توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سأعود سيرًا على الأقدام؟

  مصر اليوم -

سأعود سيرًا على الأقدام

بقلم : طارق الشناوي

نعم عليك أنت أن تحدد بالضبط ماذا تريد، سهل جدا، كل الطرق أمامك، وكل الدروب سوف تعرض خطواتها عليك، وكل الأبواب ستجدها أيضا مشرعة، أو فى الحد الأدنى مواربة، العرض قد يبدو أيضا بزاوية ما محدد المدة، حتى يستفزك بسرعة اتخاذ القرار، لأن العروض المفتوحة بلا سقف بطبعها منفرة.

كل باب يعدك بشىء يعتقد أنك تنتظره، وهو فقط يشير إليك، لن أشرح لكم كل التفاصيل، ولماذا اخترت مثلا أن العودة للكتابة، رغم أن أول قرار سريع خاطئ اتخذته هو أن أتوقف، الأمر له علاقة حميمة بتكوينى منذ الطفولة؟.

أحب المشى، أحفظ دروسى الابتدائية خاصة الشعر، فى الطريق من وإلى المنزل (أختر أولا الرفيق قبل الطريق)، رغم أن الحكمة تفرض العكس تماما، حكمة مؤكد معتبرة ومنطقية، إلا أننى فى رحلتى كإنسان وصحفى أبدأ بالبحث عن المكان، كم يبعد عن منزلى سيرا على الأقدام، وبعدها أقرر اختيار نوع الرفيق، حتى اختيارى للتدريب فى مجلة (روز اليوسف) نهاية السبعينيات، برغم أنها المدرسة الصحفية المشاغبة الأولى منذ التاريخ المصرى، نتحدث عن عام 1925، واليوبيل المئوى للدار العريضة يقترب، بيد أن المؤكد أن الجغرافيا وليس التاريخ كان له الهدف الأهم، ضمان سرعة الانطلاق من البيت، والعودة أيضا السريعة هما إحدى أيضا النقاط الحاسمة جدا لاختيار الطريق.

ولهذا حتى ذهابى لمستشفى العزل، المطل على نيل الجيزة جامعة القاهرة، له علاقة بالرغبة فى السير بالأقدام؟ لم يكن طبعا هناك اختيارات أخرى، هو اختيار وإجبار معا وجد بداخلى ترحابا.

بعد مرحلة رفض لا شعورى، وهو إحساس منطقى وإنسانى، فلا تسرف أبدا فى أنك لم تكن مرنا فى تقبل الأمر للوهلة الأولى.

مستشفى العزل الفرنساوى لجامعة القاهرة على نيل المنيل، المفروض أننى سبق أن قطعت هذا الطريق مئات المرات (رايح جاى)، وربما آلاف، فهذه هى تقريبا الرياضة الوحيدة التى أمارسها بنهم فى الحياة.

جاء الموقف الحاسم، سألت نفسى، هل سأفعلها أم لا؟.

نعم لا تشغل بالك فى تفاصيل أخرى، سوى أنك ستنهض، وهى قطعا وعكة ثقيلة الوطأة ولكن عليك أن تتماسك، ولا تنسى الضغط النفسى القاسى على العالم كله، فما بالك بأسرتك الصغيرة وأحباب وأصدقاء وحتى مجرد زملاء عابرين، أو كنت أعتقد فقط أنهم عابرون، أحيانا تكتشف فى لحظة فارقة أن حتى ما كنت أتصوره مجرد حياد، فى نظرة العين، يحمل حبا مختلفا، وكان فقط ينتظر الفرصة للتعبير، أو ربما بسبب أننى أيضا أنتمى لهؤلاء الذين يجدون أنفسهم يعيشون تحت وطأة الخجل، قد يسىء البعض التفسير، ليس قطعا ذنبهم، أنا مؤكد أيضا لم أبذل بما فيه الكفاية لهم بما يستحقون وبما هو مفروض علىَّ.

الأهم والأعمق أن الله يمنحنا جميعا اليد الحانية، وهى تحمى كل البشر وتغفر للجميع من كل الألوان والأديان والعقائد والأعراق، ولا تسأل، هل قدمت السبت لتستحق الأحد، حكاية السبت والأحد تحليل بشرى، قانون يتفق فقط مع إدراكنا القاصر المحدود للدنيا، الإحساس الذى يسيطر عليك هو بالضبط ما سوف يتحقق أمامك، وأنا أصحو لأحلم، وأحلم لأصحو، اخترت أن أعيش أجمل أحلامى وسأعود كما أطل الآن على الطريق، سيرا ع الأقدام.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سأعود سيرًا على الأقدام سأعود سيرًا على الأقدام



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon