توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأدب ولماذا فضلوه على السينما؟

  مصر اليوم -

الأدب ولماذا فضلوه على السينما

بقلم:طارق الشناوي

تعودنا أن نستسلم لآراء تكتسب مصداقيتها، عن طريق عبورها من جيل إلى جيل، ومن ناقد إلى آخر، فتمتلك قوة أدبية لا يسمح لأحد بالخروج عليها.

عندما يُكتب فى أكثر من مطبوعة، أن طوق إنقاذ الدراما لن يأتى إلا فى عناقها الأبدى مع الأدب، ستجد أنك لا شعوريا توافقه الرأى، سيمر أمامك شريط من الأسماء اللامعة أمثال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف إدريس ويوسف السباعى وغيرهم، ستجد أيضا فى رصيد السينما والتليفزيون ما يؤيد تماما هذا الافتراض، فمن ينسى (الثلاثية) و(بداية ونهاية) و(السمان والخريف) لمحفوظ، أو (فى بيتنا رجل) و(أنا حرة) و(الوسادة الخالية) لإحسان، أو (لا وقت للحب) و(النداهة) لإدريس، أو (أرض النفاق) و(نحن لا نزرع الشوك) للسباعى، وغيرها.

السؤال الذى لا نفكر كثيرا فى إجابته، لأنها محسومة ضمنا، هل نجحت تلك الأعمال الدرامية لهذا السبب تحديدا أم لأشياء أخرى؟.

إجابتى هى الأشياء الأخرى، وبما تملكه هذه الروايات، أولا من طبيعة درامية وليست روائية، فالسينما فى الماضى كانت تذهب للرواية، أى أن المعادل السينمائى يتغير وفقا لحالة الرواية، المفروض أن يحدث العكس، فعدد مما قدمته السينما لإحسان، كان أقرب إلى نقل مسطرة من دفتى الكتاب إلى الشريط السينمائى، باستثناءات قليلة مثل (الراقصة والسياسى).. ترى هنا وحيد حامد كاتب السيناريو وسمير سيف المخرج لم يتقيدا بحالة الرواية، ولكنهما أخذا الرواية إلى ملعبهما، يتجسد هذا المعنى أكثر فى رواية إبراهيم أصلان (مالك الحزين) التى أحالها سيناريو وإخراج داوود عبد السيد إلى (الكيت كات)، أصلان يكتب عملا أدبيا يفيض عمقا وشاعرية، ولكنه فى بنائه يتناقض مع السينما، داوود عبد السيد لم يكتف بأنه قد هضم النص، ولكنه تجاوز الهضم إلى الافتراس، ورأينا فى (الكيت كات) الشاشة تنضح بروح السينما.

يلعب أيضا اسم الأديب دورا لا يمكن إنكاره فى زيادة مساحة الجذب، نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس نجمان و(تريند) بلغة (السوشيال ميديا)، تصدر إحسان للأفيش بجوار النجوم يعنى أنه نجم شباك، ومن هذا الجيل الذى حقق تواجدا جماهيريا أحمد مراد، فهو يكتب بعين السينمائى وله جمهور من الشباب ينتظر جديده، ولهذا مثلا كتب (الفيل الأزرق) الجزء الثانى مباشرة للسينما، تقييم الحالة الأدبية له معيار مختلف تماما عن السينما. يوسف إدريس كثيرا ما أعلن غضبه على كل الروايات التى قدمتها له الشاشة، ولهذا كتب سيناريو وحوار روايته (حادثة شرف)، وحقق الفيلم الملتزم حرفيا برواية أديبنا الكبير، فشلا ذريعا فى دور العرض، بقدر ما صالح الأدب خاصم السينما.

عندما نُطلق على السينما (الفن السابع) فإننا نعنى أنها قد استوعبت تماما الفنون الستة التى سبقتها، وتفاعلت معا وأنجبت السينما، قوة السينما تكمن فى قدرتها على التحرر من كل ما سبقها من فنون وعلى رأسها الرواية. المأزق الذى يواجهنا فى العديد من مظاهر الحياة، أننا نتناقل الاجتهادات المرتبطة بمرحلة زمنية وبتجارب محددة، من إطارها النسبى إلى المطلق، إنه الكسل اللذيذ الذى تعودنا جميعا على الالتزام الحرفى به.

ولو خرجت عن الصف بأى قدر من الاختلاف، فأنت تجرح حقيقة مستقرة، وعليك أن تلقى وعدك، ويا ويلك يا سواد ليلك!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأدب ولماذا فضلوه على السينما الأدب ولماذا فضلوه على السينما



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon