توقيت القاهرة المحلي 09:22:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

براءة «مدرسة المشاغبين»!

  مصر اليوم -

براءة «مدرسة المشاغبين»

بقلم : طارق الشناوي

بعد مرور قرابة نصف قرن على انطلاق مسرحية (مدرسة المشاغبين) ألا تستحق رد الاعتبار؟ تعرضت (المشاغبين) لسيل منهمر من الضربات التى لاحقتها- ولا تزال- بتهمة إفساد التعليم، وكأننا لو قدمنا فى نفس التوقيت 24 أكتوبر 73 مسرحية (مدرسة المؤدبين) كان حال التعليم المصرى قد تخطى (أوكسفورد) و(السربون).

المسرحية بدأت بروفاتها ومصر تعيش تحت وطأة الهزيمة، فكان الضحك هو خط الدفاع الأول. راهن المنتج سمير خفاجة على سعيد صالح وعادل إمام، كان اسم وأجر سعيد- كما قال لى صلاح السعدنى- يسبق عادل إمام، الرهان عليه كان أكبر، فلقد سبق له أن لعب بطولة مسرحية (هالو شلبى) فحققت نجاحا ضخما، حدث فى اللحظات الأخيرة تبديل فى الأدوار، انتقل سعيد بناء على طلب عادل لأداء دور مرسى الزناتى، ليقتنص عادل بذكاء دور بهجت الأباصيرى (الزعيم)، ويتحول مع الزمن إلى لقب، تكتشف عند تقديم المسرحية على شريط (فيديو) مع مطلع الثمانينات القفزة الجماهيرية التى حققها عادل، صار اسمه يسبق الجميع وصورته تتصدر (الأفيش)، دور أحمد زكى (أحمد الشاعر) كانت مساحته أكبر، رشح له فى البداية صلاح السعدنى ولكنه اعتذر، لارتباطه ببطولة عرض مسرحى تابع للدولة، ورشح هو وسعيد صالح، أحمد زكى للدور. ولم يخل الأمر من صراعات، روى لى أحمد أنه شاهد يونس شلبى (ابن الناظر) صاعدا على سلم ممسكا بفرشاة وجردل على باب المسرح ليكتب اسمه سابقا أحمد، عبد الحليم حافظ يشاهد العرض ويذهب فى الكواليس لتهنئة الأبطال، وينسى أحمد زكى، فيذهب حليم اليوم الثانى ليصالحه.

المسرحية اقتبس فكرتها على سالم من الفيلم البريطانى (إلى المعلم مع الحب)، ولم يحدث فى بريطانيا بعدها سوى ازدهار للتعليم، بينما نحن وبقدر لا ينكر من الكسل توارثنا عن الآباء والجدود تقديم نفس المقطع، الذى يؤكد أن التعليم انهار بسبب مدرسة عادل وسعيد، وتغيرت بعدها الدنيا من قصيدة شوقى (قف للمعلم وفه التبجيلا)، إلى قصيدة ستامونى ( قطعنى حتت/ وإرمينى للقطط).

الواقع الذى نعيشه الآن يؤكد أننا نعيش زمن (الأساتذة المتحرشين)، هكذا نتابع الأخبار عن أستاذة تتهم طالبا بالتحرش، ويشهد زملاؤه أنه مثال للأخلاق الحميدة، وأستاذ فى المرحلة الإعدادية يتحرش بطالبة، وناظر يحبس تلميذة يوما كاملا فى الفصل، ومدرسة تطلب من التلاميذ تلميع حذائها، وغيرها، لو تصورنا أن عملا فنيا اقترب من تخوم انحراف الأساتذة لقامت الدنيا وطالبوا بمحاكمة صُناعه، هل تقديم الانحراف يؤدى إلى التعايش السلمى معه؟ أم أن أول أسلحة مواجهة المشكلة تبدأ مع الاعتراف بوجود مشكلة؟!.

(المشاغبين) مثل أشياء عديدة فى حياتنا، دورها الوحيد هو أن (تشيل الليلة) تتحمل أمام الرأى العام مسؤولية هزيمة التعليم فى بلادنا.

المسرحية رسمت معالم الفن المصرى مسرحيا وسينمائيا وإذاعيا وتليفزيونيا، صار لدينا خط فاصل بين الخريطة الفنية قبل وبعد (المشاغبين)، ومن خرجوا منها مثخنون بجراح الهزيمة مثل أحمد زكى، إلا أنها شكلت نقطة فارقة فى مشواره، يكفى أنه صار بعدها فى الضمير الجمعى المصرى المعبر الأول عن المهمشين والمعذبين فى الأرض.

بينما لا نزال نردد بضمير مستريح أنها المتهم رقم واحد فى إفساد منظومة التعليم، على اعتبار أننا نمتلك أساسا (منظومة)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

براءة «مدرسة المشاغبين» براءة «مدرسة المشاغبين»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon