة الأخيرة بجريدة الأهرام. غاب بضعة أسابيع، وطلب من القراء الاستئذان في إجازة، وعاد وهو يطلب الاستئذان، باعتباره (كاتب تحت التمرين).. هكذا جاء عنوان العمود.

يعطى الأستاذ درسًا في التواضع، فهو حاليًا صاحب العمود المصرى الأشهر (مجرد رأى)، العنوان يسمح بالكثير من الخلاف، وفى نفس الوقت يؤكد الكثير من التواضع، يُشبه تمامًا توجه الأستاذ صلاح في علاقته بالمهنة، وبالزملاء، حتى الذين لم يمارسوا المهنة في المؤسسة التي ينتمى إليها، فهو لا يفرض رأيه على أحد.

العمود الصحفى، أم رئاسة التحرير؟ سؤال قررت الإجابة عنه مبكرًا، وحسمت الموقف واخترت العمود، لا يعنى ذلك أنه قد عُرضت علىّ رئاسة التحرير وقلت لا، أبدًا لم يحدث، ربما مرة واحدة في مطلع الألفية، وكانت مجلة (الكواكب)، وجاءت للزميل العزيز وعن جدارة محمود سعد، ولكن لم يفاتحنى أحد رسميًا، فقط تردد اسمى.

الأعمدة المميزة في جيلنا تبدأ مع الكبار «فكرة» مصطفى أمين و«مواقف» أنيس منصور و«أيام لها تاريخ» أحمد بهاء الدين، و(نص كلمة) أحمد رجب، وفى الصفحات الداخلية للأهرام كنت أستمتع بالأستاذ سلامة أحمد سلامة (عن قُرب)، والأستاذ صلاح منتصر (مجرد رأى)، وهكذا صار هؤلاء هم فاكهة يومى، وانضم إليهم زميلنا مجدى مهنا (فى الممنوع) الذي بدأ في «الوفد»، ثم انطلق إلى «المصرى اليوم». كان الأستاذ صلاح حافظ يكتب عمودًا أسبوعيًا جريئًا في (أخبار اليوم) يحمل عنوان (استوب).

الأستاذ أنيس منصور من الممكن أن يسلم عددًا من الأعمدة مرة واحدة لتُنشر تباعًا، فهو يكتب بحرفية، وعلى ثقة أن القارئ ينتظره. أتصور أن الأستاذ مصطفى أمين هو الأسرع في الكتابة، وكان معروفًا عنه أنه بمجرد أن يُمسك بالقلم لا يتركه إلا وقد أنهى الفكرة، ولا يقرأ العمود، فقط إذا طرق بابه ضيف أو محرر تحت التمرين، يطلب منه قراءة العمود، منتظرًا رأيه.

لا أتصور الأستاذ صلاح سوى أنه يراجع العمود أكثر من مرة قبل أن يدفع به للنشر، وكانت له قضايا ومعارك عامة يشارك فيها، مثل حملته ضد التدخين، هو نفسه يعد نموذجًا يُحتذى في هذا المجال، وأراد للفائدة أن تعمّ، يحرص الأستاذ صلاح أن يقرأ ولكل الأجيال، ومن حُسن حظى أننى تلقيت منه بعض التعقيبات التي أعتبرها أوسمة على صدرى، إنه الصحفى أولًا، وتلك ميزة لأنه يجعل القضية التي يتناولها هي البطل، والتناول يأتى لاحقًا، بينما مثلًا الأستاذ أنيس منصور كان هو أولًا وثانيًا وثالثًا، فهو يسرق اهتمام القارئ بالقلب، بينما صلاح منتصر يُدخل العقل طرفًا أصيلًا في التلقى. كان عدد الأعمدة قبل ثورة 25 يناير قليلًا نسبيًا، بالقياس لما حدث بعدها، استغل البعض حالة الضعف التي انتابت عددًا من القيادات الصحفية، وحصل على عمود صحفى بالإكراه.

تتباين الأعمدة التي تتكئ على العديد من القوالب الأدبية، بها شىء من القصة القصيرة، وشىء من الدراما، وشىء من الحكاية، قالب صحفى يخضع لقاعدة، بداية ووسط ونهاية، ويجب أن يشعر القارئ بأن تلك القفلة هي الحتمية في الصياغة، ولن يسامحك لو كررت معلومة أو ترهّل منك الإيقاع.

لدينا دراسات عديدة عن كبار المخرجين والموسيقيين والشعراء وغيرهم، ولكننا قصّرنا في حق المهنة ولم نمنح كُتابها ما يستحقون، خاصة هؤلاء الذين نبدأ يومنا بكلماتهم، وأولهم أستاذى صلاح منتصر، الذي أعتبره (كاتب فوق التقييم)!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كاتب فوق التقييم كاتب فوق التقييم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon