توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

(ع الربابة بغنى)

  مصر اليوم -

ع الربابة بغنى

بقلم :طارق الشناوي

قدم الإعلام المصرى درسًا فى 73، كان قد خرج وهو مثخن بالجراح بسبب الهزيمة المخزية، حيث وصل منسوب المصداقية بعد 67 إلى ما دون الصفر، بعد بيانات الانتصار العسكرية التى روّجنا لها فى بداية المعركة والشعارات التى واكبت تلك الأيام عن إلقاء إسرائيل فى البحر و(يا ناصر يا حبيب معاك رايحين تل أبيب) وفجأة استيقظنا على وقع أقدام جنود العدو الإسرائيلى وهى تحتل شرق قناة السويس.

النظام وضع الإعلامى الراحل أحمد سعيد فى المواجهة، وكأنه هو الذى اخترع تلك البيانات والتى لم يكن يملك سوى إذاعتها، وإلا تم إعدامه رميًا بالرصاص، طبقا للأحكام العسكرية التى تطبق فى زمن الحرب.

الإعلام فى 73 استمد نبرته من الرئيس أنور السادات وهكذا بدأنا (ع الربابة بغنى) عبدالرحيم منصور وبليغ حمدى ووردة، لحن كله بهجة وفرح ونشوة وصوت وردة أشاع السعادة فى القلوب، شعر الإنسان المصرى بفرحة الانتصار وكأنها ومضة ترشق فى الوجدان، تعددت الأغنيات مثل (صبرنا وعبرنا) و(تسلمى يا شدة) والأغنية الأخيرة للموسيقار محمود الشريف، وفى لقائه الوحيد مع صوت عفاف راضى، كما قال لى كانت لديه وجهة نظر فى صوت عفاف مغايرة لكل من سبقوه ولكن لم يكمل معها الطريق.

ومن أهم أغانى 73 (عاش اللى قال) محمد حمزة وبليغ حمدى وعبدالحليم حافظ، سؤال محير لماذا لم نستمع إلى اسم أنور السادات وكانت كل العوامل مهيأة؟، وجدى الحكيم المسؤول عن تنفيذ الأغانى قال لى إن اسمه بالفعل تغنى به عبدالحليم، وإن الأغنية حملت أيضا تحية لعدد من الملوك والرؤساء والشيوخ، ثم تم الاتفاق على حذف كل الأسماء بمن فيهم السادات؟

من الذى يملك إصدار هذا القرار؟ بديهى الوحيد الذى من الممكن أن يفعلها هو فقط السادات.

الجرعة وضبطها وتوقيتها هى حرفة الصنعة الإعلامية، استطاعت العقول المصرية هضمها، لم يكن الأمر مجرد إبعاد الإذاعى الكبير أحمد سعيد عن الواجهة، والرجل كان وسيظل واحدًا من أهم القامات الذين وقفوا خلف ميكروفون الإذاعة، وكان يحظى بثقة من الرئيس جمال عبدالناصر، وبعد رحيل عبدالناصر اعتقد الكثيرون أنه سوف يرسل قذائفه ضد من أبعده عن الميكروفون وهو فى ذروة العطاء والشباب، حيث أجبروه على أن يتقدم باستقالته ويمكث فى بيته ولا ينطق بكلمة.

ورغم ذلك قال لى إن عبدالناصر كان مستمعا جيدا للإذاعة، ويكتب ملاحظات وعندما طلبوا منه توجيه اللوم لأحمد سعيد لخروجه عن الالتزام بما يطلب منه مباشرة من الأجهزة؟ أجابهم اتركوا (صوت العرب) يتمتع بهذا الهامش، أدرك ناصر أن سر النجاح فى تلك المشاغبة التى كانت طابعا مميزا للإذاعة التى كانت عنوانا لمصر فى العالم العربى.

تغيرت النبرة فى زمن السادات، كان من المهم تحقيق كل ذلك فى كل المجالات، وأعتقد أن بليغ حمدى باعتباره الأقرب للرئيس أنور السادات وكثيرا ما ذهب فى جلسات خاصة إلى فيلا للرئيس ومعه العود، التقط المعنى وهكذا جاءت (ع الربابة بغنى) لتظل حتى الآن تسعدنا وتبهجنا، هذا هو الدرس، حتى فى الانتصار ينبغى ضبط الجرعة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ع الربابة بغنى ع الربابة بغنى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon