توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منير اخترق سقف الأوبرا!

  مصر اليوم -

منير اخترق سقف الأوبرا

بقلم : طارق الشناوي

متمرد على كل القيود (مالوش عنوان)، جاء للدنيا من أجل الحرية يعيشها ويبشر بها ويغنى لها، محمد منير لا يردد فقط كلمة موحية ولا نغمة حانية، منير يقدم منير كما خلقه الله، بإحساسه الدافئ، وشعره المنكوش، وأغنياته التى تشبهه هو فقط ولا تليق على أحد غيره، كان هو نجم حفل الافتتاح بمهرجان الموسيقى العربية، ارتدى بدلة، حتى لا يجرح طبيعة وقانون المكان، ولكنه ساومهم على (الجرافت)، مجرد أن يغنى منير فى مكان مغلق تحده الجدران من كل جانب، ويتسع لعدد محدود من البشر، هى المعضلة الكبرى، جمهور منير مترامى الأطراف والمشارب، كل الأعمار والطبقات والثقافات، الذين يجمعهم الإيمان بالصدق، يجتمعون على حبه، فكيف نغلق دونهم الباب، وضعت شاشات خارج دار الأوبرا حتى لا تحرم العشاق من منير.

تواجد منير فى حفل رسمى، ومكان بطبعه رصين يحمل دلالة خاصة، تكريم على إنجازه الغنائى على مدى 40 عامًا، والمهرجان يحمل اسم مصر، كان ينبغى أن يلبى النداء، جاء المرض فى توقيت قاسٍ، الانزلاق الغضروفى لا يسمح له بالوقوف، هل تتخيل منير يغنى محلك سر، فما بالكم لو كان المطلوب أن يصاحبه كرسى، الموعد محدد سلفًا، لا يمكن تأجيله، والمرض بلا موعد يحتل الجسد.

فى البداية لم أتقبل الأمر، الحركة على المسرح جزء رئيسى من التعبير، الكلمة تسكن قلوبنا بلغة الجسد، فكيف لهذه الطاقة الإيجابية أن يقيّدها كرسى، ثم إن المتفرج قد يسكنه إشفاق، وهو أسوأ إحساس من الممكن أن يتحمله فنان، بمجرد أن وقف منير لمدة ثوان على المسرح وحيّاه الناس وأخذ درع التكريم، ثم جلس على مقعده، نسينا جميعًا أن منير مقيّد الحركة، كانت أحاسيسه تلعب هذا الدور، تراجعت كل مشاعر الإشفاق لتتحول إلى تماهٍ مع صوت عابر للأجيال، فهو يمثلنى ويمثل جيلى وكل الأجيال التالية، صوته يحمل ملامحنا وملامح من جاءوا بعدنا، لسان حالنا على كل المستويات، العاطفى مع من نحب، والسياسى عند من يحكمنا.

الأصوات المتفردة لا تُقاس بالقوة ولا الاكتمال، لا تتمتع بالضرورة بتلك المواصفات الصارمة، ولكنها تملك ما هو أبعد وأعمق من كل ذلك، إنه الإشعاع الخاص، منير هو النموذج، صوت ملهم للكاتب والملحن، يحمل مفردات شعرية وموسيقية مكتوبًا عليها اسمه، من يتعامل معه عليه أن يستوعب تمامًا تلك الأبجدية، عندما يغنى لآخرين مثل (الدنيا ريشة فى هوا) سعد عبدالوهاب، أو (شىء من بعيد نادانى) ليلى جمال، أو (أنا بعشق البحر) نجاة، ينتقل بهذه الأغنيات إلى وجدانه وملعبه ومذاقه.

غنى من تلحين الموسيقار كمال الطويل، أتصورها هى اللحظة الحرجة التى كان يمسك فيها الجميع بـ(شعرة) واحدة خوفًا من أن تنقطع.

الطويل لا يتنازل على توجيه الصوت للأداء كما يريد، وليس كما تعود المطرب، الطويل يضع أسلوب الغناء فى مقدمة أهدافه، ومنير له طبيعته العصية على التغيير.

قدم له أكثر من لحن رائع، يقف (لسه الأغانى ممكنة) على القمة، وستلمح أن الطويل يأخذ شيئًا من منير ليمنحه بنبض الطويل لمنير.

لم أشعر أن صديقى ومطربى وعنوان جيلى يغنى جالسًا، كنا نُحلّق جميعًا معه، اخترقنا سقف الأوبرا وانطلقنا نحو السماء!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منير اخترق سقف الأوبرا منير اخترق سقف الأوبرا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon