توقيت القاهرة المحلي 09:42:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الداعية المستنير جدًا جدًا!!

  مصر اليوم -

الداعية المستنير جدًا جدًا

بقلم : طارق الشناوي

قطعًا هى حرية شخصية، سواء استمع للأغانى أم لا، قطع تذكرة للسينما أم آثر البقاء فى البيت، زار معرضًا أو حضر الأوبرا أو توجه للمسرح أم أشاح بوجهه عنهم، لا أحد من حقه أن يجبر إنسانًا على تذوق الفنون، إلا أن هؤلاء الذين يخاصمون ومضة الإبداع، بداخلهم ظلام موحش، أتذكر كلمة وليم شكسبير (أحذر منه أنه لا يحب الموسيقى)، نعم تُثبت هذه المقولة دائما صحتها.

قرأت أن الداعية الشهير يؤكد أن عدد الكتب التى أصدرها تقترب من رقم 300، وهذا يعنى أنه قرأ على الأقل 300 ألف كتاب، فمن هو الإنسان الذى قرأ بالآلاف حتى يكتب بالمئات، الإبداع كما يقولون لا يقيم بـ(البتنجان)، ولكن بالقيمة، إلا أننى تعجبت من فداحة الرقم لإنسان يفتخر بأنه يعادى الفنون أو فى الحد الأدنى يقف منها على الشاطئ الآخر، لا يشعر أبدا بأى رغبة أن يقول (الله الله) بعد سماعه للست، هل أصحاب تلك النفوس الجافة والأرواح الجامدة من الممكن أن نستشعر الأمان ونحن نتعامل معهم؟! تابعت بعض أفكاره التى طرحها عبر الفضائيات، وهى تنضح بالتزمت، فهو مثلا طلب عدم الإسراف فى استخدام الشطاف خلال شهر رمضان، مشيرا إلى أن (قليله حلال كثيره يفطر)، أو وهو يبيح ضرب الزوجة، ويضيف ضربًا غير موجع، على اعتبار أن ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب، إلا أنه يحذر فقط من الإسراف فى أكل الزبيب!!.

كبار الشيوخ عادة يتحفظون، عندما تحدثهم عن التعامل مع الفنون، كانت هناك محاولة قبل نحو عامين لكى يحضر شيخ الأزهر عرضًا مسرحيًا، يتخلله بضع دقائق رقص تعبيرى، وحتى لا يثيروا حفيظة شيخنا الجليل، قرروا حذف تلك الرقصات، الهدف هو أن ذهاب الإمام الأكبر للمسرح يحمل رسالة صحيحة عن الإسلام، إلا أن الإمام فى اللحظات الأخيرة، طلب إلغاء الفكرة، وقال لهم سوف يترك الإعلام كل شىء ويتحدثون فقط عن حذف الرقص التعبيرى.

كثيرًا ما نسرف فى استخدام صفة المستنير نطلقها على عدد من شيوخنا، رغم أنها لا تنطبق سوى على عدد قليل منهم، ويقف على القمة قطعًا الإمام محمد عبده.

لديكم مثلا الشيخ محمد الغزالى واحد من الذين ارتبطوا بتلك الصفة (المستنير) رغم أنه هو الذى كتب مع الشيخين محمد أبوزهرة وأحمد الشرباصى تقريرًا ضد رواية نجيب محفوط (أولاد حارتنا) أثناء نشرها مطلع الستينيات بالأهرام، والتى حاولوا اغتياله بسببها بعد أكثر من 30 عاما، وهو أيضا الذى حرض على قتل فرج فودة بل منح للقاتل شرعية، على اعتبار أن الدولة المنوط بها تنفيذ تلك العقوبة لم تتخذ اللازم، فيصبح من حق أى فرد فى المجتمع أن يتخذ بيده اللازم!!.

تعيب الدولة كثيرا على الفن باعتباره هو الذى أفسد الحياة ووجه الشباب للعنف والتطرف، بينما الأساس هو المؤسسة الدينية التى تقدم وجهًا متزمتًا يعادى الفنون، وهو ما يخلق أرواحًا بطبعها متصلبة تقع بسهولة فى براثن الإرهاب.

رجل الدين الذى يناصب الفن، لا أقول العداء، ولكن مجرد البرودة، هو أول من يساهم فى أن تنتقل إلى مريديه، تلك الجينات من الطاقة السلبية. هؤلاء بعدائهم للفن لا يعرفون طعم الاستنارة. يمهدون التربة لتصبح صالحة لنمو نباتات الأفكار الشيطانية الظلامية!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الداعية المستنير جدًا جدًا الداعية المستنير جدًا جدًا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon